العدالة والتنمية المغربي يطلق أسماء فلسطينية على شوارع أمازيغية، وناشطون: تهميش لتاريخ المنطقة!

فلسطين في القلب .. لكن هل يجب أن تكون في أسماء الشوارع؟

عربي بوست
تم النشر: 2018/07/15 الساعة 15:46 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/07/17 الساعة 06:25 بتوقيت غرينتش
A Moroccan man wearing a traditional costume sells water at the old market of Agadir city in southwest Morocco December 13, 2013. REUTERS/Ahmed Jadallah (MOROCCO - Tags: SOCIETY)

استنكر عدد من النشطاء المغاربة على شبكات التواصل الاجتماعي، إطلاق مجلس جماعة أكادير الذي يسيره حزب العدالة والتنمية الإسلامي، أسماء مدن وبلدات فلسطينية على أزقة وشوارع بالمدينة، التي تعتبر عاصمة لمنطقة سوس الأمازيغية، والواقعة على طول الساحل الأطلسي جنوبي المغرب.

واعتبر الناشطون ومتتبّعو الشأن العام بمدينة أكادير، أن إطلاق تسميات فلسطينية على شوارع وأزقة المدينة المغربية، يعدّ تهميشاً للثقافة المحلية الأمازيغية وأسماء لها ارتباط وطيد بالذاكرة التاريخية والهوياتية لعاصمة جهة سوس.

مرتبطون تاريخياً بفلسطين

المجلس الجماعي لأكادير، كان قد صادق بالإجماع على النقطة السابعة من جدول أعمال الدورة الاستثنائية، المنعقدة يوم 9 يوليو/تموز 2018، والمتعلقة بالدراسة والتصويت على تسمية الشوارع والأزقة.

إثرها تداول النشطاء والمهتمون على شبكات التواصل الاجتماعي، أكثر من 40 من التسميات الفلسطينية التي أطلقت على شوارع وأزقة حي القدس بمدينة أكادير؛ وعلى رأسها اسم غزة، ورام الله، وقبة الصخرة، وخان يونس، وباب المغاربة، والمسجد الأقصى، وغيرها…

بلدية أكادير المغربية تطلق أسماء فلسطينية على شوارع و أزقة أحد أحيائها الكبرى. صادق المجلس الجماعي لمدينة أكادير على…

Gepostet von Khadija Arouhal Tililly am Freitag, 13. Juli 2018

 

بهذا الخصوص، أكد محمد باكيري، نائب رئيس جماعة أكادير، أن العملية "تمت إثر مقترح تقدّمت به إحدى جمعيات المجتمع المدني، يهم استكمال تسمية أزقة وشوارع المدينة، فتفاعل مجلس الجماعة بأغلبيته ومعارضته بشكل إيجابي مع المقترح".

كما اعتبر نائب رئيس جماعة أكادير، أنه أطلقت التسميات الفلسطينية للأزقة والشوارع انسجاماً مع حي يحمل اسم القدس بأكادير.

وأشار المسؤول بجماعة أكادير، في توضيح لـ"عربي بوست"، إلى الارتباط التاريخي الموجود بين المغاربة والقدس وفلسطين كقضية إنسانية، مشدداً على انفتاح وتعايش مدينة أكادير.

والمعارضون يخشون من وصمهم كغير داعمين للقضية

لكن المتتبعين ونشطاء شبكات التواصل الاجتماعي، اعتبروا ما قامت به جماعة أكادير مبالغاً فيه، خصوصاً أن للمناطق رموزاً أيضاً، يكون الاعتراف بها، ولو بشكل رمزي، جزءاً من حفظ الذاكرة الجامعية.

الشيء الذي إذا زاد عن حده انقلب إلى ضده. هذا حال مسؤولي جماعة أكادير في التعبير عن حبهم وتقديرهم لفلسطين وقضيتها. كان…

Gepostet von Ismail Eladarissi am Samstag, 14. Juli 2018

ولا يستبعد آخرون، أن أي انتقاد على "الانقلاب على هوية المدينة"، سيظهرونه بمظهر المعادي لفلسطين شعباً وقضية.

