تُوفي، الخميس 12 يوليو/تموز 2018، محمد المختار، النجل الوحيد للمجاهد الليبي عمر المختار (1858-1931)، الذي قاوم الاحتلال الإيطالي في بلاده 20 عاماً، قبل أن تعدمه قوات الاحتلال.
وقالت مصادر من قبيلة "المنفة"، التي ينتمي إليها، إن "الحاج محمد تُوفي ظهر اليوم (الخميس) في منزله بمنطقة الحدائق في مدينة بنغازي (شرق) عن 97 عاماً".
وأوضحت أنه "كان يعاني أمراضاً عديدة بسبب كبر سنِّه، وتلقى علاجاً داخل البلاد وخارجها أكثر من مرة، كان آخرها رحلة علاج في الإمارات استغرقت 3 أشهر".
ووُلد محمد عمر المختار عام 1921، في منطقة العويلية قرب المرج شرق ليبيا، وعاش مع والدته ونيسة الجيلاني وبعض أقاربه.
وغادر محمد ليبيا مع والدته إلى مصر عام 1927، بطلب من أبيه؛ ليتفرغ لقتال الاحتلال الإيطالي.
وقضى الابن في مصر 18 عاماً بمدينة الحمام (غرب)، وتنقَّل بين مدن سيدي براني ومطروح والإسكندرية وغيرها، وتلقى تعليمه في مدرسة الشاطبي بالإسكندرية، التي علم فيها بإعدام أبيه.
وقام نجل المجاهد الليبي بزيارة تاريخية إلى إيطاليا عام 2009، كانت الأولى له إلى روما برفقة وفد ضم أكثر من 200 شخص، وجاءت الزيارة بعد توقيع اتفاق بين البلدين في أغسطس/آب 2008؛ لتصفية حسابات 30 عاماً من الاستعمار الإيطالي لليبيا (1911ـ 1942).
وتعهدت روما بدفع تعويضات لليبيا بقيمة 5 مليارات دولار على شكل استثمارات على السنوات الـ25 المقبلة. وفي المقابل، تعهدت طرابلس بمكافحة الهجرة غير الشرعية انطلاقاً من سواحلها بفاعلية أكبر.
وفي مقابلة صحافية معه، أشار نجل المجاهد الليبي إلى التقدير الذي حظي به في إيطاليا؛ إذ أشار إلى أن سلڤيو برلسكوني، رئيس وزراء إيطاليا الأسبق، قد انحنى خلال لقائه؛ ليقبّل يده معتذراً عن المرحلة الاستعمارية وما سببته إيطاليا من مآسٍ للشعب الليبي.