فيما تقترب الروايات بخصوص خطوات يقوم بها الجيش المصري في شمال سيناء تمهيداً للبدء في تنفيذ بنود صفقة القرن، دعت المخابرات العامة المصرية وفداً من حركة حماس لزيارة القاهرة غدا الأربعاء للنقاش حول الخطوات المقبلة في هذا الملف، ذلك بعد وصول وفد من حركة فتح خلال الأيام القليلة الماضية إلى مصر.
ويتضمن التصور المحدد لسيناء ضمن صفقة القرن حزمة مشاريع اقتصادية وتجارية مخصصة لخدمة قطاع غزة، "تقدّر المرحلة الأولى منها بنحو 3 مليارات دولارات تتعهّد دول خليجية للرئيس الأميركي بتحمل تكلفتها بالكامل، وتشتمل على إقامة محطة عملاقة لتوليد الكهرباء بالعريش بتكلفة تصل إلى نحو 500 مليون دولار، إضافة إلى ميناء بحري على الساحل الملاصق لقطاع غزة، وتخصيص مصر مطار العريش؛ ليكون مخصصاً لخدمة أهالي القطاع، أو الدولة الفلسطينية".
فيما وصل وفد من حركة فتح إلى القاهرة استعداداً لبدء النقاش حول التصور النهائي لصفقة القرن، فإن وفد حماس يستعد للتوجه أيضاً للقاء المسؤولين المصريين.
الجيش يمهد الأرض في سيناء استعداداً لصفقة القرن
وقالت مصادر سياسية: إن الجيش الثاني الميداني بدأ في تنفيذ تعليمات جديدة متعلقة بشمال سيناء خلال الأيام القليلة الماضية، في ضوء تفاهمات سياسية إقليمية، وأوضحت المصادر أن القوات المسلحة بدأت في تنفيذ المرحلة الحالية ضمن المخطط المحدد، تتضمن إقامة جدار عازل حول المنطقة التي تشمل مطار العريش، والمنطقة الصناعية القديمة، إضافة إلى بعض القرى، من بينها السلام والحباين.
فيما قال الدكتور يحيى عقيل، عضو البرلمان المصري سابقاً عن شمال سيناء: إن الجيش بدأ في تمهيد الأرض استعداداً للتنفيذ، من خلال الضغط على المواطنين لدفعهم للخروج من سيناء بالكامل، وتسهيل انتقالاتهم مع وعود لهم بتوفير بدائل جيدة.
وقال البرلماني السابق والمعارض المصري، في تصريحات خاصة لـ"عربي بوست": إن الجيش قام بإفراغ كل المناطق التي بها تجمعات صغيرة للأهالي من خلال هدم المنازل وتهجير أصحابها، فضلا عن إخلاء المزارع، وكشف عن أن الجيش قام بتجريف ما يقارب الـ25 ألف فدان جنوب العريش.
وسبق أن التقى كل من صهر الرئيس الأميركي، كبير مستشاريه غاريد كوشنر، والمبعوث الخاص لترمب للشرق الأوسط جيسون غرينبلات، بالرئيسَ المصري عبدالفتاح السيسي ورئيس جهاز الاستخبارات اللواء عباس كامل في 21 يونيو/حزيران الماضي، خلال جولة شملت مصر والسعودية والأردن وقطر وإسرائيل. وبحث الوفد الأميركي التصورات المتعلقة بصفقة القرن والعقبات التي تواجهها قبل الإعلان الرسمي عنها.
وقال عقيل: إن فكرة الجدار العازل التي يقوم بها الجيش الآن حول مدينة العريش ظهرت منذ عام 2015 وأشار إلى أن الجيش لم يكتفِ بمساحة الـ5 كيلو التي أعلن عنها السيسي، بل امتد الجدار ليشمل ما مساحته 17 كيلو ويفصل مدينة العريش عن العمق الجنوبي للمدينة، ويعزلها عن الظهير الزراعي بالكامل.
وقال إن هناك سوراً يتم بناؤه على عمق 5 كيلومترات مع قطاع غزة؛ للسيطرة بالكامل على الحدود ومنع تهريب السلاح من وإلى قطاع غزة، وإحكام السيطرة بالكامل على غزة ومراقبة الحدود بشكل كبير.
لقاءات وجولات من أجل الانتهاء من البنود النهائية لصفقة القرن
وقال البيت الأبيض: إن مبعوثَين للرئيس دونالد ترمب إلى الشرق الأوسط اجتمعا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الجمعة 22 يونيو/حزيران 2018؛ لبحث آفاق السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وذلك بعدما عقدوا محادثات منفصلة مع زعماء عرب.
وقالت واشنطن: إن خطة للسلام يجري إعدادها حالياً، وقد يتم طرحها قريباً، وتوقفت المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين في 2014؛ بسبب خلافات تفاقمت بالحرب في غزة، ثم باعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل في الآونة الأخيرة.
صحيفة "هآرتس" تحدثت عن أن المقترح الأميركي يطالب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بقبول المبادرة أو رفضها كما هي، مشددة على أن "مبعوثَي ترمب يجب أن يتعلَّما من تجربة أسلافهما؛ كي يمتنعا عن السقوط في أفخاخ قديمة"، بحسب تعبيرها.
صيغة المقترح الأميركي، حسب "هآرتس"، تعرض إقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل، وهي ملزمة بأن تتضمن اقتراحات لترسيم الحدود بين الدولتين.
أما صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، فقالت الجمعة، إن "هناك تخوفاً في إسرائيل من إمكانية أن تتضمن خطة السلام الأميركية بنوداً لصالح الفلسطينيين".