توفيت طفلة كردية لاجئة تبلغ من العمر عامين، بعد إصابتها الخميس 17 مايو/أيار، بطلق ناري على مستوى الوجه، قبل أن تفارق الحياة وهي في الطريق إلى أحد المستشفيات البلجيكية، وأكدت نتائج التشريحات الأولية أن الطفلة لقيت مصرعها جراء إصابتها برصاصة خلال مطاردة الشرطة لشاحنة تقل لاجئين.
وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية BBC، أن الفتاة كانت في شاحنة تُقلّ 30 مهاجراً كرديّاً تعقبّتها السلطات لمدّة ساعة في جنوبي بلجيكا. وقالت الشرطة إنَّ المطاردة التي بدأت على طريقٍ سريع قرب مدينة نامور تضمّنت اشتباكاً.
وقال متحدِّث باسم الشرطة إنِّهم لا يعرفون ما إذا كانت الرصاصة القاتلة قد أُطلقت بواسطة ضابط شرطة. وبدأ تحقيقٌ للشرطة في كيفية مقتل الفتاة، يتضمَّن ما إذا كانت هناك أسلحة في الشاحنة.
وعلَّق وزير الداخلية البلجيكي جان جامبون، يوم الجمعة 18 مايو/أيار، على حادث الوفاة عبر تغريدة بتويتر قائلاً: "إنه حادث مأساوي عواقبه وخيمة. والتحقيق جارٍ لمعرفة الأسباب".
Événement tragique avec conséquences dramatiques. L'enquête est en cours. Cet événement met à nouveau en évidence les tristes circonstances dans lesquelles le trafic d'êtres humains prospère. https://t.co/gBNPla4fn5
— Jan Jambon (@JanJambon) May 18, 2018
وذكر مسؤولون بلجيكيون أن رجال الشرطة اضطروا لاستخدام أسلحتهم عندما حاولت الشاحنة الصغيرة أن تدهسهم، غير أنه لم يتم إلقاء اللوم على الشرطة في وفاة الطفلة، حسب المسؤولين البلجيكيين. ونشرت صحفية بلجيكية صورة على موقعها في تويتر لعائلات عراقية كردية في لحظة حزن على موت الطفلة التي كانت تقيم معهم في أحد مخيمات اللاجئين.
وصرَّح المدَّعي العام فريدريك باريسو لوكالة الأنباء الفرنسيّة بأنَّ "تشريح الجثّة أكّد أنَّ سبب الوفاة هو رصاصة دخلت الخدّ". وقالت وسائل الإعلام البلجيكيّة إنَّ الفتاة، التي كانت برفقة والدتها، كان جسدها بارزاً خارج نافذة الشاحنة، فيما يبدو أنَّه كان محاولةً لإبقاء الشرطة بعيداً عن السيارة. وقال المدّعون المحليّون لهيئة الإذاعة البريطانيّة BBC إنَّه ليس باستطاعتهم تأكيد هذه الأقوال.
Aujourd'hui, à #GrandeSynthe, des exilés kurdes irakiens en larmes à cause du décès d'une petite fille de 3 ans qui logeait encore la veille avec eux dans ce gymnase-camp de réfugiés. pic.twitter.com/P0KQCuITQ8
— Laurène Daycard (@LaureneDaycard) May 17, 2018
وكانت المطاردة قد بدأت خارج مدينة نامور في الساعات الأولى، من صباح الخميس 17 مايو/أيار. واتَّجهت السيَّارة نحو الغرب لبضعة كيلومترات للتملُّص من الشرطة. لكنَّها اصطدمت في النّهاية بعربة أخرى قرب مدينة مونس.
وقالت الشرطة إنَّ السائق قفز من الشاحنة لتجنُّب الكشف عن هويته، وترك السيّارة لتتوقّف بنفسها. وتطلَّب الأمر 15 سيَّارة شرطة وحوالي 30 شرطيّاً لإنهاء الواقعة في حوالي السَّاعة الثالثة بعد منتصف الليل (الواحدة بتوقيت غرينتش)، من يوم الخميس. وتعتقد الشّرطة أنَّ السيّارة مرتبطة بعمليّة تهريب بشر.
وقالت السلطات الفرنسيّة إنَّ الفتاة المقتولة تنتمي إلى عائلةٍ مقيمة في مجتمعٍ للمهاجرين في غراند سينت، بالقرب من دنكرك في فرنسا. ويُذكر أنَّ المهاجرين الثلاثين الذين وُجدوا في السيّارة -26 منهم بالغون- قيد الاحتجاز، ولا يزالون يخضعون للاستجواب.
وطبقاً لمصادر إعلامية بلجيكية فإنه من بين الأشخاص الذين تم احتجازهم بعد ذلك، لاجئون من العراق وأفغانستان وإيران والكويت. وأضاف ذات المصدر أن الطفلة وأسرتها من الأكراد الذين تم ترحيلهم مؤخراً من بلجيكا إلى ألمانيا، وكانوا يحاولون مواصلة طريقهم إلى بريطانيا عبر بلجيكا.