كل منهم له رغبته الخاصة.. من تريد مصر وإسرائيل وأميركا خلفاً لعباس في رئاسة السلطة الفلسطينية؟

عربي بوست
تم النشر: 2018/05/28 الساعة 15:48 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/05/29 الساعة 09:29 بتوقيت غرينتش
FILE PHOTO: Palestinian President Mahmoud Abbas walks inside the hospital in Ramallah, in the occupied West Bank May 21, 2018. Palestinian President Office (PPO)/Handout via REUTERS/File Photo ATTENTION EDITORS - THIS PICTURE WAS PROVIDED BY A THIRD PARTY. NO RESALES. NO ARCHIVE

مع تدهور الحالة الصحية للرئيس الفلسطيني، محمود عباس (82 عاماً)، في الآونة الأخير، بدأ الحديث خاصة في الأوساط العربية والإسرائيلية يزداد بشأن من سيكون خلفاً له، وعن تدخلات دول بالمنطقة وخارجها، وخصوصاً إسرائيل ومصر والولايات المتحدة، في رسم ملامح المرحلة المقبلة.

وتحرص تلك الأطراف بطبيعة الحال على لعب دور في تحديد هوية الرئيس القادم في رام الله، لما لها من ارتباط جوهري ومؤثر بالقضية الفلسطينية، ولما لذلك المنصب من دور في تسهيل أو عرقلة سياساتها واستراتيجياتها.

ليس من الواضح ما إذا كان لدى كل من القاهرة وتل أبيب وواشنطن أسماء محددة ونهائية للدفع بها، ولكن العديد من المعلومات طرحت مؤخراً بشأن تفضيل عدة شخصيات، لاعتبارات مختلفة.

مصر بين "دحلان" و"القدوة"

ويبرز من بين تلك الشخصيات بالتأكيد "محمد دحلان"، القيادي المفصول من حركة فتح، الذي تصدر اسمه عناوين العديد من الصحف العربية والعالمية لعدة أشهر، حول علاقاته وأدواره الإقليمية الواسعة، وخلافاته الحادة مع عبّاس، ووجود رغبة لدى مصر والإمارات في استبدال الأخير به.

إلا أن لدحلان في أروقة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية العديد من الخصوم والمناهضين لفكرة توليه الرئاسة، خصوصاً من قبل عباس شخصياً، وقيادات أخرى تنافس أيضاً على المنصب، علاوة على رفضه شعبياً في الضفة الغربية خصوصاً، بحسب إحصاء أجري نهاية العام الماضي.

وبرز دحلان مؤخراً في مشهد الخلاف الحاد بين السلطة الفلسطينية في رام الله وحركة حماس في غزة، إذ تواردت أنباء بسعيه عقد اتفاق مع الحركة في إطار إقليمي، وهو ما حرك المياه الراكدة بين عبّاس وحماس، وسرع خطوات إجراء مصالحة، سعياً من الرئيس، بحسب مراقبين، لتفويت هذه الفرصة على دحلان.

ويدخل في إطار الدعم المصري أيضاً القيادي الفتحاوي ناصر القدوة، بحسب تقرير صدر الإثنين 28 مايو/أيار الجاري، لموقع قناة "روسيا اليوم".

وأوضح التقرير أن "مصادر عربية مطابقة"، أفادت بأن القاهرة "هي أول من وجه باتجاه د. ناصر القدوة، حيث عملت المخابرات المصرية طيلة الـ72 ساعة الأخيرة على إقناع الجميع للوصول لهذه النتيجة".

وأضاف أن ذلك جاء بالتزامن مع ما كشفت عنه "مصادر فلسطينية رفيعة"، بشأن "توافق داخل الأروقة القيادية لحركة فتح والمجلس المركزي للمنظمة على تعيين ناصر القدوة لخلافة عباس".

وشغل القدوة (65 عاماً) منصب وزير الخارجية بين عامي 2003 و2005، ورئيس مجلس إدارة "مؤسسة عرفات"، وهو ابن شقيقة الرئيس الراحل، ياسر عرفات، إلا أن الأسباب التي يمكن أن تفسر سبب تلقيه دعماً من القاهرة غامضة، باستثناء أن الرجل درس فيها الطب في السبعينيات.

خيارات إسرائيل متعددة

تتراوح خيارات تل أبيب، بحسب مصادر وتقارير مختلفة، بين مدير المخابرات، ماجد فرج، ورئيس الوزراء، رامي الحمد الله.

ويشير تقرير إسرائيلي، نشر في مارس/آذار 2018، أن تل أبيب تؤيد تسمية "فرج"، وتحظى في ذلك بدعم أميركي، بالرغم من المؤشرات إلى ميل الداخل الفتحاوي إلى نائب عباس في قيادة الحركة، محمود العالول.

