قُتل 6 عناصر أمن عراقيين، صباح اليوم السبت 12 مايو/ أيار 2018، في هجوم لتنظيم "داعش" على حواجز أمنية بمحافظة كركوك، بالتزامن مع الانتخابات الجارية في البلاد.
وقال النقيب في شرطة كركوك حامد العبيدي في تصريح لوكالة الأناضول، إن مسلحي التنظيم هاجموا عدداً من الحواجز الأمنية التي تحرسها قوات الشرطة والحشد الشعبي (شيعية حكومية) في ناحية الرشاد.
وأضاف أن الهجمات المسلحة أسفرت عن مقتل أربعة من عناصر الشرطة واثنين من الحشد الشعبي، فضلاً عن إصابة ثلاثة من أفراد الحشد بجروح.
كما شن التنظيم هجومين على الناخبين في محافظة ديالى شرق العراق، ونقلت وكالة الأناضول عن النقيب في شرطة محافظة ديالى، حبيب الشمري، قوله، إن 4 أشخاص أصيبوا في الهجومين، مشيراً أن "داعش قصف مركز ناحية أبي صيدا في ديالى، بأربعة قذائف هاون سقط اثنان منها على مقربة من مركز اقتراع".
وفي حادث منفصل، قال الشمري إن مجموعة من مسلحي "داعش" شنت هجوماً مسلحاً على الناخبين في قرية الكرمة التابعة لناحية أبي صيدا، مضيفاً أن الهجوم لم يسفر عن وقوع إصابات، بينما فر مسلحو التنظيم بعد اشتباكات محدودة مع قوات الأمن.
وفي وقت سابق اليوم، توجه العراقيون إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات لاختيار ممثليهم في البرلمان.
وكان تنظيم "داعش" الإرهابي قد هدد قبل أيام باستهداف مراكز الاقتراع والمرشحين وكذلك الناخبين الذين يدلون بأصواتهم في الانتخابات.
وأمس الجمعة، حذرت السفارة الأميركية في العراق، من هجمات "إرهابية" قد تستهدف مراكز الاقتراع في أرجاء البلاد وخاصة في منطقة الغزالية غربي العاصمة بغداد، إلا أن السلطات الأمنية العراقية طمأنت السكان، مؤكدة اتخاذها التدابير اللازمة لتأمين الحماية لمراكز الاقتراع والناخبين.
وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها أمام الناخبين منذ الساعة السابعة بتوقيت بغداد (4:00 بتوقيت غرينتش) وتستمر حتى تمام الساعة السادسة (15:00 بتوقيت غرينتش)، في محافظات العراق الـ18.
ويتنافس 7376 مرشحاً يمثلون 320 حزباً وائتلافاً وقائمة للحصول على 328 مقعداً في البرلمان المقبل الذي سيتولى انتخاب رئيسي الوزراء والجمهورية.
ويأتي التصويت العام اليوم، بعد أن أدلى أفراد قوات الأمن والجيش بأصواتهم أمس أول الخميس، وكذلك العراقيون في الخارج على مدى اليومين الماضيين.
المتنافسون بالانتخابات
وتشتد المنافسة في هذه الانتخابات، التي تأتي في ظل توتر إقليمي، إذ أن العراق يعتبر نقطة تلاق بين عدوين تاريخيين، إيران والولايات المتحدة.
ولطهران تأثير سياسي كبير على الأحزاب الشيعية في العراق، وبعض المكونات التابعة لطوائف أخرى، فيما لعبت واشنطن دوراً رئيساً وحاسماً في "الانتصار" على "داعش".
ومن أبرز المتنافسين في الانتخابات:
– ائتلاف "النصر": برئاسة رئيس الوزراء المنتهية ولايته حيدر العبادي. وللمرة الأولى منذ سقوط نظام صدام حسين عام 2003، انقسم حزب الدعوة، المعارض التاريخي للنظام السابق في الانتخابات إلى قائمتين إحداها "النصر" التي تضم بصورة رئيسية شخصيات من المجتمع المدني بعيدة عن التوجهات الطائفية.
-ائتلاف "الفتح": يرأسه هادي العامري زعيم منظمة "بدر" وأحد أبرز قادة قوات الحشد الشعبي التي لعبت دوراً رئيسياً في دعم القوات الأمنية لدحر تنظيم "داعش". وتخلت أغلب مرشحيه رسمياً عن مناصبهم في تشكيلات الحشد الشعبي للانخراط في السياسة.
-ائتلاف دولة القانون: برئاسة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي ويعتمد بصورة رئيسية على حزب الدعوة الذي يتزعمه المالكي. يحظى بشعبية لدى عدد كبير من أعضائه الذين شغلوا مناصب حكومية خلال تولي المالكي رئاسة الحكومة، لكنه يواجه انتقادات من البعض، بسبب اجتياح تنظيم "داعش" وسيطرته على ثلث مساحة البلاد خلال تلك الحقبة.
-قائمة "سائرون نحو الإصلاح": وهو تحالف غير مسبوق بين رجل الدين الشيعي البارز مقتدى الصدر والشيوعيين، يجمع ست كتل غالبيتها علمانية بينها الحزب الشيوعي والعدالة إضافة إلى حزب "الاستقامة" الممثل الرئيسي للتيار الصدري الذي تمثله كتلة الأحرار (34 نائباً) في البرلمان الحالي، بدعم من الصدر الذي طلب من نواب الأحرار عدم الترشح للانتخابات.
-السنة: تخوض الأحزاب السنية الانتخابات من خلال قوائم متعددة أبرزها "ائتلاف الوطنية" بزعامة نائب رئيس الجمهورية إياد علاوي الشيعي الذي يقدم نفسه كعلماني، ورئيس مجلس النواب سليم الجبوري وقد يكون السنة الخاسر الأكبر في الانتخابات المقبلة بسبب سيطرة تنظيم "داعش" على مناطقهم خلال الأعوام الماضية.
-الأكراد: يشارك الأكراد من خلال عدة أحزاب لتقاسم 46 مقعداً اثنان منها للمسيحيين، مخصصة لإقليم كردستان الذي يتمتع بحكم ذاتي. أبرزها الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني رئيس الإقليم الأسبق، والاتحاد الوطني الكردستاني (غالبيته من الموالين لعائلة طالباني). إضافة إلى أحزاب معارضة أبرزها "التغيير" و"الجماعة الإسلامية" و"حركة الجيل الجديد".