ستعيد ماليزيا فتح التحقيق في مقتل عارضة الأزياء والمترجمة المنغولية ألتانتويا شاريبو، وهي القضية التي ألقت بظلالها على حكومة رئيس الوزراء السابق نجيب عبد الرزاق لأكثر من عقد.
ففي يونيو/حزيران عام 2006، اقتيدت التانتويا الحامل إلى غابة، وأُطلِق عليها النار مرتين في رأسها ثم جرى تفجير جسدها.
وأُدين اثنان من الحراس الشخصيين لنجيب، وهما أزيلة حدري وسيرول أزهر عمر، بقتلها وأُدخلا السجن في عام 2008، لكن لم يجر التحقيق في أي دافع للجريمة، أو التحري عن صاحب أمر القتل، وفقاً لما ذكرته صحيفة The Guardian البريطانية، الجمعة 22 يونيو/حزيران 2018.
وقال المفتش العام للشرطة محمد فوزي هارون، اليوم الجمعة: "يمكنني أن أؤكد أنَّنا نعيد فتح التحقيقات". وأكَّد أنَّ تقريراً جديداً من الشرطة قُدِّم من والد ألتانتويا يوم الأربعاء الماضي 20 يونيو/حزيران كان أحد الأسباب وراء التحقيق الجديد.
وبحسب الصحيفة البريطانية، فإن ألتانتويا كانت حبيبة عبد الرزاق باغيندا، وهو شريك مقرب لنجيب، ويعتقد الكثيرون أنَّ تورطها في صفقة عسكرية لشراء غواصتين فرنسيتين من طراز سكوربين ربما أدى إلى وفاتها. وزُعم أن كلاً من من باغيندا ونجيب قد حصلا على رشاوي بملايين من الدولارات بسبب هذه الصفقة وهو ما ينكره كلاهما.
ولطالما أنكر نجيب أنَّه حتى قد التقى ألتانتويا، وجرى تبرئة باغيندا من جميع تهم التحريض على قتلها. وقال نجيب عندما سُئِل عن قضية ألتانتويا هذا الأسبوع: "سجلتُ أنَّني أقسمتُ بالله في مسجدٍ على أنَّني لم تكن لي علاقة بالقضية. وما زلتُ أصرّ على أني عرفتُ بموتها بعد أربعة أو خمسة أيام من موتها.. تلك كانت المرة الأولى التي أسمع بها. ولا يوجد دليل لإثبات أنّي عرفتُها يوماً".
والد الضحية لن يصمت
وقدم ستيف شاريبو، والد ألتانتويا، يوم الأربعاء الماضي تقريراً شرطياً عن وفاتها يحمل أدلة جديدة. وطالب بالتحقيق في سبب عدم استدعاء مساعد نجيب عبدالرزاق، موسى شافري، كشاهد في المحاكمة الأصلية. وكان موسى رئيساً لأزيلة وسيرول أزهر، ويُزعَم أنَّه أصدر لهم أمراً مباشراً بقتلها.
وقال شاريبو في تقرير الشرطة: "أعتقد أنَّه لولا مجيء موسى وأزيلة وسرول إلى منزل عبد الرزاق في ذلك اليوم واقتيادهم ابنتي بعيداً، لكان من المرجح جداً أن تظل على قيد الحياة اليوم".
وأضاف: "لذا، يُعتَبر موسى شاهداً حاسماً للغاية لأنَّه سيكون قادراً على تقديم معلومات حول من أَمَرَه بتأمين حضور أزيلة وسيرول ولأي غرض".
ستيف شاريبو، والد ألتانتويا
يُذكَر أنَّ سيرول قيد الاحتجاز في أستراليا، بعد أن فرَّ من ماليزيا عندما أُفرِج عنه بكفالة. وقال مؤخراً إنَّه سيلتزم بما يأتي به أي تحقيق جديد في وفاة ألتانتويا.
ونقلت صحيفة The Guardian عن مصادر – لم تسمها – قولها إنَّ السلطات الأسترالية أعطت الضوء الأخضر لترحيل سيرول إلى ماليزيا إذا كان سيتلقّى معاملةً عادلة. وأكَّدت ماليزيا أنَّها تدرس التخلي عن عقوبة الإعدام الصادرة بحقه حتى يمكن تسليمه.
وبحسب الصحيفة ذاتها، يخضع سيرول لضغطٍ من السلطات الأسترالية لإثبات أنه لم يكن العقل المدبر وراء جريمة القتل، وأنه لا يمثل تهديداً للمجتمع الأسترالي؛ لمنحه تأشيرة حماية.
وأثارت قصة الفتاة الشابة الذهول لسنوات في ماليزيا إلى أن استخدم النظام السلطوي السابق نفوذه لتجاهلها بنهاية الأمر.
عارضة الأزياء والمترجمة المنغولية ألتانتويا شاريبو
وأطيح بنجيب في انتخابات جرت يوم 9 مايو/أيار 2018، وتعهدت الحكومة الجديدة بالتحقيق ليس فقط في اتهامات ضده باختلاس أموال الصندوق السيادي "MDB1″ لكن أيضاً رفع الغطاء عن فضائح أخرى لم يتم البت فيها، في عهد الحكومة السابقة التي نخرها الفساد.