كل من سينتقد هذا الانقلاب على هوية المدينة سيظهرونه بمظهر المعادي لفلسطين شعبا وقضية، وسيلصقون به تهمة التصهين.. إنها…

Gepostet von ‎فدوى رجواني‎ am Freitag, 13. Juli 2018

في المقابل، رأى البعض الآخر أن خطوة المجلس الجماعي لأكادير في الاتجاه الصحيح، وهي "رسالة لكل المغاربة لا تخلو من واجب نصرة إخوانهم الفلسطينيين".

خطوة #المجلس_الجماعي_لأكادير بإطلاق أسماء فلسطينية على أحياء وأزقة مدينة #أكادير، خطوة في الاتجاه الصحيح، وهي رسالة للكل…

Gepostet von ‎سليمان صدقي‎ am Samstag, 14. Juli 2018

 

لكن هل الهوية هشة لهذه الدرجة؟

بالنسبة لرشيد الحاحي، الكاتب والناشط الأمازيغي، ابن مدينة أكادير، يرى أن "المبادرات الإيجابية والتفكير الصائب تقتضي تعزيز هوية المدينة الترابية، وإضافة أسماء أعلام محلية ووطنية".

بل أكثر من ذلك، إن الكاتب والناشط الأمازيغي، في حديثه لـ"عربي بوست"، دعا إلى ضرورة أن يتحلّى مجلس جماعة أكادير "بحس التدبير الديمقراطي واتخاذ المبادرة المنتظرة بكتابة أسماء الأماكن والأزقة باللغة الأمازيغية وحرفها تفيناغ، بدل تعريبها كلّياً واستبدالها بأسماء غريبة عن الفضاء والمجال الثقافي للمدينة والجهة، ولغتها الأمازيغية الأكثر انتشاراً وتداولاً".

كما تساءل رشيد الحاحي، عن "الدافع الموضوعي الذي يجعل جمعية مثلاً، ومجلس جماعي المدينة ككل، يُقدمان على اقتراح واتّخاذ قرار بتسميات مستوردة لشوارع وأزقة حي القدس الذي بني في تسعينيات القرن الماضي".

فهذا الحي؛ كانت كل شوارعه وأزقته "تحمل أسماء ولوحات معدّة بعناية باللغتين العربية والفرنسية من طرف المجلس الجماعي السابق، تعكس نوعاً من التنوع الذي جمع بين أعلام بشرية وجغرافية، بما فيها المحلية الأمازيغية"، يضيف رشيد الحاحي، الكاتب والناشط الأمازيغي ابن مدينة أكادير.

تشتهر أكادير بسوقها القديمة وتراثها الغني، ويخشى نشطاء من أن تغيير أسماء الشوارع قد يؤثر على هوية المدينة بالسلب
تشتهر أكادير بسوقها القديمة وتراثها الغني، ويخشى نشطاء من أن تغيير أسماء الشوارع قد يؤثر على هوية المدينة بالسلب

بدوره، أبرز محمد باجلات، رئيس جمعية ملتقى ايزوران نوكادير (ملتقى جذور أكادير)، أن "المسؤولين بجماعة أكادير، باستثناء الرئيس، تنقصهم خبرة في التدبير، ولذلك سقطوا في زلات وعثرات".

في تصريحه لـ"عربي بوست"، لم يهوّل رئيس جمعية ملتقى ايزوران نوكادير، من خطوة مجلس جماعة أكادير بمصادقته على لائحة بتسميات فلسطينية لأزقة وشوارع بحي القدس، مشدّداً على أن "الهوية الأمازيغية متجذّرة في المدينة، وهي أكبر من أن تهددّ بتسميات شوارع وأزقّة".

واعتبر محمد باجلات، أن مقترح المجلس "مجهض في الأصل"؛ لأن "أكثر من ثلثي الأسماء المقترحة، سيتم رفضها من طرف لجنة مختصة في الوزارة الوصية التي تعطي مصادقتها النهائية على التسميات، بعد دراسة جانبيها التقني والأدبي".

لذلك، فمجلس جماعة أكادير "ورّط نفسه"؛ لأنه "يحتاج لعمل شهر على الأقل لكي يجد المبررات التاريخية والسياسية والأدبية للأسماء التي اختارها"، يردف الناشط الجمعوي بمدينة أكادير.

تحميل المزيد