طرح كيم جونغ أون زعيم كوريا الشمالية يميناً وطنياً جديداً ينتقص فيه من الإنجازات التي حققها والده وجده، بل ويشيد فيه بأيديولوجيته وقيادته.
هذا اليمين الأصلي الذي كان يُلزَم جميع المواطنين بتأديته ظهر في الأصل في السبعينيات، عندما كان يتولى السلطة كيم إيل سونغ، مؤسس كوريا الشمالية وجد الديكتاتور الحالي.
وفق تقرير صحيفة Telegraph البريطانية كان اليمين يحتوي 10 بنود تشيد بحكمة كيم وعظمته، وبعد وفاته في يوليو/تموز 1994، بدأت تلك البنود تشيد بابنه كيم جونغ إيل.
المواطنون يُلزَمون بأنَّهم "سيتسلحون بالمثل العليا" لأول زعيمين
وأفاد موقع DailyNK الأخباري الموجود في سيول أنَّ المواطنين يُلزَمون بالقسم على أنَّهم "سيتسلحون بالمثل العليا" لأول زعيمين للبلاد، ويؤدي اليمين العمال والطلاب وموظفو القوات المسلحة في الأعياد الوطنية واحتفالات الذكرى السنوية لحزب العمال.
ويُطلب من المواطنين الالتزام بتطبيق تلك المثل العليا في كل جانب من جوانب حياتهم، سواءٌ في العمل أو المدرسة أو العائلة، إلى جانب "تكريس حياتهم إلى الأبد كما لو أنَّها ليست لها قيمة إلا في سبيل تحقيق تلك الإنجازات العظيمة التي حققها كيم إيل سونغ وكيم جونغ إيل وحزب العمال الكوري".
ونقلاً عن مصادر في الشمال، يقول الموقع الإخباري إن تغيُّب أي مواطنٍ عن اجتماع تأدية اليمين يجعله خائناً من الناحية السياسية.
لم يتغير محتوى اليمين وفق Telegraph منذ أكثر من 40 عاماً، حسبما قالت المصادر، بالرغم من أنَّ الحاكم الحالي الوريث لكوريا الشمالية قرر على ما يبدو أنَّه يحتاج إلى التنقيح.
قُلِّصَ عدد البنود في النسخة الجديدة من اليمين من عشرة إلى خمسة بنود، ما يقلل من الوقت اللازم لتلاوة النص كاملاً. وبالفعل، فإنَّ النسخ المعدلة من اليمين حذفت ما يخص كيم إيل سونغ وكيم جونغ إيل، ولم يتبقَ سوى تعليق موجز على "إرادتهما وروحهما"، حسبما ذكر موقع DailyNK.
وبدلاً من ذلك، أُدرِجَت فقرة بمثابة إعلان ولاء لأيديولوجية وقيادة كيم جونغ أون.
كيم هو السبّاق
لم يسبق لأحد أن حاول محو ذكر الزعماء السابقين في كوريا الشمالية تماماً، ويعد فعلاً كهذا متعارضاً مع مفهوم عائلة كيم المتمثل في كونهم آباء خيِّرين للشعب على مر الأجيال.
ويبدو أنَّ جهود كيم لدثر ذكرى أجداده هي محاولة أخرى لتعزيز قاعدة دعمه داخل كوريا الشمالية في نفس الوقت الذي يجدد فيه حيوية الروح الثورية لدى رعاياه.
ويشير البعض إلى أنها قد تكون جزءاً من جهوده لإضعاف "الحرس القديم" في الدوائر العسكرية والسياسية، الذين قد يكنون ولاءً أكثر للأنظمة السابقة.