كما لمّح وزير الدفاع الماليزي، في تصريحات سابقة له، الأسبوع الماضي، حول وضعية قوات بلاده في التحالف العربي الذي تتزعمه المملكة العربية السعودية، فقد أعلن محمد سابو، الخميس 28 يونيو/حزيران 2018، سحب قوات بلاده رسمياً من السعودية، مشيراً إلى أن القرار اتخذته الحكومة الأسبوع الماضي، وأعرب عن استعداد قوات بلاده لإجلاء مواطنيها الموجودين في اليمن حال حدوث أزمة ما، وذلك وفقاً لصحيفة Malaysia Today.
وبلغ إجمالي المشارَكة المعلنة في العملية حتى الآن 185 طائرة مقاتلة، بينها 100 من السعودية، التي تحشد أيضاً 150 ألف مقاتل، ووحدات بحرية على استعداد للمشاركة إذا تطورت العملية العسكرية.
وقال الوزير إن ماليزيا لن تجعل جيشها يتورط في أي حروب خارجية ما لم يكن ذلك عن طريق الأمم المتحدة، وأضاف أن ماليزيا لا تريد التورط في صراعات بمنطقة الشرق الأوسط، وتساءل سابو: "لماذا نشارك في مهاجمة اليمن أو أي أمة إسلامية؟!".
ورداً على تبريرات الحكومة السابقة، قال وزير الدفاع الماليزي إن "العذر القائل بأن القوات الماليزية في اليمن للقيام بأعمال إنسانية هو أمر سخيف". وأضاف: "إذا كان صحيحاً بالفعل أنه تم نشر قواتنا للمساعدة في جهود الإخلاء، فيجب أن يتم العمل الآن، ولا توجد حاجة للبقاء منتشرين لأكثر من 3 سنوات".
وشدد سابو على أن ماليزيا تريد علاقات جيدة مع الجميع باستثناء إسرائيل، مؤكداً أن بلاده تريد علاقات جديدة مع السعودية مثلها مع قطر.
وقال وزير الدفاع الماليزي إن قوات بلاده لم تشارك خلال فترة انتشارها بالسعودية، لا في حرب اليمن ولا في العمليات ضد تنظيم داعش الإرهابي، مشيراً إلى أن ماليزيا مارست منذ البداية سياسة عدم الانحياز، ولا تميل إلى أي فكرة أيديولوجية للقوى العالمية.
ماليزيا كانت الدولة الـ12 في التحالف العربي
وفي مايو/أيار من عام 2015، وصلت قوة عسكرية ماليزية إلى القواعد الجوية السعودية؛ للمشاركة في عمليات التحالف ضمن عملية "إعادة الأمل" في اليمن، وبذلك أصبحت ماليزيا الدولة الـ12 المشارِكة في التحالف بعد انضمام السنغال.
يُذكر أن السعودية بدأت يوم 26 مارس/آذار 2015 عملية "عاصفة الحزم"، قبل أن تتحول بعد أسابيع لـ"إعادة الأمل"، وذلك بطلب من الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، الذي ناشد حماية الشرعية بعد سيطرة مسلحي الحوثي على مفاصل الدولة بصنعاء في سبتمبر/أيلول 2015.
ويشن التحالف غارات جوية تستهدف مواقع وتجمعات الحوثيين وقوات صالح، ويقدم كل وسائل الدعم للمقاومة الشعبية الموالية لهادي.
وتضمنت القوات الماليزية إرسال جنودٍ مسلحين ومعدات عسكرية إلى الرياض عام 2015، من أجل تحقيق الهدف المعلن، المتمثل في إجلاء المحاصَرين في اليمن -الحاملين للجنسية الماليزية، بالإضافة إلى حاملي جنسيات الدول المجاورة- بمساعدة الدول العربية ووكالات الإعانة.
ومنذ ذلك الحين، خضع هذا الوجود للدراسة والتدقيق المتزايد، بالإضافة إلى عددٍ من النشاطات الأخرى التي كانت ماليزيا جزءاً منها؛ مثل قرارها الانضمام إلى تحالفٍ إسلامي ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، والذي تقوده السعودية، ويضم 34 دولة.
هذا بالإضافة إلى مشاركتها في تحالف عسكري مع دول شقيقة، وافتتاح مركز بمشاركة السعودية للرد على الأفكار المتطرفة، يُدعى مركز الملك سلمان للسلام العالمي (KSCIP).
