قال التلفزيون الإيراني الرسمي، الإثنين 16 يوليو/تموز 2018: إن الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي انتقد السعودية بسبب إدارتها للحج، ودعا إلى فتح تحقيق جديد في أحداث عام 2015 التي قُتل فيها مئات الأشخاص.
وذكرت وكالة رويترز أن الانتقاد جاء قبيل بدء موسم الحج هذا العام وسط توترات بين طهران والرياض، بسبب حروب بالوكالة في العراق وسوريا ولبنان واليمن، يدعم فيها كل من البلدين طرفاً مختلفاً من أطراف الصراع فيها.
وتقول الرياض: إن نحو 800 حاج توفوا في تصادم مجموعتين كبيرتين من الحجاج عند مفترق طرق في مِنى على مسافة بضعة كيلومترات شرقي مكة وهم في طريقهم لأداء شعيرة رمي الجمرات.
وأظهرت إحصاءات الدول التي تلقت جثث ضحاياها أن أكثر من ألفي شخص ربما يكونون قد توفوا في الواقعة منهم 400 إيراني.
وقال خامنئي، في كلمة لمنظمي بعثات الحج الإيرانية: "يتعين تشكيل لجنة لتقصي الحقائق، تضم إيرانيين، للتحقيق في هذه الأعمال الوحشية. ويتعين على السلطات الإيرانية المعنية حشد جميع الموارد القانونية لمتابعة المأساة".
الأراضي المقدسة.. "ليست ملكاً لحكام السعودية"
وأضاف خامنئي: "أراضي مكة والمدينة المقدسة ملك لكل المسلمين… وليست ملكاً لحكام السعودية".
وقاطعت إيران الحج في عام 2016 وسط توترات مع السعودية بشأن الواقعة. وشارك نحو 90 ألف إيراني في الحج العام الماضي.
وقاطعت إيران الحج لمدة ثلاثة أعوام بعد مقتل 402 حاج، منهم 275 إيرانياً في اشتباكات مع قوات الأمن السعودية في احتشاد مناهض للولايات المتحدة وإسرائيل في مكة عام 1987. وتمنع السلطات السعودية مثل هذه التجمعات .
وقال خامنئي: "الحج هو أفضل فرصة لإظهار عدم إمكانية الفصل بين الدين والسياسة". ومن المتوقع أن يؤدي نحو 85 ألف إيراني فريضة الحج هذا العام.
وقطعت الرياض العلاقات الدبلوماسية بعد أن اقتحم محتجون إيرانيون السفارة السعودية في طهران بعد صدور حكم بإعدام رجل دين شيعي في السعودية في يناير/كانون الثاني 2016.
ورحبت السعودية بقرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب في مايو/أيار الماضي بانسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الدولي مع إيران وإعادة فرض عقوبات اقتصادية عليها.
طهران سبق لها أن قاطعت الحج في أكثر من مرة
إذ إن إيران أعلنت سنة 2016 أنها لن ترسل حجاجاً إلى الأماكن المقدسة لأداء الفريضة "بسبب عدم التوصل الى اتفاق مع السعودية، وأكد أن العرقلة مصدرها الجانب السعودي".
بينما ردت السلطات السعودية آنذاك عبر مصدر مسؤول فيها أن أبوابها مفتوحة للحجاج الإيرانيين، واتهمت إيران بأنها تعمل على "تسييس" موسم الحج.
وكانت هناك ثلاث نقاط أساسية تلخص الخلافات التقنية والإجرائية التي حالت دون التوصل إلى اتفاق، ومقاطعة إيران لحج 2016.
إذ أصرت المملكة العربية السعودية على توجه الحجاج الإيرانيين إلى دولة ثالثة للحصول على تأشيرات الحج، بسبب إغلاق سفارتها في طهران بعد اقتحامها من قبل محتجين على إعدام الشيخ نمر النمر، المرجع الديني الشيعي السعودي، الأمر الذي رفضته السلطات الإيرانية، وأصرت على حصول حجاجها التأشيرات في طهران عبر طرف ثالث.
إضافة إلى رفض السعودية منح تصريح لشركة الطيران الإيرانية لنقل الحجاج إلى مطار جدة الدولي، مثلما كان عليه الحال في كل السنوات السابقة.
بينما أصرت إيران على قيام حجاجها بأداء مراسم البراءة من الكفار والمشركين التي تتمثل في مسيرات احتجاجية، الأمر الذي رفضته السلطات السعودية؛ لأن هذه المراسم تعرقل أداء الفريضة من قبَل الحجاج الآخرين.
وفي عامي 1988 و1989 قاطعت إيران موسمي الحج احتجاجا ًعلى مقتل 400 من حجاجها، إثر صدامات دموية مع الشرطة السعودية في الموسم السابق (1987) بسبب قيامهم، أي الحجاج الإيرانيين، بمظاهرات احتجاجية للبراءة من الكفار، رددوا خلالها شعارات ضد أميركا.
خسارة نصف مليار دولار بسبب غياب حجاج إيران
سنة 2016 قاطع 75 ألف حاج إيراني أداء فريضة الحج، وهو ما كلف المملكة العربية السعودية خسارة مقدارها نصف مليار دولار، حسب تقديرات مجلة "فوربس".
مقاطعة إيران لموسم الحج، تتبعها أيضاً مقاطعة مواسم أداء العمرة، حيث يتوجه إلى مكة أكثر من نصف مليون إيراني سنوياً، الأمر الذي سيعمق الخلاف الطائفي، جنباً إلى حنب مع الخلاف السياسي المتفاقم بين البلدين.