نشر الديوان الملكي الأردني، الثلاثاء 5 يونيو/حزيران 2018، فيديو للملك عبد الله الثاني، خلال اجتماع ضم عدداً من الوزراء، بدا فيه بحالة من الانفعال غير المسبوق، بسبب حالة الغضب الشعبي في بلاده.
من حديث جلالة الملك خلال لقاء مدراء الإعلام الرسمي ورؤساء تحرير صحف يومية ونقيب الصحفيين وكتاب صحفيينhttps://youtu.be/5OEB-vhPrNQ
Posted by The Royal Hashemite Court on Tuesday, June 5, 2018
ونجحت المظاهرات التي عمت مدناً أردنية منذ نحو أسبوع، في الإطاحة بالحكومة الإثنين 4 يونيو/حزيران 2018، وهي الاحتجاجات التي خرجت تنديداً بزيادة الضرائب والأسعار المقترحة، في بلد يعاني منذ أعوام، تراجع مستويات المعيشة وارتفاع الأسعار.
وكشف الملك أمام عدد من رؤساء تحرير الصحف اليومية، أن عدداً من الوزراء في الحكومة السابقة التي أقيلت خلال اليومين الماضيين، كانوا "نائمين".
وأضاف الملك أن هناك وزراء استلموا المنصب بهدف قبض الراتب، قائلاً: كفى لهذا الأمر، من لا يريد تحمل المسؤولية لن يبقى في المنصب" متوعداً المخطئين بالإقالة الفورية. .
وقال الملك إن الوزير "الكسلان والجبان" سيتم طرده دون تردد، مضيفاً أن "الوزراء من وين جبناهم؟ من الصين؟ كلهم من الشمال والجنوب وأبناء الأردن".
وشدد على أن من مهام الوزير أن يقوم بجولات ميدانية في مختلف المحافظات بهدف أن يكون قريباً من الناس ومشاكلهم، مؤكداً أن الأسلوب الكلاسيكي سيتغير في الحكومة والمؤسسات.
الاعتماد على الشباب في المرحلة المقبلة
وأوضح العاهل الأردني أن الجيل الجديد في الأردن يحتاج إلى تغيير إيجابي، مؤكداً على التوظيف في المملكة يجب أن يكون من فئة الشباب وجيل الثلاثينيات والأربعينيات.
وقال: "آن الأوان لأن نعطي الشباب حيزاً أكبر لقيادة البلد".
وألمح العاهل الأردني إلى نية الاستغناء عن رجالات الدولة ممن كبروا في السن، واستبدالهم آخرين بهم لا تتجاوز أعمارهم الأربعين والخمسين.
وأضاف الملك إنه لن يقبل باستمرار "معاناة" الأردنيين، مضيفاً أن "ما رأيته خلال الأيام الماضية يجعلني أشعر بالسعادة وأتشرف بأنني أردني".
ونوه الملك إلى أن "مشروع قانون الضريبة جدلي ولا بد من حوار حوله".
يشار إلى أن الملك عبد الله كلف وزير التعليم السابق عمر الرزاز، بتشكيل حكومة جديدة، بعد استقالة حكومة هاني الملقي.
الملك يكلف اقتصادياً بتشكيل الحكومة
يذكر أن العاهل الأردني كلف خبيراً اقتصادياً سابقاً في البنك الدولي اليوم الثلاثاء بتشكيل حكومة جديدة وحث على الحوار لإنجاز مشروع قانون ضريبة الدخل الذي أثار أكبر احتجاجات في المملكة منذ سنوات.
وكلف الملك عمر الرزاز خريج جامعة هارفارد بتشكيل الحكومة بعد قبول استقالة هاني الملقي من رئاسة الوزراء سعياً لتهدئة الغضب الشعبي من إصلاحات يدعمها صندوق النقد الدولي.
وقال الملك إن على الحكومة مراجعة المنظومة الضريبية وإطلاق حوار على الفور لبلورة مشروع قانون ضريبة الدخل الذي يعارضه المتظاهرون بشدة. وأضاف أنه ينبغي على الأحزاب والنقابات ومختلف مؤسسات المجتمع المدني المشاركة في الحوار.
وقال الملك في خطاب تكليف الرزاز "أولوية حكومتكم يجب أن تكون إطلاق طاقات الاقتصاد الأردني وتحفيزه ليستعيد إمكانيته على النمو والمنافسة وتوفير فرص العمل".
وعمل الرزاز في البنك الدولي بواشنطن ومنطقة الشرق الأوسط وكان وزيراً للتعليم في الحكومة المنتهية ولايتها.
وقال مسؤولون إن الرزاز من معارضي الإصلاحات التي تضر بالفقراء. وأضافوا أن تكليفه بتشكيل حكومة يبعث برسالة للمانحين الأجانب مفادها أن الأردن سيمضي قدماً في تنفيذ الإصلاحات ولكن تدريجياً.