اتفقت الكوريتان، الجمعة 22 يونيو/حزيران 2018، على استئناف برنامج التقاء العائلات التي فرَّقتها الحرب الكورية بداية من الشهر المقبل (يوليو/تموز 2018)، في خطوة هي الأولى من نوعها منذ 2015 وآخر فصول التقارب الدبلوماسي في شبه الجزيرة الكورية.
تفرَّق الملايين خلال الحرب الكورية (1950-1953)، التي أدت إلى انقسام شبه الجزيرة. وقد مات معظمُهم من دون أن يتمكنوا من رؤية أقاربهم ولا حتى الحصول على أخبار عنهم؛ لأن كل الاتصالات عبر الحدود بين المدنيين ممنوعة.
وأكد بيان مشترك، نشرته وزارة التوحيد الكورية الجنوبية، أن اللقاءات ستُعقد من 20 إلى 26 أغسطس/آب 2018 في جبل كومغانغ بكوريا الشمالية.
سيتم اختيار 100 مشارك من كل جانب
ويأتي قرار استئناف هذه اللقاءات ضمن اتفاقات أُبرمت خلال القمة الحاسمة التي عُقدت في أبريل/نيسان 2018، بين الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون والرئيس الكوري الجنوبي مون جاي-إن.
وأضاف البيان أنه "سيتم اختيار 100 مشارك من كل جانب"، موضحاً أن عمليات تفقُّد الموقع المقرر لعقد هذه اللقاءات في جبل كومغانغ ستبدأ الأسبوع المقبل.
وسيتوجه مسؤولون كوريون جنوبيون، اعتباراً من الأسبوع المقبل، إلى منتجع جبل كومغانغ؛ لتفقُّد هذا الموقع بحسب البيان، وسيتم وضع اللمسات الأخيرة على لوائح المشاركين وتبادُلها بين الطرفين بحلول 4 أغسطس/آب 2018.
وقال بارك كيونغ سيو، رئيس الوفد الكوري الجنوبي، في بداية المحادثات بين الطرفين، الجمعة 22 يونيو/حزيران 2018: "فلنسعَ إلى إنجاح هذا الاجتماع من خلال عقده من وجهة نظر إنسانية"، بحسب تصريحه الذي بثه التلفزيون الكوري الجنوبي.
وردَّ باك يونغ إيل، رئيس الوفد الكوري الشمالي، بأن "مجرد اجتماع الشمال والجنوب لإجراء محادثاتهما الأولى في محطتنا، جبل كومغانغ الشهيرة، مسألة بالغة الأهمية بحد ذاتها".
غايات سياسية
هناك 57 ألف شخص فقط بين المسجلين لدى الصليب الأحمر الكوري الجنوبي للالتقاء بأقاربهم، لا يزالون على قيد الحياة، وغالبيتهم تفوق أعمارهم 70 عاماً.
وغالباً ما تكون هذه اللقاءات مشحونة بالعواطف وتستمر 3 أيام، بعد عقود من الانفصال، وغالباً ما تنتهي بوداع قد يكون هذه المرة نهائياً.
وكان برنامج لقاء العائلات بدأ فعلياً بعد القمة التاريخية بين الكوريتين عام 2000. وفي البداية، كان يُعقد كل سنة، ثم أصبح نادراً جداً؛ بسبب التوتر في شبه الجزيرة.
واستخدمت بيونغ يانغ، فترة طويلة، مسألة لقاء العائلات التي فرَّقتها الحرب، لغايات سياسية، فرفضت اقتراحات تهدف إلى جعلها منتظمة أو ألغت لقاءات في اللحظة الأخيرة.
وسبق أن أعلنت بيونغ يانغ أنها لن توافق على لقاءات العائلات إلا إذا أعادت سيول عدداً من مواطنيها، بينهم مجموعة من النُّدل الذين فرَّوا من أحد المطاعم في الصين.
ولم يُعرف ما إذا كان تم بحث مسألة المنشقين خلال اجتماع الجمعة، لكن الطرفين اتفقا على مواصلة المباحثات حول "قضايا إنسانية" عبر الصليب الأحمر، بحسب البيان المشترك.
وبدأت بوادر التقارب بشبه الجزيرة الكورية في وقت سابق من هذه السنة (2018)، حين قرر الزعيم كيم جونغ أون إرسال رياضيِّين ومشجعات وشقيقته إلى دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في الجنوب.
وتكثفت الجهود الدبلوماسية مذاك؛ ما أدى إلى انعقاد قمة تاريخية بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب والزعيم الكوري الشمالي، بسنغافورة، في 12 يونيو/حزيران 2018.