إسرائيل ترتب لصفعة “قوية” لإيران بالتنسيق مع أميركا.. واشنطن تدرس الاعتراف بسيادة تل أبيب على الجولان

عربي بوست
تم النشر: 2018/05/24 الساعة 08:03 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/05/24 الساعة 13:32 بتوقيت غرينتش
An Israeli soldier stands next to signs pointing out distances to different cities, on Mount Bental, an observation post in the Israeli-occupied Golan Heights that overlooks the Syrian side of the Quneitra crossing, Israel May 10, 2018. REUTERS/Ronen Zvulun TPX IMAGES OF THE DAY

قال وزير إسرائيلي الأربعاء 23 مايو/أيار 2018، إن إسرائيل تضغط على إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، للاعتراف بسيادتها على هضبة الجولان المحتلة، وتوقع موافقة الولايات المتحدة على ذلك خلال شهور.

وفي مقابلة مع رويترز، وصف وزير المخابرات الإسرائيلي، كاتس، الإقرار بسيطرة إسرائيل على الجولان والقائمة منذ 51 عاماً باعتباره الاقتراح الذي "يتصدر جدول الأعمال" حالياً في المحادثات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة.

وسيُنظر إلى أي خطوة من هذا القبيل على أنها متابعة لانسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الدولي مع إيران واعتراف ترمب بالقدس عاصمة لإسرائيل وفتح سفارة أميركية جديدة بالمدينة هذا الشهر (مايو/أيار 2018)، وهي الخطوة التي تسببت في غضب الدول العربية والإسلامية في المنطقة واندلعت بسببها التظاهرات الرافضة لنقل السفارة في عدة مدن.

وأشادت إسرائيل بتك الإجراءات التي سببت قلقاً شديداً بين كبار حلفاء واشنطن الأوروبيين.

وقال مسؤول بالبيت الأبيض "نتفق مع إسرائيل في عدد كبير من القضايا"، لكنه أحجم عن تأكيد أي من التفاصيل التي أوردها كاتس فيما يتعلق بالجولان.

ومرتفعات الجولان هضبة استراتيجية بين إسرائيل وسوريا وتبلغ مساحتها نحو 1200 كيلومتر مربع.

واستولت إسرائيل عليها من سوريا في حرب عام 1967. ونقلت إسرائيل مستوطنين إلى المنطقة التي احتلتها ثم أعلنت ضمها إليها في عام 1981، في إجراء لم يلق اعترافاً دولياً.

لماذا اقتنعت إسرائيل الآن بالاحتفاظ بالجولان؟

كان الإسرائيليون في وقت ما على استعداد لبحث إعادة الجولان مقابل السلام مع سوريا، إلا أنهم قالوا في السنوات القليلة الماضية إن الحرب الأهلية في سوريا ووجود قوات إيرانية هناك تدعم دمشق يظهران أنه ينبغي لإسرائيل الاحتفاظ بالهضبة الاستراتيجية.

ووصف كاتس، عضو مجلس الوزراء الأمني المصغر بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، المقترح الخاص بالجولان بأنه جزء محتمل من نهج لإدارة ترامب يقوم على مواجهة ما ينظر إليه على أنه توسع إقليمي وعدوان من جانب إيران العدو اللدود لإسرائيل.

 

وقال: "هذا هو الوقت المثالي للإقدام على مثل هذه الخطوة. الرد الأشد إيلاماً الذي يمكن توجيهه للإيرانيين هو الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان، ببيان أميركي، وإعلان رئاسي، منصوص عليه (في القانون)".

وأضاف أن الرسالة إلى طهران ستكون "أنتم تريدون تدمير (إسرائيل حليفة الولايات المتحدة)، وإثارة هجمات (ضدها)؟ فانظروا، لقد حدث العكس تماماً".

وذكر الوزير الإسرائيلي أن المسألة، التي طرحها نتنياهو في أول اجتماع له بالبيت الأبيض مع ترمب في فبراير/شباط 2017، قيد النقاش حالياً على مستويات متعددة داخل الإدارة والكونغرس في الولايات المتحدة.

