أكد الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون والرئيس الكوري الجنوبي مون جاي أن التزامهما نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة في أعقاب قمة تاريخية الجمعة 27 أبريل/نيسان.
وقال الزعيمان في بيان مشترك إن "كوريا الجنوبية وكوريا الشمالية تؤكدان هدفهما المشترك بأن تكون شبه الجزيرة الكورية خالية من الأسلحة النووية من خلال القيام بنزع تام لهذه الاسلحة".
لكن هذا التعهد بنزع السلاح النووي لم يكن وحده ما علمناه من القمة بين الكوريتين، فهذا الاجتماع النادر بين "الإخوة الأعداء"، جعلنا نخرج بمجموعة من الانطباعات، منها ما هو إيجابي يدعو إلى التفاؤل، وأخرى تحتم التريث قبل إصدار أحكام نهائية بشأن مستقبل الكوريتين.
1- أسباب للتفاؤل
بدى المناخ العام المحيط بالقمة باعثاً على التفاؤل بصورةٍ حقيقية وبدا القائدان وكأنهما على وشك بدء علاقة تتسم بالألفة منذ البداية. كانت العلامة الأولى على ذلك الدعوة غير المخطط لها التي قدمها "كيم جونغ أون" زعيم كوريا الشمالية لـ"مون جاي إن" لزيارة كوريا الشمالية عند لقائهما للمرة الأولى.
وعلى ما يبدو كانت تلك الدعوة رداً على سؤال مون: "متى سيتاح لي زيارة الشمال"؟، وخاض الزعيمان حديثاً أثناء سيرهما صوب بيت السلام في المنطقة منزوعة السلاح بين الكوريتين وكانا مغتبطين ويتصافحان داخل البيت فيما بدأا جدول أعمال القمة.
واستقبل الرئيس الكوري الجنوبي مون جيه-إن زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ-أون، وتبادل الاثنان الابتسامات وتصافحا بالمنطقة منزوعة السلاح بين البلدين، في أول قمة للكوريتين منذ أكثر من عقد.
كانت تصريحاتهما الاستهلالية مهمة للغاية على نحوٍ مناسب، إذ تحدثا عن "بدايات جديدة" و"تاريخ جديد"، حتى أنَّ كيم قال إنَّه كان يسأل نفسه أثناء قدومه إلى الاجتماع: "لماذا استغرق الأمر كل هذا الوقت؟". وأخبر كيم أيضاً مون أنَّه على استعداد لزيارته في سيول "في أي وقت مادمت ستدعوني لزياتها".
2- أخيراً مون سيحظى بنوم هادئ
ذكرت تقارير إعلامية أنَّ كيم تعهد لمون بأنَّه لن تكون هناك أي تجارب لصواريخ نووية في المستقبل. وقال لنظيره الكوري الجنوبي: "لقد سمعت أنَّك لم تستطع النوم في الصباح الباكر لعدة مرات لأنَّه كان يتحتم عليك حضور اجتماعات مجلس الأمن القومي بسببنا".
وأضاف فيما بدا كأنَّه تعهدٌ بوقف التجارب: "سأحرص على أنَّ تحظى بنوم هادئ في الصباح الباكر".
ويُعد ذلك بمثابة تكرار لتعهد قطعه عندما زار مسؤولون من كوريا الجنوبية بيونغ يانغ في وقت سابق من هذا العام، لكن تتبقى متابعة إلى أي حدٍّ سيلتزم كيم بهذا التعهد.
وأكد الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون والرئيس الكوري الجنوبي مون جاي أن التزامهما نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة، وقال الزعيمان في بيان مشترك إن "كوريا الجنوبية وكوريا الشمالية تؤكدان هدفهما المشترك بأن تكون شبه الجزيرة الكورية خالية من الأسلحة النووية من خلال القيام بنزع تام لهذه الأسلحة".
3- شقيقة كيم ترافقه
كانت كيم يو جونغ، شقيقة زعيم كوريا الشمالية، إلى جانبه أثناء مراسم الاستقبال الرسمية في بيت السلام، وناولته قلماً لتوقيع سجل الزوار، وأخذت من يديه الورود التي قدمها الأطفال له وجلست إلى جواره وبدأت في تدوين ملاحظات بالتزامن مع بداية المحادثات مع مون.
وسبق لشقيقة زعيم كوريا الشمالية أن زارت كوريا الجنوبية كأول أفراد العائلة الحاكمة في بيونغ يانغ يصل إلى كوريا الجنوبية بداية شهر فبراير/شباط الماضي، واستمرت الزيارة ثلاثة أيام
4- لكنة كيم الجنوبية
رغم أننا سمعنا صوت كيم أثناء حديثه بضع مرات في الخطابات التي كان يلقيها، فلم نسمعه مطلقاً أثناء محادثة حتى يومنا هذا. وقال كيونغ بوك-تشو الصحفي بوكالة Bloomberg الأميركية إنَّ كيم لم يبد وكأن لديه لكنة واضحة و"لن يبدو كشخص أجنبي إذا كان في وسط سيول".
كما أنَّ اختياله الذي كانت تعلوه الابتسامة أثناء سيره صوب مون عند الحدود كان أيضاً مليئاً بالدلالات.
5- انقسامات استراتيجية وسياسية تدعو للقلق
رغم ذلك الإحساس بالتفاؤل، فلا يزال هناك قدر كبير للغاية من الشك حول ما يعنيه السلام في شبه الجزيرة الكورية.
وحذر روبرت كيلي من جامعة بوسان الوطنية في كوريا الجنوبية من أنَّ بيونغ يانغ "لم تتغير حقاً، ولم تقدم أي تنازل ذي معنى حتى الآن"، مضيفاً أنَّه لا تزال هناك انقسامات استراتيجية وسياسية "هائلة" بين الشمال من جانب والجنوب والولايات المتحدة من جانب آخر.
وحذر مالكولم تورنبول رئيس الوزراء الأسترالي من أنَّ "لدينا وضع مبشر لكن غير مجد في شبه الجزيرة الكورية".
ورحب الرئيس الأميركي دونالد ترامب بقمة الكوريتين ووصفها بـ"التاريخية"، لكنه حذر من أن "الأمور لن تتضح إلا بعد مرور بعض الوقت".
وكتب ترامب على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، "بعد سنة عاصفة من إطلاق الصواريخ وإجراء التجارب النووية، يجري الآن لقاء تاريخي بين كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية"، وأضاف "أمور جيدة تحصل لكنها لن تتضح إلا بعد مرور بعض الوقت".