طلبت مانيلا توضيحات، الخميس 26 أبريل/نيسان، بعد طرد سفيرها من الكويت، ما أثار صدمة لدى سلطات الفلبين، وعمَّق الخلاف الدبلوماسي بين البلدين، على خلفية قضية معاملة عاملات المنازل في الدولة الخليجية.
وقالت وزارة الخارجية الفلبينية في بيان، إنها "وجهت مذكرة دبلوماسية إلى سفارة الكويت، عبَّرت فيها عن استغرابها الشديد واستيائها لإعلان السفير ريناتو بيدرو فيلا شخصاً غير مرغوب فيه" في الكويت.
وطالب وزير الخارجية في المذكرة بأن تشرح الحكومة الكويتية أسباب "استمرار اعتقال أربعة فلبينيين، وظَّفتهم السفارة الفلبينية، وإصدار مذكرات توقيف بحق ثلاثة موظفين دبلوماسيين".
وقالت مانيلا إن سفارتها وظفت 3 من الفلبينيين الموقوفين بسبب عمليات إنقاذ عاملات المنازل.
وكان البلدان يتعاونان لحل الخلافات الناجمة عن مقتل عاملة منزل فلبينية عُثر على جثتها مخبَّأة في ثلاجة منزل رب عملها في الكويت، في وقت سابق هذه السنة.
لكن العلاقات شهدت تدهوراً بعدما نشرت الفلبين، الأسبوع الماضي، أشرطة فيديو لموظفين في سفارة الكويت يساعدون عاملات منازل فلبينيات على الفرار من منازل أرباب عملهن، بسبب سوء المعاملة، وهو ما اعتبرته الكويت انتهاكاً لسيادتها.
وقدم وزير الخارجية الفلبيني، آلان بيتر كايتانو، اعتذاراً للكويت، الثلاثاء 24 أبريل/نيسان، لكن مسؤولين كويتيين أعلنوا الأربعاء أنهم أمهلوا السفير ريناتو فيلا أسبوعاً لمغادرة الكويت، واستدعوا السفير الكويتي في مانيلا للتشاور.
"انتهاك" لسيادة الكويت
وأظهر مقطع فيديو متداول على نطاق واسع على شبكات التواصل الاجتماعي، بعد أن نشرته وزارة الخارجية الفلبينية، الأسبوع الماضي، امرأةً تفرّ من منزل قبل أن تستقل سيارة تنتظرها، فيما أظهر مقطع آخر شخصاً يركض بسرعة من مكان يبدو كأنه موقع بناء، قبل أن يقفز في سيارة سوداء.
واعتبرت الكويت تهريب السفارة للخادمات انتهاكاً لسيادتها، ما يزيد من التوتر القائم أصلاً بين البلدين، منذ مقتل خادمة فلبينية، والعثور على جثتها مخبّأة بثلاجة، في فبراير/شباط 2018.
من جهته قال هاري روكي، المتحدث باسم الرئيس الفلبيني رودريغو دوتيرتي للصحفيين "نأمل في ألا يؤدي هذا التطور إلى تدهور إضافي في العلاقات الثنائية بين البلدين".
وتوترت العلاقات بين البلدين في وقت سابق هذه السنة، إثر عثور الأجهزة الأمنية الكويتية على جثة الخادمة الفلبينية جوانا ديمافيليس (29 عاماً)، في ثلاجة شقة رب عملها، ما دفع بالرئيس الفلبيني إلى منع مواطنيه من التوجه للعمل في الكويت، متحدثاً عن تجاوزات كبرى بحق عاملات المنازل.
ووسعت الفلبين مؤخراً الحظرَ الذي تفرضه على عمل مواطنيها في الكويت، بعد توجيه الرئيس دوتيرتي انتقادات حادة للكويت، على خلفية تقارير عن تعرض عمال للاستغلال وسوء المعاملة.
وتحسَّنت العلاقات بعضَ الشيء، حين أصدرت محكمة كويتية في مطلع الشهر الحالي حكماً غيابياً بالإعدام شنقاً بحق لبناني، وزوجته السورية، بتهمة قتل الخادمة الفلبينية.
وإثر الحكم أعلن دوتيرتي هذا الشهر عزمه على زيارة الكويت، لإبرام اتفاق حول شروط عمل الفلبينيين العاملين في الدولة الخليجية، والبالغ عددهم 252 ألفاً. ويعمل أكثر من عشرة ملايين فلبيني خارج البلاد، ويرسلون الأموال إلى عائلاتهم، ما يشكل دعماً كبيراً لاقتصاد البلاد.