أكد رئيس كوريا الشمالية كيم جونغ-أون، أنَّه استمتع بتناول الشراب في قمة يوم الجمعة التاريخية مع رئيس كوريا الجنوبية مون جاي-إن، ولكن رفضه ممارسة عادته الأخرى اجتذب اهتمام الإعلام في كوريا الجنوبية، بحسب صحيفة The Guardian البريطانية.
ففي خلال اجتماعهما، لم يُشعل كيم، المعروف بشرهه للتدخين، أي سيجارة في حضور مون، في بادرة احترام على ما يبدو تجاه رئيس كوريا الجنوبية، الذي يكبره بـ31 عاماً.
وترى الصحيفة البريطانية أن غياب التدخين عن كافة مراحل الاجتماع كان أمراً مفاجئاً، ففي الصور الرسمية في كوريا الشمالية، عادةً ما يظهر كيم مع سيجارةٍ مشتعلة بين إصبعيه، حتى في زياراته للمدارس ومستشفيات الأطفال، وحتى أثناء عملية إطلاق الصاروخ، التي جرت في يوليو/تموز الماضي.
إلا أنَّ السجائر يوم الجمعة كانت غائبةً عن المشهد، حتى أثناء سيره الطويل مع مون على جسر المشاة في قرية بانمونجوم الحدودية، على الرغم من أنَّ المسؤولين كانوا قد جهزوا له منفضة سجائر على الطاولة. وكذلك لم يستخدم كيم منفضة السجائر التي وُضِعَت أمامه أثناء المحادثات الأولية لكسر الجمود مع مون في غرفة الاستقبال بموقع "بيت السلام".
وتضيف الصحيفة البريطانية: "من المنطقي أن نفترض أنَّ كيم استمتع بسيجارةٍ في كوريا الشمالية بعد تناول الغداء مع مون، إلا أنَّه استسلم مرةً واحدة لرغبته الشديدة للتدخين في كوريا الجنوبية، إذ انسلّ من بين الحشد خلال مأدبة العشاء واتجه إلى غرفةٍ منفصلةٍ عن القاعة ليدخن".
احتراماً للقمة
وإلى جانب احترامه للرئيس الكوري الجنوبي، يعتقد مسؤولو كوريا الشمالية، أنَّ كيم ظنَّ أنَّ إشعال سيجارةٍ أثناء محادثات السلام ونزع السلاح النووي من الممكن أن يبدو تصرفاً أخرق.
وصرَّح مسؤولٌ رئاسي لصحيفة Korea Herald: "لقد سمعنا أنَّ كيم جونغ-أون مدخنٌ شرِه، ولكنَّه تجنَّب التدخين علناً، نظراً لرمزية القمة بين الكوريتين، والعدد الكبير لمسؤولي البلدين في المكان".
إلا أنَّ انضباط كيم لم يمتد إلى تناول الكحوليات على أية حال. إذ ذكرت صحيفة Korea Herald أنَّه قَبِل بكل سرورٍ كل ما قُدِّم له من "مشروباتٍ كحولية قوية" أثناء المأدُبة.
وبعد أن تناول الزعيمان الشامبانيا، تناولا مع زوجتيهما مشروب moonbaeju، وهو مشروبٌ يُصنَّع من حبوب نبات الدخن والذرة الرفيعة في مقاطعة بيونغان في كوريا الشمالية، ويحتوي على نسبة 40% من الكحول.
ولم يتضح بعد ما إذا كانت مقاومة كيم للتدخين قد انهارت بمجرد عودته مع زوجته ري سول- جو إلى العاصمة الكورية الشمالية بيونغ يانغ، حيثُ كانت شراهته في التدخين موضوع النقاش بينهما أثناء اجتماعٍ تحضيري للقمة عُقِدَ مؤخراً.
ووفقاً للصحيفة اليابانية Asahi Shimbun، فإنَّ رئيس مجلس الأمن القومي بكوريا الجنوبية تشونغ يوي-يونغ تسبَّب بالذعر لأحد المسؤولين من كوريا الشمالية، عندما أخبر كيم بضرورة الإقلاع عن التدخين من أجل صحته.
ولكن هدأت الأمور عندما تدخَّلت ري، زوجة كيم، وصفَّقت بيديها وهي تقول: "أطالبه دائماً بأن يُقلع عن التدخين، لكنَّه لا يستمع إليَّ".