يستعد الناخبون الأتراك، اليوم السبت 23 يونيو/حزيران، للتوجه إلى صناديق الاقتراع، من أجل التصويت في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقرر إجراؤها غداً الأحد.
ومن المقرر أن يتقدم 56 مليوناً و322 ألفاً و632 ناخباً للإدلاء بأصواتهم في 180 ألفاً و64 صندوقاً انتخابياً، متوزعة على جميع أنحاء الولايات التركية.
وسبق للمغتربين أن أدلوا بأصواتهم في 123 بعثة تركية في 60 دولة، في الفترة بين 7 و19 يونيو/حزيران الجاري، وبلغ عدد المصوتين في البعثات والمعابر الحدودية مليوناً و486 ألفاً و532 ناخباً.
وسيكون التصويت متاحاً للمغتربين (المتأخرين) حتى الساعة 17:00 (14.00 توقيت غرينتش) من مساء الأحد، في المعابر الحدودية.
وغداً الأحد، يتوجّه الناخبون إلى الصناديق في عموم البلاد بين الساعة (08:00 و17:00) بالتوقيت المحلي، مع إمكانية اتخاذ إجراءات استثنائية في حال لم يكف الوقت في بعض المراكز المزدحمة.
ويُمنع اصطحاب أجهزة التسجيل أو الاتصال، مثل الهواتف الجوالة، وماكينات التصويت إلى مراكز الاقتراع، ويتم تسليمها للجنة الصناديق واستلامها بعد الانتهاء من التصويت.
وفي عملية الاقتراع المرتقبة، يدلي الناخب بصوته في بطاقتين انتخابيتين، الأولى للرئاسة والثانية للبرلمان، ثم يضعهما داخل ظرف وبعدها في صندوق الاقتراع.
ومن المقرر أن يتم أولاً فرز وتسجيل البطاقات الانتخابية الخاصة بالانتخابات الرئاسية.
نعم مبكرة! وقبل عام ونصف من موعدها الأساسي، وهي الأهم في تاريخ #تركيا المعاصر.. لكن ما الأسباب التي دفعت #أردوغان للتبكير بالانتخابات؟
يبدو أن ما يفعله أردوغان يعطي فرصة لحزبه للمحاولة من جديد لكنه قد يضع تركيا في حالة من عدم اليقين #الانتخابات_التركية pic.twitter.com/eKF0UG09g6
— عربي بوست (@arabic_post) June 22, 2018
صناديق اقتراع ستصل للمنازل
وللمرة الأولى سيتم تطبيق نظام الصناديق الجوالة من أجل المرضى المقعدين وذوي الاحتياجات الخاصة، حيث ستصل الصناديق بناء على طلبهم إلى مكان إقاماتهم.
وفي هذا الإطار سيتم تخصيص 1303 صناديق من أجل 17 ألفاً و258 ناخباً مقعداً تتوفر فيهم المعايير اللازمة لتوفير هذه الخدمة.
نقل البطاقات الانتخابية للناخبين في الخارج إلى العاصمة التركية أنقرة بواسطة طائرات ووسائل شحن دبلوماسية، حيث سيتم فرزها بالتزامن مع الداخل التركي.
ويتنافس في الانتخابات الرئاسية 6 مرشحين، أبرزهم الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان، عن "تحالف الشعب" (يضم حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية)، والمرشح عن حزب "الشعب الجمهوري" المعارض محرم إنجه، ومرشح حزب "الشعوب الديمقراطي" صلاح الدين دميرطاش.
ومن المتنافسين أيضاً، مرشحة حزب "الخير" ميرال أكشنر، ومرشح حزب "السعادة" تمل قرة ملا أوغلو، ومرشح حزب "الوطن" دوغو بيرنجك، الذين تمكنوا من الترشح بعد جمع 100 ألف توقيع من ناخبيهم (يشترط لمرشحي الأحزاب خارج البرلمان).
بينما يتنافس في الانتخابات البرلمانية، مرشحو كل من أحزاب "العدالة والتنمية" و"الشعب الجمهوري" و"الشعوب الديمقراطي" و"الدعوة الحرة" و"الخير" و"الحركة القومية" و"السعادة" و"الوطن".
ويشارك مرشحو حزب "الاتحاد الكبير" ضمن قائمة "العدالة والتنمية"، ومرشحو "الديمقراطي" في قائمة "الخير".
وبفضل التعديلات الدستورية الجديدة، تمكنت الأحزاب من تشكيل تحالفات في الانتخابات، حيث تحالف "العدالة والتنمية" مع "الحركة القومية" تحت مسمى "تحالف الشعب"، وتحالف "الشعب الجمهوري" مع "الخير" و"السعادة" تحت مسمى "تحالف الأمة".
