يتوجه وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، مجدداً، إلى كوريا الشمالية الخميس 5 يوليو/تموز 2018، في زيارة تستغرق 3 أيام، ويجري خلالها محادثات حول نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز، خلال مؤتمر صحافي، إن بومبيو سيلتقي "الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون وفريقه"، بهدف "متابعة العمل الهام من أجل نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية"، بعد القمة التاريخية التي عقدها الرئيس الأميركي دونالد ترمب مع الزعيم الكوري الشمالي، بسنغافورة، في 12 يونيو/حزيران 2018.
وكانت قمة ترمب وكيم جونغ التاريخية قد عُقدت في سنغافورة الإثنين 12 يونيو/حزيران 2018، ومثَّلت أول لقاء بين رئيسي الدولتين في تاريخ العلاقات السياسية بينهما بعد عقود من التوتر بين البلدين على خلفية عدد من الملفات، أبرزها طموحات بيونغ النووية.
وكشف ترمب عقب الاجتماع الشهير، أنه وقَّع وثيقة مفصلة مع كوريا الشمالية، وأكد أن عملية نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية ستبدأ بسرعة كبيرة، ووصف كيم جونغ أون بدوره الوثيقة الختامية بأنها فصل جديد في العلاقات بين البلدين.
من جهتها، أوضحت وزارة الخارجية الأميركية في بيان، أن بومبيو سيزور كوريا الشمالية من 5 إلى 7 يوليو/تموز 2018؛ "لمتابعة المحادثات وترجمة التقدم الذي تحقق في قمة سنغافورة بين الرئيس ترمب والزعيم كيم".
وقالت ساندرز: "أعتقد أن أموراً قد حصلت. أولاً، لم نشهد إطلاق صواريخ خلال الأشهر الثمانية الأخيرة"، في إشارة إلى التجارب الصاروخية الاستفزازية التي كانت تجريها كوريا الشمالية. وتابعت ساندرز: "لم تشهدوا انفجارات نووية. ومرة جديدة تستمر هذه المحادثات في التقدم. لن أخوض في التفاصيل، لكن يمكنني أن أبلغكم أننا نحقق تقدُّماً مستمراً".
جولة أميركية لوزير الخارجية على رأسها اليابان وكوريا الجنوبية
ومن كوريا الشمالية ينتقل بومبيو إلى اليابان في زيارة تستمر يومي 7 و8 يوليو/تموز 2018، حيث سيبحث مع مسؤولين يابانيين وكوريين جنوبيين "الالتزام المشترك بنزع السلاح النووي الكوري الشمالي بشكل نهائي وتام وقابل للتحقق، وغيرها من القضايا الإقليمية والثنائية"، بحسب بيان الخارجية الأميركية.
وتأتي زيارة وزير الخارجية الأميركي لليابان ضمن جولة آسيوية، بعد زيارة وزير الدفاع الأميركي، جيمس ماتيس، الجمعة 28 يونيو/حزيران 2018 لليابان، وقال في تصريحات على هامش الزيارة إن واشنطن ستحافظ على موقف دفاعي "قوي" مع حلفائها الإقليميين على الرغم من قرارها وقف مناورات عسكرية كانت مقررة مع كوريا الجنوبية.
وقال ماتيس إثر محادثات مع نظيره الياباني، إيتسونوري أونوديرا، في طوكيو، التي زارها نهاية الشهر الماضي (يونيو/حزيران 2018) في إطار جولة إقليمية: "نُبقي على موقف دفاعي مشترك قوي، من أجل أن نضمن أن دبلوماسيِّينا يواصلون التفاوض من موقع قوة لا جدال فيه"، في إشارة إلى المفاوضات الجارية مع كوريا الشمالية.
وقال ماتيس: "نحن منخرطون حالياً في محادثات غير مسبوقة مع كوريا الشمالية، لكن في هذه اللحظة الديناميكية يبقى التحالف القديم بين اليابان والولايات المتحدة صلباً". وشددت طوكيو مراراً أمام المسؤولين الأميركيين على ضرورة التطرق مع بيونغ يانغ إلى قضية اليابانيين الذين خطفتهم كوريا الشمالية في سبعينيات القرن الماضي وثمانينياته.
ومن المقرر عقد اجتماع أميركي – ياباني – كوري جنوبي خلال أيام
ومن المقرر أن يعقد وزراء الخارجية الأميركي والكوري الجنوبي والياباني اجتماعاً في طوكيو باليابان في أعقاب زيارة وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، الثالثة لكوريا الشمالية والمرتقبة في الفترة من 5 إلى 7 يوليو/تموز 2018.
وقال مصدر حكومي ياباني إن الدول الثلاث تناقش عقد اجتماع وزراء الخارجية في طوكيو باليابان؛ لتقاسم نتائج زيارة بومبيو لكوريا الشمالية ومناقشة سبل التعاون في القضية النووية الكورية الشمالية.
ويتوجه بعدها بومبيو إلى هانوي ثم إلى أبوظبي، ومن ثم إلى بروكسل؛ للمشاركة في قمة حلف شمال الأطلسي.
وأسهمت قمة سنغافورة في تخفيض منسوب التوتر بين واشنطن وبيونغ يانغ، إلا أن المصافحة التاريخية بين ترمب وكيم لم تُفضِ إلى جدول زمني محدد لتفكيك الترسانة النووية الكورية الشمالية.
كوريا الشمالية ربما تخدع واشنطن
وأوردت وسائل إعلام أميركية عديدة، مؤخراً، نقلاً عن مصادر لم تسمّها، أن الاستخبارات الأميركية لديها معلومات تفيد بأن بيونغ يانغ تحاول إخفاء قسم من ترسانتها النووية. وهو ما رفضت المتحدثة باسم الرئاسة نفيه أو تأكيده.
وأظهرت صورة التقطتها أقمار اصطناعية أن كوريا الشمالية تضع لمساتها الأخيرة على موقع رئيسي لتصنيع الصواريخ الباليستية، بالقرب من مدينة هام هونغ، ما يرجح أن بيونغ يانغ ربما تخدع واشنطن فيما يتعلق بنيّتها التخلص من برنامجها النووي.
وتأتي هذه الصور بالتزامن مع تسريب تقارير من الاستخبارات الأميركية تُشكك في نية كوريا الشمالية التخلي عن برنامجها النووي، وهو الأمر الذي وافق عليه الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون خلال اجتماعه بالرئيس الأميركي دونالد ترمب، في القمة التاريخية التي عُقدت بسنغافورة الشهر الماضي (يونيو/حزيران 2018).
وقال ديفيد شمرلر، أحد الباحثين من معهد كاليفورني: "إن التوسع في البنية التحتية للإنتاج الصواريخ ذات الوقود الصلب في كوريا الشمالية ربما يشير إلى أن الزعيم الكوري (كيم جونغ أون) لا يريد التخلص من البرامج النووية والصاروخية".
وكانت كوريا الشمالية أعلنت في 21 أبريل/نيسان 2018، توقفها عن إجراء تجارب نووية وإطلاق صواريخ باليستية عابرة للقارات، لافتة إلى أنها لم تعد بحاجة لإجراء تجارب نووية أو تجارب لإطلاق صواريخ باليستية عابرة للقارات؛ لأنها قد أكملت تسليحها.