أعلنت وزارة الخارجية في سنغافورة، الأحد 10 يونيو/حزيران 2018، وصول زعيم كوريا الشمالية، كيم جونغ أون، إلى مطار شانغي، على أن يصل الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، في وقت لاحق اليوم.
وتناقل مغردون عبر "تويتر" صورة لأشخاص يعتقد أنهم حرس "كيم" في المطار، مستذكرين أشكال الرجال الذي كانوا يحيطون به خلال زيارته إلى كوريا الجنوبية، نهاية أبريل/نيسان الماضي.
حراس الزعيم الكوري
ويفترض أن تصل الطائرة الرئاسية الأميركية "إير فورس وان" حوالي الساعة 12:30 ت.غ، وعلى متنها أول رئيس للبلاد يفاوض مباشرة وريث أسرة كيم الحاكمة، قبل يومين من عقد القمة "التاريخية".
وذكر البيت الأبيض أن طائرة ترمب ستحط في قاعدة "بايا ليبار" الجوية العسكرية بسنغافورة، ليتوجه بعدها الرئيس الأميركي إلى فندق "شانجري-لا".
ويضم الوفد المرافق لترمب وزير الخارجية مايك بومبيو ومستشار الأمن القومي جون بولتون وكبير موظفي البيت الأبيض جون كيلي، والمتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز.
تغيير رقم رحلة "كيم"
أفادت وكالة "يونهاب" الكورية الجنوبية أن طائرة تابعة لشركة طيران "آير تشاينا"، يتوقع أن يكون على متنها الزعيم الكوري الشمالي، غيرت رقم رحلتها أثناء تحليقها.
وأوضحت الوكالة أن طائرة بوينغ 747، انطلقت من بيونغ يانغ فجر الأحد، وفقاً لمسار الرحلة رقم CA122 إلى بكين، ولكنها خلال التحليق، غيّرت رقم الرحلة إلى CA61، متوجهة إلى سنغافورة.
ويعتقد أن يكون الإجراء لاعتبارات أمنية، من قبل فريق "كيم" الأمني وقائد الطائرة.
قلق بشأن قدرات ترمب الدبلوماسية
لا تزال نتائج القمة المرتقبة غير مؤكدة، بعد عقود من انعدام الثقة والتوترات بين البلدين، وستكون الترسانة النووية الكورية الشمالية التي كلفت بيونغ يانغ سلسلة من العقوبات الدولية على مرّ السنوات، في صلب كل النقاشات.
ويعزز سلوك ترمب في قمة مجموعة السبع في كندا، حيث سحب موافقته فجأة على البيان الختامي بتغريدة غاضبة، التساؤلات حول استراتيجيته الدبلوماسية وقدرته على إجراء مفاوضات دولية رفيعة المستوى.
وأبعد من الصورة التي سيلتقطها الرجلان والتي لم يكن من الممكن تصوّرها منذ أشهر، عندما كانا لا يزالان في خضمّ تصعيدهما الكلامي، تُطرح أسئلة كبيرة حول نتيجة هذه القمة التي سيراقبها العالم بأسره عن كثب.
فرصة فريدة
تطالب واشنطن بنزع الأسلحة النووية الكورية الشمالية "بشكل كامل ويمكن التحقق منه ولا عودة عنه" فيما تبرر بيونغ يانغ برنامجها النووي بضرورة مواجهة التهديد الأميركي.
وتعهدت كوريا الشمالية مرات عدة بجعل شبه الجزيرة الكورية خالية من الأسلحة النووية، لكن هذه العبارة تحمل عدة تفسيرات ولم يكشف يوماً ما يمكن أن تكون عليه التنازلات.
يرى مايكل أوهانلون من معهد "بروكينغز" في واشنطن أن المسار الواقعي الوحيد هو عملية تجري "خطوة خطوة"، تتحقق حتما مع الوقت. وقال "لا يمكنني تخيّل أن رجلاً، كان نظامه منذ سنوات عديدة يؤكد أنه بحاجة إلى الأسلحة النووية لضمان أمنه، يتخلى عنها بضربة واحدة، حتى مقابل تعويضات اقتصادية كبيرة".
وتحدثت واشنطن عن احتمال التوصل إلى اتفاق مبدئي لوضع حدّ للحرب الكورية. وقد انتهت الحرب الكورية (1950-1953) بهدنة وليس بمعاهدة سلام، ما يعني أن الكوريتين لا تزالان في حال حرب.
وقبل مغادرته كندا، عبّر ترمب مرة جديدة السبت عن تفاؤله إزاء هذه القمة التي يأمل في أن تكون علامة فارقة في عهده الرئاسي. قال "أشعر أن كيم جونغ أون يريد أن يفعل شيئاً رائعاً لشعبه ولديه هذه الفرصة".
واعتبر أن القمة "فرصة فريدة (…) لن تتكرر أبداً".
وتحدث ترمب الخميس عن احتمال دعوة الزعيم الكوري الشمالي إلى البيت الأبيض إذا كان اللقاء الأول جيداً.
بومبيو في الصف الأول
قال وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو الذي التقى كيم جونغ أون مرتين في بيونغ يانغ، أنه يعلق آمالاً على هذه القمة، بأسلوب أكثر تحفظاً.
وكتب في تغريدة: "على متن الطائرة +إير فورس وان+ في الطريق إلى قمة سنغافورة. مستقبل أفضل ممكن لكوريا الشمالية".
وبدأت في آذار/مارس تتشكل معالم هذه القمة في البيت الأبيض عندما نقل موفد كوري جنوبي دعوة من كيم جونغ أون إلى دونالد ترامب الذي قبلها على الفور، ما شكل مفاجأة للجميع.
وإذا كان الملياردير يتباهى بأنه مفاوض استثنائي، يرى عدد من المراقبين أنه كان أقل تشدداً بكثير من أسلافه قبل الجلوس على الطاولة نفسها مع كيم جونغ أون.
وأشار كريستوفر هيل وهو مفاوض أميركي سابق في هذا الملف، إلى أن "الناس يتحدثون عن قمة تاريخية (…) لكن من المهم ألا يغيب عن الأذهان أن هذه القمة كانت ممكنة لكل رئيس أميركي كان يودّ عقدها لكن أحداً لم يرغب بذلك، لأسباب وجيهة".
"رودمان" سيكون موجوداً
وأكد بطل كرة السلة السابق الأميركي دنيس رودمان أنه سيكون موجوداً في سنغافورة الثلاثاء. وكان رودمان، زميل مايكل جوردان السابق في فريق "شيكاغو بولز"، ذهب خمس مرات إلى بيونغ يانغ منذ وصول كيم إلى الحكم، المشجع الكبير لكرة السلة والذي يعتبر رودمان "صديق حياته".
لكن البيت الأبيض حرص على توضيح أن رودمان كان "رائعاً في الملعب"، إلا أنه لن يكون له مكان في المفاوضات. وقال ترمب "أحبه كثيراً، إنه رجل جيد، لكنه ليس مدعواً".