لمَّح مسؤول إماراتي، السبت 16 يونيو/حزيران 2018، إلى موافقة الحوثيين على شروطهم بالانسحاب من الحُديدة وتسليم مينائها لإشراف أممي، وذلك مقابل وقف العملية العسكرية المتصاعدة منذ 4 أيام.
وقال وزير الدولة للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، في سلسلة تغريدات على "تويتر": " نحن وكل اليمن نرحب بالخبر السار من صنعاء، ونشجع جهود المبعوث لتسهيل تسليمٍ آمنٍ للحُديدة إلى الحكومة اليمنية الشرعية".
We and all of Yemen would welcome good news out of Sanaa. We encourage the Envoy's efforts to facilitate the safe handover of Hodeida to the legitimate Yemeni Government.
— د. أنور قرقاش (@AnwarGargash) June 16, 2018
وأعرب المسؤول الإماراتي، عن تقديره لما وصفه بـ"التصميم الدؤوب" لمبعوث الأمم المتحدة، على إقناع الحوثيين بإلقاء أسلحتهم والدخول في مناقشات سياسية ذات مغزى.
وأشار إلى أنه في الوقت الحالي، يريد أهالي الحُديدة أن يتحرروا على وجه السرعة، وأن التحالف العربي سيواصل استعداداته العسكرية والإنسانية لتحقيق هذا الهدف المستعجل.
جدير بالذكر، أن المبعوث الأممي مارتن غريفيث، وصل إى العاصمة اليمنية صنعاء، ظهر السبت 16 يونيو/حزيران 2018، في محاولة أخيرة لاحتواء معركة الحُديدة، ونقل شروط الإمارات والتحالف العربي للحوثيين، مقابل وقف العمليات العسكرية.
التحالف في مطار الحديدة
يأتي ذلك في وقت أعلن فيه الجيش اليمني السيطرة على مطار مدينة الحُديدة الدولي غرب البلاد من مسلحي جماعة "أنصار الله" (الحوثيين).
وقال المركز الإعلامي للجيش، في بيان، إن "قوات الجيش، مسنودة بالمقاومة والتحالف العربي، حررت مطار الحديدة الدولي (جنوبي المدينة) من قبضة مليشيات الحوثي".
وأضاف البيان المنشور على حساب المركز في "تويتر" أن "الفرق الهندسية تباشر تطهير المطار ومحيطه من الألغام والعبوات الناسفة".
وأفاد مراسل الأناضول بأن السيطرة على المطار تعني أن الجيش بات على بعد سبعة كيلومترات من وسط المدينة، التي يسيطر عليها الحوثيون منذ أكتوبر/تشرين الأول 2014.
ولم يتسن على الفور الحصول على تعليق من الحوثيين بشأن ما أعلنه الجيش اليمني، المسنود من التحالف العربي، بقيادة الجارة السعودية، منذ مارس/آذار 2015.
ومنذ عدة أيام بدأ التحالف العربي بقيادة السعودية عملية "تحرير" الحديدة، رغم المناشدات والتحذيرات الدولية، بشأن مخاوف من تأثير المعركة على دخول المساعدات الإنسانية لنحو ربع مليون يمني.
وسيطرت قوات التحالف الجمعة على مدخل مطار الحديدة.
ويبدأ المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، اليوم، زيارة إلى صنعاء؛ للقاء الحوثيين، في محاولة أخيرة لوقف معركة الحديدة المتصاعدة منذ يومين.
وقالت مصادر مقربة من المبعوث الأممي لوكالة الأناضول التركية، إن غريفيث سيجري في صنعاء السبت، لقاءات مع قيادات جماعة الحوثي، وعرض الشروط الإماراتية من أجل وقف معركة الحديدة، والتي خرج بها من زيارته إلى أبوظبي، مطلع الأسبوع الجاري.
مخاوف دولية
وأثار الهجوم العسكري على الحديدة، الذي بدأ الأربعاء 13 يونيو/حزيران 2018، وأعلن التحالف انطلاقه رسمياً مساء الخميس 14 يونيو/حزيران 2018، مخاوف دولية وأممية واسعة، من تدهور جديد للأوضاع الإنسانية المتردية منذ بداية النزاع، والتي تُصنَّف بأنها الأسوأ في العالم.
وعقد مجلس الأمن الدولي جلستين طارئتين في غضون يومين، قبيل الجلسة الرئيسية في 18 يونيو/حزيران 2018، ومن المقرر أن يقدم فيها المبعوث الأممي إطار عمل لخارطة سلام تنهي النزاع.
ويحاول المجتمع الدولي مسابقة الزمن ووقف العملية العسكرية قبل وصولها إلى ميناء الحديدة، الذي يستقبل نحو 70 في المائة من واردات اليمن الغذائية والتجارية، لكن التحالف العربي أعلن الخميس 14 يونيو/حزيران 2018، أن العملية العسكرية جاءت بطلب من الحكومة الشرعية، وأن أهدافها عسكرية وإنسانية.
وأعرب أعضاء مجلس الأمن الدولي، الخميس، عن القلق بشأن الوضع الإنساني باليمن، وجددوا دعوتهم لمواصلة فتح ميناءي الحديدة والصليف، كما حثوا كل الأطراف على احترام التزاماتها وفق القانون الإنساني الدولي.
ومن المقرر أن يعرض المبعوث الأممي تلك الشروط على زعيم الحوثيين مباشرة، عبد الملك الحوثي، الذي سبق أن التقاه في زيارات سابقة، غير معلنة، وفقاً للمصادر ذاتها.