منظمات حقوقية ماليزية تتساءل عن جدوى المشاركة في الحرب على اليمن
وكانت هيئة ماليزية لحقوق الإنسان (محامون من أجل الحرية) تساءلت، في بيان لها، عن جدوى مشاركة قوات ماليزية في حرب التحالف بقيادة السعودية في اليمن، والتي بدأت في عام 2015 وتستمر حتى الآن.
واستشهدت أيضاً بتقرير صادر عن فريق خبراء الأمم المتحدة بشأن اليمن، والذي قال إن هجمات التحالف العسكري، بقيادة السعودية في اليمن، "قد تصل إلى حد جرائم الحرب"، وإن أفراد الجيش الماليزي كانوا يعملون إلى جانب فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة في مقر التحالف المشترك بالرياض لتنسيق الحرب ضد المتمردين الحوثيين وحلفائهم في اليمن.
ثمة دول انسحبت من التحالف العربي
وفي أبريل/نيسان من عام 2018، قرر المغرب الانسحاب من تحالف السعودية والإمارات في حربهما على اليمن المستمرة منذ أكثر من 3 أعوام وتخللتها جرائم مروعة وانتهاكات بحق المدنيين اليمنيين، وأعلن الجيش المغربي أنه قرر استعادة سرب طائراته المشاركة في إطار التحالف العربي.
وقالت صحيفة "الأيام 24" المغربية إن بعض المراقبين ربطوا سحب المغرب هذا السرب بتسارُع الأحداث في الصحراء والمنطقة العازلة، في حين اعتبرها البعض خطوة عادية.
وكشفت مصادر مطلعة أنه بتوجيه من الجنرال دوكوردارمي عبد الفتاح الوراق، المفتش العام للقوات المسلحة الملكية، قد تم أيضاً استدعاء السرب المكون من 6 طائرات، والذي كان قد تم إرساله إلى الولايات المتحدة الأميركية من أجل رفعه للمعيار.
وتجدر الإشارة إلى أن المغرب يشارك بقوات برية وجوية في "عاصفة الحزم" التي تقودها السعودية، ونجحت المضادات اليمنية في إسقاط مقاتلة مغربية من نوع "إف-16" الأميركية ومقتل رُبّانها. وانقسم المغاربة بين مؤيد للحرب ومعارض لها.
قطر تنسحب وتتحدث عن إصابة بعض جنودها في العمليات
انسحبت القوات المسلحة القطرية التي كانت تشارك ضمن التحالف العربي بقيادة المملكة السعودية باليمن، وذلك في إعقاب إعلان التحالف إنهاء مشاركة القوات القطرية في هذه المعركة، التي اندلعت قبل عامين تقريباً، وذلك في يونيو/حزيران 2017.
وتأتي هذه الخطوة بعد إعلان بعض الأعضاء في التحالف، يوم الإثنين 5 يونيو/حزيران 2018، قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر، التي رأت في هذا الإجراء "محاولة فرض الوصاية على الدولة، وهذا بحد ذاته انتهاك لسيادتها".
والدول الأعضاء في التحالف، التي قطعت العلاقات مع قطر، هي: المملكة العربية السعودية، والإمارات، واليمن، والبحرين، ومصر، بحجة "دعم قطر للإرهاب، وإيواء جهات متطرفة، والتدخل في شؤون الدول الداخلية لدول الجوار".
وأفادت وكالة الأنباء القطرية بأن "القوة القطرية تصدَّت للعدوان والتهديد الذي يشكل خطراً على أمن السعودية ودول المنطقة، عبر مشاركتها بمئات الطلعات الجوية واستشهاد وإصابة العشرات من أبنائها".
وأوضحت أن ذلك يأتي "إيماناً منها بصون الحقوق المشروعة، ودعماً لحق الشعب اليمني الشقيق في حياة ديمقراطية عادلة، وصد أي محاولات خبيثة للعبث بأمن المملكة والخليج والمنطقة بأَسرها".
وكان 6 جنود قطريين قد أُصيبوا خلال تصدِّيهم لهجوم شنه عناصر جماعة أنصار الله (الحوثيين) على الأراضي السعودية، وذلك قبل يومين فقط من إعلان الدول المذكورة قطع علاقاتها مع الإمارة القطرية.