إذاً، كل ما قالته موسكو عن عدم صلتها بالروس الذين يقاتلون في سوريا فبركة.. إليك تفاصيل تدريباتهم السرية

عربي بوست
تم النشر: 2018/04/25 الساعة 11:49 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/04/25 الساعة 12:17 بتوقيت غرينتش
Russian President Vladimir Putin and Foreign Minister Sergei Lavrov attend a ceremony to receive credentials from foreign ambassadors at the Kremlin in Moscow, Russia April 11, 2018. Sergei Ilnitsky/Pool via REUTERS

تقول وزارة الدفاع الروسية (الكرملين)، إنه لا صلة لها بمدنيين روس يحاربون في سوريا، إلا أن ما كشفته وكالة رويترز يظهر عكس هذه الرواية الرسمية.

فقد نقلت الوكالة عن مراسلها ما شاهدوه في 3 مناسبات بالآونة الأخيرة، عن نقل مجموعات من الرجال القادمين من دمشق، وهم يتوجهون مباشرة إلى قاعدة تابعة لوزارة الدفاع في مولكينو.

ووفقاً لمعلومات على موقع الكرملين الإلكتروني، فإن مولكينو في جنوب غربي روسيا هي موقع تمركز الفرقة العاشرة من القوات الخاصة الروسية.

وتظهر الوجهة التي يصل إليها الروس القادمون من سوريا، دليلاً نادراً على مهمة روسية سرية بعيداً عن الضربات الجوية وتدريب القوات السورية والعدد الصغير من القوات الخاصة الذي تعترف به موسكو.

الكرملين يهرب من الإجابة

وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، يوم 14 فبراير/شباط، إنه ربما يوجد روس في سوريا "لكنهم ليسوا جزءاً من القوات المسلحة لروسيا الاتحادية".

 وأحال بيسكوف رويترز إلى وزارة الدفاع، عندما سألته لماذا يعود مدنيون يحاربون في سوريا إلى قاعدة عسكرية. ولم ترد الوزارة بعد.

وسُئل ضابط من الفرقة العاشرة للقوات الخاصة، لماذا يدخل أشخاص غير عسكريين القاعدة العسكرية، فأجاب "على حد علمي لا أحد يدخلها… رأيتموهم بالطبع، لكن ينبغي ألا تصدِّقوا كلَّ شيء… ربما يمكنكم ذلك. لكن كيف نستطيع التعقيب على ما تقوم به منظمات أخرى؟".

وتقول عدة مصادر إن أكثر من 2000 متعاقد روسي يحاربون لمساعدة القوات السورية على استعادة أراضٍ من معارضيها.

شركة أجنحة الشام السورية

وذكرت المصادر أن المتعاقدين يسافرون من وإلى سوريا على متن طائرات شركة أجنحة الشام السورية.

وشاهد مراسلو رويترز طائرةً مستأجرةً تتبع شركة أجنحة الشام، وهي تهبط في مطار "روستوف أون دون"، قادمة من دمشق، يوم 17 أبريل/نيسان، ورأوا مجموعات من الرجال يغادرون المطار من مخرج منفصل عن الذي يستخدمه الركاب العاديون.

وركب هؤلاء الرجال 3 حافلات، نقلتهم إلى منطقة يستخدمها موظفو المطار بشكل أساسي. وجلبت حاملة أمتعة حقائب ضخمة، ثم نزل الرجال الذين يرتدون ملابس مدنية من الحافلات ليضعوا حقائبهم فيها، ثم صعدوا مرة أخرى.

غادرت الحافلات المطار بعد ذلك في قافلة متوجهة صوب الجنوب، فيما توقفت حافلتان قرب مقاهٍ على طول الطريق، أما الثالثة فقد توقفت على جانب الطريق.

ووصلت الحافلات الثلاث قرية مولكينو، على بعد 350 كيلومتراً جنوباً، قبل منتصف الليل.

وفي القرية توقَّفت كلُّ حافلة لمدة دقيقة أو اثنتين، عند نقطة تفتيش يراقبها اثنان من أفراد الأمن على الأقل، قبل مواصلة رحلتها. وبعد نحو 15 أو 20 دقيقة عادت الحافلات إلى نقطة التفتيش مرة أخرى وهي خاوية.

وتظهر خرائط أقمار صناعية متاحة علناً أن هذا الطريق يقود إلى منشأة عسكرية.

انحراف

شاهد مراسل رويترز الحافلات وهي تنقل الرجال على الطريق ذاته من المطار إلى مولكينو، يومي 25 مارس/آذار، و6 أبريل/نيسان.

وأبلغ عدد من الأقارب والأصدقاء ومن يجندون المقاتلين رويترز أن متعاقدين خصوصيين روساً لديهم معسكر تدريب في مولكينو، منذ الوقت الذي كانوا فيه يقاتلون في شرقي أوكرانيا، إلى جانب الانفصاليين المؤيدين لروسيا.

ويقول موقع وزارة الدفاع على الإنترنت، إن المنشأة العسكرية معروفة بميدان رمايتها الذي جرى تجديده في الآونة الأخيرة، حيث يتدرَّب الجيش على عمليات مكافحة الإرهاب والمعارك بالدبابات والقنص.

واتَّصلت رويترز بمالكي بعض الحافلات التي تنقل المتعاقدين من المطار. وقالوا إنهم يؤجرون هذه الحافلات، لكنهم رفضوا تحديد هوية المستأجرين. وقال أحدهم إن الرحلة لمولكينو ربما تكون انحرافاً عن الطريق.

وجرى استيراد إحدى الحافلات، وهي من طراز نيوبلان، وتحمل شعار شركة سياحية إلى روسيا عام 2007، وسُجلت أول مرة في بلدة بيتشوري. وسبق أن قاد ديمتري أوتكين الذي تقول ثلاثة مصادر إنه زعيم المتعاقدين، وحدة تابعة للقوات الخاصة كانت متمركزة في بيتشوري.

تحميل المزيد