صفقة شراء صهر ترمب عقاراً عام 2017 تُظهِر ميله نحو الشركات الإسرائيلية
يوسِّع غاريد كوشنر علاقاته الشخصية مع الشركات الإسرائيلية، ومعها حساباته المالية، بينما يُشرف على سياسات الشرق الأوسط نيابةً عن والد زوجته الرئيس الأميركي دونالد ترمب.
وقفز حجم خط ائتماني لكوشنر ووالده لدى بنك ديسكونت إسرائيل من 5 ملايين دولار إلى 25 مليون دولار خلال العام الماضي (2017)، وفقاً لآخر تقارير الإفصاح المالي لكوشنر، والتي كشف عنها موقع Bloobmerg.
كما أغلق صهر ترمب، مؤخراً، خطوطاً ائتمانية مماثلة مع شركات متمركزة في الولايات المتحدة، وفقاً للوثائق. (يمكن الاطلاع على وثيقة الإفصاح المالي عبر هذا الرابط)
عائلته اشترت هذا العقار ثم استثمرت فيه شركة إسرائيلية
وكشفت الوثائق عن علاقاتٍ أخرى تجمعه بإسرائيل؛ إذ أدرج كوشنر قرضاً عقارياً كدينٍ شخصي، وهو دّين مرتبط بمجمع سكني يسمى "كويل ريدج" في ولاية نيوجيرسي، كانت قد اشترته العائلة في سبتمبر/أيلول 2017. وضخَّت شركة بساغوت للاستثمار، أكبر شركة إدارة أصول إسرائيلية، بالإضافة إلى شركة عائلة كوشنر، استثمارات في هذا العقار.
وقبلها سحب استثمارات من أصول تتعارض مع مهامه الرسمية
وسحب كوشنر استثماراته من بعض الأصول التي قد تُمثِّل تعارضاً مع دوره كمستشارٍ رفيع المستوى للبيت الأبيض، والذي من بين مهامه التوسُّط في عملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
لكنَّ الإفصاح المالي الأخير يُظهِر جهود التخلُّص من هذه الأصول تدريجياً وعلى مدى زمني طويل.
كما أظهر الإقرار أن كوشنر وزوجته أصبحا أكثر ثراءً على الأقل بـ82 مليون دولار من الدخل الخارجي في أثناء العمل بالبيت الأبيض خلال عام 2017.
ومنظمات أخلاقية تعتبره منحازاً وتتهمه بالتربّح
وقالت المحامية لدى منظمة "مواطنون من أجل المسؤولية والأخلاق" غير الربحية في واشنطن، فرجينيا كانتر، التي حرَّرَت شكاوى أخلاقية ضد كوشنر: "بالنسبة لشخصٍ مسؤول عن التوسُّط في عملية السلام بالشرق الأوسط، فإن أي إدارة أخرى كانت ستطلب منه التخلُّص من هذه الأصول بمجرد توليه منصبه".
وتابعت: "سيجعل هذا من الصعب على الأطراف المشاركة في مفاوضات الشرق الأوسط النظر إليه باعتباره وسيطاً غير منحازٍ إلى طرفٍ ما".
شريكٌ غير معلوم وصفقة تُعفيه من دفع الضرائب
وكانت صفقة "كويل ريدج" الأولى بين شركتي كوشنر و"بساغوت"، ويوجد شريكٌ واحد آخر على الأقل لم يُفصَح عنه في هذه الصفقة.
ووظَّفت شركة كوشنر استراتيجيةً ضريبيةً معروفة لإبرام الصفقة؛ إذ استخدمت حصيلة أموال مُتولِّدة من بيع عقارات أخرى، كان يمتلك كوشنر حصةً بها، لشراء عقار "كويل ريدج".
حتى زوجته كانت طرفاً في الصفقة
كان غاريد كوشنر طرفاً مباشراً في الصفقة، وكانت زوجته إيفانكا ترمب مُمَثَّلةً في الصفقة أيضاً. وقد جاء بالوثيقة: "أُبرمت هذه الصفقة بواسطة الشخص المُوقّع على العقد وزوجته كمستفيد منها".
ورفض مُمَثِّلون عن شركة كوشنر ومحاميه، آبي لويل، التعليق على صفقة "كويل ريدج" أو الخط الائتماني مع بنك "ديسكونت إسرائيل". ولم تصل أي ردود على خطابات البريد الإلكتروني التي أُرسلت إلى المُتحدِّث باسم شركة" بساغوت" في غير أوقات العمل الرسمية.
ويتراوح حجم القرض المستخدم لشراء "كويل ريدج" ما بين 5 و25 مليون دولار حصلوا عليه من Bank of America، وفقاً لبيانات إفصاح كوشنر. وتقول الوثائق إن كوشنر يحمل الدَّين مع أعضاءٍ مُحدَّدين في "كويل ريدج".
حصل على خط ائتماني أكبر من إسرائيل بعدما أوقف التعامل مع بنوك أميركية
ارتفع حجم الخط الائتماني مع بنك "ديسكونت إسرائيل" منذ أن قدَّمَت إيفانكا ترامب وثائق لتحديث بيانات الإفصاح المالي الخاصة بالزوجين في نهاية العام الماضي (2017). وخلال الأشهر الـ18 الأخيرة، أغلق كوشنر وأقاربه خطوطاً ائتمانية مع عدة شركات أميركية، من بينها بنك Valley National، وبنك Investors Savings، وبنك Signature وفقاً لوثائق الإفصاح المالي.
واشترت شركة كوشنر عقار "كويل ريدج" بالأموال المُحصَّلة من بيعِ عقارٍ بمدينة توليدو في ولاية أوهايو باستخدام طريقة "تشبه التبادل العقاري"، والتي تسمح لمستثمري العقارات بإعادة استثمار أرباح رأس المال دون دفع ضرائب عليها. وأعلن غاريد كوشنر عن تحقيق أرباح على رأس المال تصل إلى أكثر من 5 ملايين دولار.
وعلاقات آل كوشنر مع نتنياهو شخصية وقديمة جداً
ويترأس غاريد كوشنر ملف سياسة الشرق الأوسط إلى جانب جيسون غرينبلات، وهو محامٍ سابق لدى منظمة ترمب.
وحدث من قبل، خلال زيارةٍ أجراها بنيامين نتنياهو للولايات المتحدة، أن نام رئيس الوزراء الإسرائيلي في سرير طفولة كوشنر بمنزل والديه في نيوجيرسي في أثناء زيارة رسمية لأميركا عام 1998. وقد طوَّر كوشنر صداقة مع ولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان.
ونشرت صحيفة "Times of Israel" تقريراً أشارت فيه إلى أن كوشنر سيسافر إلى إسرائيل ودول أخرى في الشرق الأوسط الأسبوع المقبل، مع مبعوث الولايات المتحدة للشرق الأوسط غرينبلات؛ لإجراء محادثات مع الزعماء الإقليميين حول موعد تقديم خطة سلام لإدارة ترمب، بالإضافة إلى البحث عن أفكار لحل الأزمة الإنسانية في قطاع غزة.