وأضاف: "أعتقد أن هناك فرصة عظيمة مواتية واحتمالاً كبيراً لحدوث هذا".

ورداً على سؤال عما إذا كان مثل هذا القرار قد يُتخذ هذا العام، قال: "نعم، في بضعة أشهر، قد تزيد أو تنقص قليلاً".

وبسؤاله عن تصريحات كاتس، قال مسؤول في السفارة الأميركية بإسرائيل: "ليست من سياستنا العامة مناقشة اتصالاتنا الدبلوماسية".

ولطالما أصرت موسكو، حليفة دمشق، على ضرورة الحفاظ على وحدة أراضي سوريا، وهو موقف يستلزم ضمناً إعادة الجزء الذي تحتله إسرائيل من الجولان في نهاية الأمر.

غير أن كاتس هوّن من شأن احتمال حدوث أي توتر بين موسكو وواشنطن، واصفاً الاعتراف الأميركي المقترح بسيادة إسرائيل على الجولان بأنه جزء من صورة فسيفسائية أكبر لسوريا.

"الفرصة سانحة الآن"

قال كاتس إنه مع دحر الرئيس السوري بشار الأسد للمعارضة المسلحة، فإن الفرصة ربما تكون سانحة الآن أمام الأسد وروسيا لإخراج الإيرانيين.

واعتبر الوجود الإيراني في سوريا الشاغل الرئيسي لحكومة نتنياهو.

وقال كاتس: "هذه لحظة الحقيقة بالنسبة للأسد. هل يريد أن يكون وكيلاً لإيران أم لا؟

إذا أصبح وكيلاً لإيران، فهو يدين نفسه عاجلاً أو آجلاً؛ لأن إسرائيل تتحرك ضد إيران في سوريا… وإذا لم يفعل ذلك، فقد قلنا دوماً إنه لا مصلحة لنا في التدخل هناك".

وقال إن روسيا سترد على اعتراف الولايات المتحدة بالسيادة الإسرائيلية على الجولان بإعلان "أنهم لن يفعلوا نفس الشيء وأنهم ليسوا مضطرين لدعمه".

 

ومضى يقول: "لكن في حقيقة الأمر، من وجهة نظرهم، إذا أعطت إسرائيل شيئاً في السياق السوري الأوسع، فماذا يضيرهم؟ بقاء الأسد أهم بالنسبة لهم؛ لأن سوريا ضعيفة للغاية… إنهم يريدون عملية إعادة ترتيب جديدة وشاملة".

وأشار كاتس أيضاً إلى أن الخطوة الأميركية بشأن الجولان يمكن أيضاً أن تدفع الفلسطينيين لاستئناف محادثات السلام. وتجنب الفلسطينيون إدارة ترامب منذ أن أعلنت في ديسمبر/كانون الأول 2017، أنها ستنقل سفارتها في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس.

ويريد الفلسطينيون أن تصبح القدس الشرقية عاصمة دولة لهم تشمل أيضاً الضفة الغربية التي احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967

وقال كاتس: "عليهم أن يسارعوا ويجلسوا مع إسرائيل؛ لأنه حيثما تقول إسرائيل إنها عازمة على أن تكون فسوف تكون ولن تتراجع، والتاريخ في صالحنا".

وحاولت سوريا استعادة الجولان المحتلة في حرب عام 1973، لكن تم إحباط الهجوم. ووقع الجانبان هدنة في 1974 وساد الهدوء الحدود البرية نسبياً منذ ذلك الحين.

ومنذ 1967، انتقل قرابة 20 ألف مستوطن إسرائيلي إلى الجولان التي ترتبط بحدود مع الأردن أيضاً. ويعيش هناك أيضاً نحو 20 ألفاً من الدروز. وأتاحت إسرائيل للدروز خيار الحصول على الجنسية، لكن أغلبهم رفض ذلك.

وفي عام 2000، عقدت إسرائيل وسوريا أرفع محادثات بشأن احتمال إعادة الجولان وإبرام اتفاق سلام. لكن المفاوضات انهارت كما فشلت محادثات لاحقة توسطت فيها تركيا.

 

تحميل المزيد