كشفت صحيفة "الراي" الكويتية الخاصة، مساء الأحد 3 يونيو/حزيران 2018، عن استعداد قطر لحضور أي اجتماع يدعو إليه أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح، بشأن حل الأزمة الخليجية المستمرة منذ عام.
ويأتي ذلك بعد ساعات قليلة من تسلّم أمير الكويت رسالة خطية من أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، عبر وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني.
ونقلت الصحيفة عن مصادر خليجية دبلوماسية لم تسمّها، أن رسالة أمير قطر "تضمنت الموافقة على حضور أي اجتماع يدعو إليه الصباح، لتنقية الصف الخليجي من الخلافات، وإيجاد حلول للأزمة بين قطر والدول المقاطعة لها (السعودية والإمارات والبحرين ومصر)" .
وأضافت المصادر المطلعة على ملف الأزمة، بحسب وصف الصحيفة، أن الجانب القطري "تمنى أن تكون الصراحة والشفافية وغياب الإملاءات والشروط المسبقة، الأساس للقاءات أو الاجتماعات".
وأوضحت أن قطر "تمنَّت تفعيل الآلية الجديدة لحل النزاعات التي طرحت في القمة الخليجية الأخيرة في الكويت، للوصول إلى صيغة تجنب الشعوب نتائج الخلافات السياسية بين القادة والحكومات".
لكن المصادر لم تتحدث عن طبيعة الآلية المقصودة.
ويأتي ذلك بعد أسابيع قليلة من إرسال أمير الكويت، رسائل إلى قادة دول الخليج "تمنى خلالها الخروج بحلول من داخل البيت الخليجي للأزمة".
وأوضحت الصحيفة أن رسائل أمير الكويت، تضمنت رؤية بلاده "حول ضرورة رصّ الصفوف في مواجهة التحديات، والالتقاء وطرح المواضيع الخلافية في إطار من الصراحة والشفافية ووضع إجابات، مع ضمانات للتنفيذ".
وقطعت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر، منذ يونيو/حزيران الماضي، وفرضت عليها حصاراً بدعوى "دعمها للإرهاب"، وهو ما تنفيه الدوحة، التي اتهمت الدول الأربع بالسعي إلى فرض الوصاية على قرارها الوطني.
وتبذل الكويت جهود وساطة للتقريب بين الجانبين، إلا أنها لم تثمر عن أي تقدم حتى اليوم.
ويشار إلى أن أمير الكويت قد دعا في افتتاح القمة الخليجية الـ38 التي استضافتها بلاده، في ديسمبر/كانون الثاني الماضي، إلى إيجاد آلية لفض المنازعات في مجلس التعاون الخليجي.
إلى أي حد تتعقد الأزمة؟
وبعد مرور عام على اندلاع الأزمة الخليجية، يرى محللون أن الخلاف الذي يزداد حدة أدى إلى خلق تحالفات جديدة في المنطقة من دون أن يسفر عن خاسر أو رابح.
ومع انعدام بوادر حل في الأفق، على الرغم من جهود وساطة قامت بها الولايات المتحدة والكويت، يقول محللون إن تداعيات هذه الأزمة ستكون عميقة وطويلة الأمد.
ويقول الأستاذ المساعد في كلية كينغز في لندن ديفيد روبيرتس "لا أعتقد أننا نبالغ في القول إن هناك مراكز قوى جديدة تظهر في الشرق الأوسط"، وفقاً لما نقلته عنه وكالة الأنباء الفرنسية.
ويشير كريستيان أولريشسن، الباحث في جامعة "رايس"، إلى أن "تأثير هذه الأزمة على الوحدة الإقليمية في الخليج العربي من المرجح أن يكون مدمراً ومحدداً مثل الفترة التي غزا فيها صدام حسين الكويت واحتلها في عام 1990″، وأضاف "من الصعب للغاية رؤية كيف يمكن للخليج العربي أن يعود معاً".
ويرى الكثيرون أن قطع العلاقات جاء كمحاولة من السعودية والإمارات لدفع قطر إلى الاصطفاف وراء سياستهما، إلا أن الرهان لم يؤت ثماره. ويقول أولريشسن "لا يوجد فائز أو خاسر" بشكل واضح في هذه الأزمة.
وبحسب أولريشسن "أظهر القطريون مرونة والكثير من البراغماتية عبر التكيف بسرعة مع الواقع الجديد، ووضع ترتيبات تجارية ولوجستية بديلة أدت إلى خفض تكاليف الأزمة، من دون إزالتها".