قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إن كوريا الشمالية أعادت أمس الأربعاء، 20 يونيو/حزيران 2018، رفات 200 جندي أميركي مفقودين منذ الحرب الكورية، لكن لم يرد تأكيد رسمي لذلك من سلطات الجيش.
وتابع ترمب خلال حشد لمؤيديه بولاية مينيسوتا، أمس الأربعاء "استعدنا أبطالنا العظماء الراحلين. أعيدت الرفات اليوم. أعيدت بالفعل 200 منها".
وقال مسؤولون أميركيون طلبوا عدم ذكر أسمائهم، يوم الثلاثاء، إن كوريا الشمالية ستسلم خلال أيام "عدداً كبيراً" من الرفات إلى قيادة الأمم المتحدة في كوريا الجنوبية، على أن تُنقل بعد ذلك إلى قاعدة هيكام الجوية في هاواي.
والتقى ترامب بزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون في قمة تاريخية، الأسبوع الماضي، استضافتها سنغافورة، وقال في مؤتمر صحفي لاحق، إن كيم وافق على إعادة رفات جنود أميركيين.
وتشير بيانات الجيش الأميركي إلى أن مصير نحو 7700 جندي أميركي لا يزال غير معروف منذ الحرب الكورية التي دارت بين عامي 1950 و1953. وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، إن مسؤولي كوريا الشمالية أشاروا في الماضي إلى أن بحوزتهم رفات 200 جندي أميركي.
وقتل ما يربو على 36500 جندي أميركي في هذا الصراع.
وكان "دونالد ترمب" قد وصف في وقت سابق موافقة كوريا الشمالية على إعادة رفات الجنود، بأنها أحد أبرز النجاحات التي حققتها قمته التاريخية مع الزعيم الكوري الشمالي "كيم جونغ أون" مؤخراً في سنغافورة.
واندلعت الحرب الكورية، في الـ25 من يونيو/حزيران 1950، عندما اندفع نحو 75 ألفاً من جنود جيش الشعب الكوري الشمالي عبر الحدود مع كوريا الجنوبية، التي كانت تعرف بخط العرض 38، والذي كان يمثل الحدود بين جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، المدعومة من قبل الاتحاد السوفيتي إلى الشمال، وجمهورية كوريا الموالية للغرب في الجنوب.
وكان الزعيم الكوري كيم إيل سونغ، أعلن قيام جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية في عام 1948، أي بعد 3 سنوات من زوال الاستعمار الياباني لشبه الجزيرة الكورية، عند انتهاء الحرب العالمية الثانية واستسلام اليابان للحلفاء. وكان الغزو الكوري الشمالي للجنوب أول عمل عسكري في حقبة الحرب الباردة.
وتدخل الأميركيون في الحرب في يوليو/تموز 1950، إلى جانب كوريا الجنوبية. وكان المسؤولون الأميركيون ينظرون إلى تلك الحرب على أنها حرب مع القوى الشيوعية العالمية. وعقب كرٍّ وفرٍّ عبر خط العرض 38، دخل القتال مرحلة جمود، وتزايدت أعداد القتلى والجرحى دون أي نتيجة. في غضون ذلك، كان المسؤولون الأميركيون يحاولون جاهدين التوصل إلى هدنة مع الكوريين الشماليين، إذ كانوا يخشون أن البديل سيكون حرباً أوسع نطاقاً، تشمل الاتحاد السوفييتي والصين أو حتى اندلاع حرب عالمية ثالثة.
وفي يوليو/تموز 1953، وضعت الحرب الكورية أوزارها، ولكن ليس قبل أن تفتك بأرواح حوالي 5 ملايين شخص من مدنيين وعسكريين. من بينهم 36500 من العسكريين الأميركيين، وجرح فيها أكثر من 100 ألف منهم.