ويستشهد التقرير بعلاقات فرج القوية مع السلطات الإسرائيلية في الضفة، والتنسيق شبه الدائم والمباشر بين الجانبين، خصوصاً مع العلم أنه يتقن اللغة العبرية بشكل جيد.

كما يتمتع الرجل بسجل جيد لدى واشنطن، خصوصاً لدوره في إلقاء القبض على "أبو أنس الليبي"، عام 2013، المتهم بتفجير السفارة الأميركية لدى ليبيا عام 1998.

إلا أن "الحمد الله" يحظى بدعم تل أبيب أيضاً، وقد ظهر الرجل في لقاء مع مسؤولين إسرائيليين بعد أسابيع قليلة من إعلان الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، ووسط غضب واحتجاجات عارمة في الأراضي الفلسطينية.

ومما يشجع على هذا الخيار، بحسب مراقبين، كون سجل الرجل خالياً من "تاريخ نضالي"، وعدم وجود قاعدة فصائلية مسلحة تدعمه، ما سيجعل عمله، بالنسبة إلى الإسرائيليين، "مهنياً صرفاً".

ما هو رأي ترمب؟

لا يبدو أن البيت الأبيض شكل استراتيجية واضحة المعالم بشأن هذه القضية، وهو، بحكم علاقاته التي لم يسبق لها مثيل مع تل أبيب، في هذه المرحلة، قد يكتفي بالتأمين على الخيارات الإسرائيلية.

إلا أن واشنطن في المقابل تمتلك رجلها أيضاً على الساحة، وهو سلام فياض (67 عاماً)، رئيس الوزراء السابق، والذي يشترك مع "الحمد الله" بالكثير من الصفات، غير أنه أكثر قرباً منه إلى واشنطن.

وإن لم يصدر عن الرجل تصريح أو تلميح في هذا الإطار مؤخراً، إلا أنه قال لصحفيين أميركيين، عام 2012، إنه قد يجرب المنافسة على الرئاسة يوماً ما.

خيار عبّاس

يشار أن القناة العاشرة في التلفاز الإسرائيلي قالت في تقرير لها، الثلاثاء 22 مايو/أيار 2018، إن عباس الذي "يرفض تعيين وريث معين له، اعتنى بقدر استطاعته بترتيب الأمور، بحيث إنه بدلاً من النزاع حول الميراث، سيكون هناك ترتيب متعاقب في القيادة الفلسطينية"، موضحة أنه "قام بتقسيم صلاحياته المختلفة بين أربعة وستة أشخاص، بحيث لا يكون أي منهم، على الأقل في المرحلة الأولى، مالك المنزل".

وأشارت إلى أن الورثة الستة في مقدمتهم نائبه في قيادية حركة "فتح"، محمود العالول، وهو القيادي الذي سبق له قيادة جهاز عسكري فلسطيني في القطاع الغربي ببيروت. أما الرجل الثاني، فهو جبريل الرجوب، صاحب النفوذ والتأثير الكبيرين في مدينة الخليل، إضافة إلى أن لديه القدرة على التواصل مع حركة "حماس".

والشخصية الثالثة، هي رئيس الوزراء الفلسطيني الحالي، رامي الحمد الله، الذي يتوقع أن عباس يريد له أن يبقى في منصبه، بحسب القناة، التي لفتت إلى أن الشخص الرابع هو ابن أخت الراحل ياسر عرفات، القيادي ناصر القدوة.

ووفق تعبير القناة الإسرائيلية، فإن رئيس جهاز المخابرات ماجد فرج، بـ"الطبع سيكون في الصورة"، مرجحة أنه في "المرحلة الأولى من تنفيذ ترتيب الخلافة، سيمتنع كل المنافسين عن مواجهة مباشرة، ويختارون إظهار مظهر الوحدة".

وأضافت: "من المرجح أن يقوض مروان البرغوثي (قيادي بارز في فتح وأسير لدى الاحتلال الإسرائيلي) هذا الترتيب من داخل سجنه، لكن قوته السياسية الحقيقية ليست كبيرة"، وفق القناة التي ذكرت أن "لوبي البرغوثي مني بهزيمة واضحة في الانتخابات الأخيرة داخل حركة فتح".

ورأت القناة أن القيادي المفصول من حركة "فتح"، المتواجد حالياً في الإمارات، محمد دحلان، "قد يحاول الدخول إلى الساحة، لكن فرصته ليست عالية، على الرغم من دعم دول الخليج ومصر له، إضافة لامتلاكه موارد مالية كبيرة".

 

تحميل المزيد