استدعت وزارة الخارجية الجزائرية السفير المغربي، الأربعاء 2 مايو/أيار، للاعتراض على اتهامات بأن الجزائر لعبت دوراً في دعم إيراني مزعوم لجبهة البوليساريو.
وقالت وزارة الخارجية الجزائرية في بيانٍ، إن "سفير المملكة المغربية استقبل اليوم الأربعاء (أمس) من قبل الأمين العام لوزارة الشؤون الخارجية، الذي أعرب له عن رفض السلطات الجزائرية للتصريحات غير المؤسسة كلياً، المقحِمة للجزائر بشكل غير مباشر".
وكان وزير الخارجية والتعاون الدولي المغربي ناصر بوريطة، قد قال يوم الثلاثاء 1 مايو/أيار، إن "مسؤولاً في حزب الله في سفارة إيران بالجزائر، كان يُنسِّق مع مسؤولي حزب الله وجبهة البوليساريو، وهذا لا يمكن أن يكون دون علم الجمهورية الإسلامية الإيرانية".
وذكر أن "مسؤولين كباراً من حزب الله زاروا تندوف (مقر جبهة البوليساريو على الأراضي الجزائرية) في 2016، لالتقاء مسؤولين عسكريين في البوليساريو". وأكد أن حزب الله أرسل صواريخ أرض- جو، من طراز سام 9، وسام 11، وستريلا هذا الشهر، إلى البوليساريو.
تضامُن عربي
من جهتها كانت الجامعة العربية قد أعلنت، الأربعاء 2 مايو/أيار، تضامنها مع المغرب، بعد قراره قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران.
وأعرب محمود عفيفي، المتحدث الرسمي باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية، في بيان صحفي، عن "التضامن مع المملكة المغربية، بعد قرارها قطع علاقاتها مع إيران، لما تمارسه الأخيرة من تدخلات خطيرة ومرفوضة في الشؤون الداخلية للمملكة"، ووصف أي تدخلات إيرانية في شؤون الدول العربية بـ"المرفوضة والمدانة".
وذكر المتحدث الرسمي باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن القرار الصادر عن القمة العربية الأخيرة في الظهران، بشأن التدخلات الإيرانية، "عَكَسَ موقفاً عربياً صُلباً في رفض هذه التدخلات، والعمل على التصدي لها".
وأوضح عفيفي أن هذا التطور، الذي يعد الحلقة الأحدث في سلسلة متصلة من التدخلات الإيرانية "المزعزعة للاستقرار" في المنطقة العربية "يستدعي ألا تقف الدول العربية مكتوفة الأيدي أمام هذه الاستراتيجية الإيرانية، التي تهدف إلى نشر الفوضى وعدم الاستقرار".
دعم طهران للبوليساريو وحزب الله ينفي
وكان وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المغربي ناصر بوريطة، أعلن يوم الثلاثاء 1 مايو/أيار، قطعَ المملكة لعلاقاتها مع إيران، بسبب دعم طهران لجبهة البوليساريو، التي تسعى لاستقلال الصحراء الغربية.
وذكر بوريطة للصحفيين، أن المغرب أغلق سفارته في طهران، وأعلم القائم بأعمال السفارة الإيرانية بضرورة مغادرة المملكة. واتَّهم المغرب إيران وحليفتها اللبنانية؛ جماعة حزب الله الشيعية، بأنهما تدعمان البوليساريو بتدريب وتسليح مقاتليها عن طريق السفارة الإيرانية في الجزائر.
وأضاف المسؤول المغربي، أن "هذا القرار جاء كردِّ فعل على تورُّط أكيد لإيران من خلال حزب الله مع جبهة البوليساريو، ضد الأمن الوطني ومصالح المغرب العليا".
ونفى حزب الله في بيانٍ تدريبَ وتسليحَ الجبهة، وقال إن المغرب اتَّخذ قراره "بفعل ضغوط أميركية وإسرائيلية وسعودية".
وتستضيف الجزائر مخيمات للنازحين من منطقة الصراع، وأعضاء البوليساريو، لكنها تنفي دعم الجبهة عسكرياً.
وكان المغرب قطع عام 2009 علاقاته الدبلوماسية مع إيران، متهماً إياها بالتشكيك في الحكم السُّني في البحرين، ذات الأغلبية الشيعية. واستعاد البلدان العلاقات تدريجياً بحلول 2014، لكنها لم تكن قوية مطلقاً، في ظلِّ مساندة الرباط للسعودية، خَصْم طهران اللدود.
وأعلن المغرب الصحراءَ الغربية أرضاً تابعة له، بعد رحيل الاستعمار الإسباني، لكنَّ جبهة البوليساريو خاضت حربَ عصابات من أجل استقلال الشعب الصحراوي، إلى أن تم التوصل عام 1991 إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، تُراقبه قواتُ حفظ سلامٍ تابعة للأمم المتحدة.