وصل وفد حركة المقاومة الإسلامية "حماس" برئاسة إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي للحركة، إلى قطاع غزة، بعد عدة ساعات من زيارته للعاصمة المصرية القاهرة.
وأوردت وكالة الأناضول، وفقاً لمصدر خاص بها، أن اللقاءات "لم تُسفر عن أي جديد"، لافتاً إلى أن حركة "حماس" مُصرّة على تنظيم "مسيرات العودة"، الإثنين 14 مايو/أيار، بدون أي "تغيير على برنامجها وأهدافها".
ولم يتسن الحصول على ردٍّ من مصدر رسمي من حركة حماس أو السلطات المصرية، حيال مجريات اللقاء ونتائجه. بينما قال الناطق باسم حماس، فوزي برهوم، في بيان، إن الوفد توجَّه للقاهرة بهدف "التشاور حول آخر التطورات المتعلقة بالشأن الفلسطيني والإقليمي".
وجاء التصريح الرسمي الوحيد بخصوص نتائج اللقاء بين حماس والمسؤول المصري على لسان خليل الحية القيادي في حماس، وقال لدى عودة الوفد إلى غزة، مساء الأحد 13 مايو/أيار، للصحفيين "التقينا مع الوزير عباس كامل (مدير المخابرات المصرية)، ونعتبر الزيارة جيدة، وقد جاءت في إطار حشد الدعم العربي والإسلامي ومصر في المقدمة".
وأضاف الحية أن الوزير عباس كامل أكد "وقوف مصر بجانب الحق الفلسطيني، ووعدنا بأن تبقى مصر إلى جانب الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه، خصوصاً في قطاع غزة، عبر تخفيف الحصار وإمكانية فتح معبر رفح كلما تسنَّى ذلك"، وأشار إلى أنه تمت "مناقشة نقل السفارة الأميركية للقدس".
وشدَّد القيادي في حماس على أن "شعبنا مصمم على المضي قدماً في مسيرة العودة غداً لتحقيق أهدافها، وقلنا للإخوة في مصر إن هذه المسيرة سلمية وشعبية حتى تحقيق أهدافها".
وكان هنية يرافقه القياديان الحية وروحي مشتهى غادروا غزة في وقت مبكر، الأحد 13 مايو/أيار، عبر معبر رفح الحدودي في زيارة استمرَّت ساعات عدة.
وقال المتحدث باسم حماس فوزي برهوم، إن زيارة هنية للقاهرة جاءت "بناء على دعوة مصرية… وسيناقش خلالها مع المسؤولين المصريين آخر التطورات المتعلقة بالشأن الفلسطيني والإقليمي".
عروض سياسية
وكان القيادي في حركة حماس بغزة غازي حمد، قد كشف لـ"عربي بوست" تفاصيل العروض السياسية، التي قدَّمت لحركته، وزيارة وفد الحركة للقاهرة، حيث قال: "إن هناك أفكاراً واقتراحات قُدِّمت للحركة، لكنها لم تصل إلى مستوى من النضوج، إلى أن تكون شيئاً متكاملاً يُحقق طموحات الجمهور الفلسطيني، سواء على المستوى السياسي أو الإنساني".
وأضاف حمد، المُطّلع على العروض المُقدمة "أن أطرافاً -رفضت رفضاً قاطعاً الكشف عنها- قدَّمت عروضاً رسمية تسعى من خلالها لإيجاد مخارج وحلول، قبل قدوم 14 و15 مايو/أيار، لكنها لم ترتقِ إلى تطلعات الشعب الفلسطيني".
ويرى القيادي في حماس، أن الثقل الجماهيري وحالة الضغط الفلسطينية أوصلت رسائل قوية إلى المجتمع الدولي، أنه آن الأوان لتغيير التعاطي مع الحالة السياسية، وتلبية الحقوق السياسية والوطنية للشعب الفلسطيني.
العروض المقدمة التي تسعى في مجملها لوقف الحراك الشعبي الفلسطيني يومي 14 و15 مايو/أيار، تنصب في مسارين، الأول المستوى السياسي الفلسطيني ومنح الفلسطينيين "الفتات"، إلى جانب حلول للأزمة الإنسانية الخانقة في قطاع غزة، ومحاولات جزئية لرفع الحصار.
ورداً على تساؤل حول إذا ما كان تحرك الأطراف نابعاً من تحرك أحادي، أم أنه مدفوع من الاحتلال الإسرائيلي، علَّق حمد بالقول: "لا أستطيع القول مَن أرسل هذه الأطراف، ولا أعلم هل تتحرك من نفسها، أم بدفع من الاحتلال، لكن العروض المبلورة حتى اللحظة لم ترتق مع حقوق شعبنا".
إصرار فلسطيني على الاحتجاج
ويتوقع مسؤولون فلسطينيون في الهيئة الوطنية العليا لـ"مسيرات العودة" مشاركة "عشرات الآلاف" من الفلسطينيين في هذه الاحتجاجات التي قد تشهد اقتحام متظاهرين للسياج الحدودي الفاصل باتجاه المناطق الإسرائيلية.
ولا يستبعد مراقبون أن يحاول المتظاهرون، خلال هذه المسيرات، التي تتزامن مع افتتاح الولايات المتحدة لسفارتها في مدينة القدس، وكذلك مع الذكرى السبعين لنكبة فلسطين، اختراق السياج الفاصل، والعبور إلى الجانب الآخر من الحدود.
وكانت الحكومة الإسرائيلية حذَّرت، الأسبوع الماضي، الفلسطينيين من الاقتراب من السياج الحدودي، واعتبرت المسيرات جزءاً من "حالة حرب ولا ينطبق عليها قانون حقوق الإنسان".
وتلقَّى الجيش الإسرائيلي تعليمات صريحة بإطلاق النار على أي فلسطيني يحاول اختراق السياج الفاصل بين قطاع غزة وإسرائيل، حسب صحيفة "هآرتس" العبرية.
وفي تصريحات سابقة، هدَّد وزير الدفاع الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، الفلسطينيين في قطاع غزة، بأن اقترابهم من الحدود مع إسرائيل "سيعرض حياتهم للخطر".
وبدأت "مسيرات العودة"، في 30 مارس/آذار الماضي، على شكل تظاهرات سلمية في 5 مواقع على طول الحدود، لكن الجيش الإسرائيلي استخدم القوة المفرطة ضدها، ما أسفر عن استشهاد نحو 51 فلسطينياً وجرح الآلاف.
ومن المقرر أن تنقل الولايات المتحدة، الإثنين 14 مايو/أيار، سفارتها من مدينة تل أبيب إلى القدس، في خطوة أثارت غضب الفلسطينيين. ويصادف الثلاثاء 15 مايو/أيار، الذكرى السبعين لنكبة فلسطين، وتأسيس دولة إسرائيل؛ ما أسفر عن تشريد مئات الآلاف من الفلسطينيين عام 1948.