ويحظر بيع وتقديم وشرب المشروبات الكحولية، وحمل الأسلحة في المدن والبلدات والقرى باستثناء القوى المكلفة بالحفاظ على الأمن والنظام العام، اعتباراً من الساعة السادسة (03:00 ت.غ) صباحاً وحتى منتصف الليل.
وتُغلق جميع أماكن الترفيه والتسلية العامة خلال ساعات التصويت، بما فيها المقاهي، وصالات الإنترنت، ويُسمح للمطاعم فقط بتقديم الطعام، وتُقام الأعراس بعد انتهاء التصويت في الساعة السادسة مساءً (15:00 توقيت غرينتش).
كما يحظر على وسائل الإعلام بكافة أشكالها بث أي خبر يتعلق بالانتخابات أو نتائجها لغاية السادسة مساءً، ويسمح لها بين السادسة والتاسعة مساءً بث الأخبار والبيانات الصادرة فقط عن اللجنة العليا للانتخابات.
فيما تكون وسائل الإعلام حرة في بثها بعد الساعة التاسعة مساءً، على أن يكون للجنة الحق في رفع الحظر الإعلامي قبل هذه الساعة، في حال ارتأت ذلك ضرورياً.
ترقب شعبي
وبموازاة الاهتمام الواسع في تركيا بالانتخابات، يشهد الشارع العربي اهتماماً كبيراً بالانتخابات التركية، خاصة من الجالية العربية في تركيا.
ويتجاوز عدد هذه الجالية الخمسة ملايين عربي، بحسب إحصائيات غير رسمية، ويشكل اللاجئون السوريون الشريحة الأكبر منهم، فضلاً عن جاليات عراقية وليبية ويمنية ومصرية.
وتترقب الجاليات العربية نتائج الانتخابات، خاصة أنها ربما تنعكس على مستقبلهم في تركيا، في ضوء السياسات المتباينة المطروحة من جانب المرشحين.
كذلك يتابع الانتخابات ويترقب نتائجها العرب الذي يرون في تركيا بلداً متطوراً، ويقصدونها للسياحة والتجارة والتسوق.
وعلى شبكات التواصل، تنوعت منشورات كتبها عرب، بمختلف مستوياتهم وانتماءاتهم، معبرين عن آرائهم ومستخدمين وسوماً متعددة، منها: الانتخابات التركية، وإسطنبول.
وغرد مفكرون وكتاب وإعلاميون عرب على هذا الوسم، ونشروا منشورات حول تطورات الانتخابات وحملاتها الدعائية.
وتباينت آراء العرب وفق مشارب وانتماءات كل منهم، حيث قدم كل شخص رأيه وفق منظوره الخاص.
تأثيرات محتملة
الكاتب والمحلل السياسي اللبناني، علي باكير، قال إنه "يوجد اهتمام واسع في العالم العربي بالانتخابات التركية، وهو أمر غير استثنائي، إذا لطالما كان هناك مثل هذا الاهتمام في الاستحقاقات الانتخابية التركية، لاسيما منذ عام 2007".
وأضاف باكير في تصريح لوكالة الأناضول: "لكن حجم الاهتمام يختلف اليوم من بلد عربي إلى آخر، تبعاً للظروف الداخلية التي تعيشها الدول العربية".
وعن أسباب الاهتمام رأى أن "الشعوب العربية بشكل عام تواقة للحصول على فرصة للتعبير عن تطلعاتها.. الكثير من مواطنيها يتطلعون إلى أن تكون لديهم تجربة (ديمقراطية) مماثلة".
وزاد بأن "الانتخابات التي جرت مؤخراً في بعض البلدان العربية كانت سيئة للغاية، ونفّرت الناس من التجربة الانتخابية، باعتبارها عملاً لا فائدة منه".
وتابع أن "جزءاً لا بأس منه من العرب يتابعون الانتخابات التركية، نظراً لتأثيراتها المحتملة عليهم، سواء كان لاجئاً داخل تركيا، أو ينتمي إلى إحدى الدول المجاورة".
وأفاد باكير بأن الانتخابات ستُحدث انعكاسات "لكن هذا سيعتمد على طبيعة النتائج، غالباً سيكون هناك تأثير بغض النظر عن درجته أو فحواه أو نوعه".
واعتبر أن "العنصر الأكثر بروزاً حتى الآن (بالنسبة لتركيا) هو سياسة خارجية أقوى، وزيادة في الاعتماد على القوى الصلبة، لمواجهة التحديات الخارجية".