عبّر العديد من أبناء قبيلة "شمر"، المنتشرين في عدة دول عربية، عن غضبهم إزاء استمرار السلطات السعودية في اعتقال نواف الرشيد، أحد وجهاء القبيلة وشعرائها، منذ 12 مايو/أيار 2018، دون الكشف عن أسباب أو ظروف احتجازه.
وظهر مؤخراً أحد وجهاء "شمر" بالعراق، في مقطع فيديو تداوله نشطاء، يشير فيه إلى تنظيم احتجاجات ضد السعودية، كما شهدت القضية تفاعلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي.
وقفة تضامنية في #بغداد مع #نواف_طلال_الرشيد. pic.twitter.com/z5X1GhmAtC
— دُ. عَبْدُ اللهِ الشَّمَّرِيُّ #القدس (@JAlArb) May 15, 2018
نواف، الذي يحمل الجنسيتين السعودية والقطرية، كان في زيارة إلى الكويت، وسط احتفاء قبلي وعشائري كبير، قبل أن تقْدم السلطات على تسليمه إلى الرياض، إثر تلقّيها طلباً رسمياً بذلك، ما أثار مخاوف في عائلته من مصير مشابه لمصير أبيه.
مقتل طلال الرشيد
كان طلال، والد نواف، أحد أبرز وجهاء "شمر"، وأهم شعرائها. وُلد في العراق عام 1962، لـ"بيت الإمارة" بالقبيلة، وهي عائلة "الرشيد" التي تحمل الجنسية السعودية، والتي يجمعها بالسلطات خلاف قديم.
وعام 2003، قُتل طلال الرشيد في ظروف غامضة في أثناء رحلة صيد بالجزائر، إلا أن أقاربه اتهموا الرياض بالوقوف وراء الحادث.
ويلقي ما حدث مع الرجل، وابنه مؤخراً، الضوء على القبيلة، وتاريخ علاقتها بالسلطات في السعودية، رغم ابتعادها عن السياسة.
إمارة آل الرشيد
حكم آل الرشيد المنطقة التي تنتشر فيها قبائل "شمر"، في إمارة تحمل اسمهم، كما كان يطلق عليها اسم إمارة "جبل شمر"، واستمرت نحو 87 عاماً، منذ 1834 إلى 1921، قبل أن تسقط إبان حروب إنشاء الدولة السعودية الثالثة.
وشملت مساحة إمارة آل رشيد منطقة حائل في السعودية، وأجزاءً من العراق والأردن وسوريا، أو ما يطلق عليها "بادية الشام"، في حين ينتشر أبناؤها اليوم بدول أخرى أيضاً، بينها الكويت وقطر والإمارات وعُمان، وغيرها.
وتكونت قبيلة "شمر" من حِلف قبلي، قبل 5 قرون، شمل قبيلتي زوبع والأسلم من طيئ وقبيلة عبدة المذحجية وقبائل أخرى.
قلق قطري من اعتقال "نواف"
أعلنت وزارة الداخلية الكويتية، الثلاثاء 15 مايو/أيار 2018، أنها قامت "بترحيل نواف طلال الرشيد، إلى السعودية، السبت الماضي (12 مايو/أيار 2018)؛ وذلك لورود طلب من السلطات المختصة في المملكة بترحيل مواطنها المذكور إليها".
ونقلت وكالة الأنباء الكويتية، عن بيان الداخلية، أن ترحيل الرشيد جاء "في إطار الترتيبات الأمنية المتبادلة بين البلدين".
ولم يذكر بيان الداخلية المزيد من التفاصيل عن الاتهام الموجه للرشيد من المملكة.
وكان ذلك أول إعلان رسمي يحدد مصير الرشيد، منذ تداوُل أنباء عن اعتقاله.
ومساء الأحد 13 مايو/أيار 2018، أعلنت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بقطر (غير حكومية)، أنها تلقت شكوى من عائلة المواطن الرشيد، تتهم السلطات السعودية فيها باعتقاله، دون توجيه أي تُهم رسمية له.
ونقلت في بيان لها عن عائلته، أن "آخر تواصل مع ابنهم كان في الكويت (خلال زيارته لها)".
واعتبرت اللجنة أن اعتقال الرشيد يأتي في إطار استهداف بعض مواطني قطر، في إشارة إلى التوتر بين البلدين على خلفية الأزمة الخليجية.
ولم يصدر إعلان رسمي من الرياض بخصوص اعتقال الرشيد، وأسباب ذلك.