قُتل صالح علي الصماد، رئيس "المجلس السياسي"، السلطة العليا في التمرد الحوثي، بغارة جوية، الأسبوع الماضي، لقوات التحالف، في حين توعد زعيم المتمردين، عبد الملك الحوثي، بأن مقتله لن "يمر دون محاسبة".
ونشرت وسائل إعلام سعودية فيديو، قالت إنه للحظة قصف سيارته بطيران التحالف، وقالت إنه المطلوب رقم 2 بعد زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي.
ونعت وكالة سبأ، التي يسيطر عليها المتمردون المدعومون من إيران، في بيانٍ، "استشهاد" الصماد، مشيرةً إلى مقتله، ظهر الخميس 19 أبريل/نيسان 2018، في غارة جوية للتحالف على محافظة الحديدة (غرب اليمن).
وأفاد البيان بأن المجلس السياسي "أقرَّ اختيار الأخ مهدي محمد حسين المشاط" رئيساً للمجلس السياسي الأعلى، خلفاً للصماد.
زعيم الجماعة يتوعد
من جهته، توعَّد عبد الملك الحوثي بأن "هذه الجريمة والجرائم الأخرى لن تمر دون محاسبة"، محملاً التحالف الذي تقوده السعودية مسؤولية مقتل الصماد.
ويأتي الإعلان عن مقتل الصماد، بعد ساعات من الإعلان عن مقتل 20 شخصاً على الأقل، وإصابة عشرات آخرين في غارات جوية على حفل زفاف، مساء الأحد 22 أبريل/نيسان 2018، في شمال غربي اليمن.
ويحمّل المتمردون الحوثيون التحالف العسكري، بقيادة السعودية، المسؤولية عن هذه الغارات.
وتراوح عدد القتلى بين 23 و33 شخصاً، وعدد الجرحى ما بين 40 و55 جريحاً، بحسب مختلف المصادر الطبية ومسؤول محلي.
وكتبت منظمة "أطباء بلا حدود"، في تغريدة على تويتر، أن "الغارات أصابت بلدة بني قيس في محافظة حجة، مشيرة إلى نقل 65 جريحاً على الأقل إلى أحد مستشفيات كبرى مدن المحافظة" والذي تديره هذه المنظمة، وبينهم أطفال.
وقالت "أطباء بلا حدود" إن هذه الغارات الجوية بين "الأكثر تدميراً بالمنطقة في الأشهر الأخيرة".
ولم يردَّ المتحدث باسم التحالف العسكري في اليمن والذي تقوده الرياض، على الفور، على طلب وكالة فرانس برس التعليق.
وفي طهران، أدان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، "بشدة"، هذه الغارات، واصفاً إياها بـ"الوحشية".
وقال قاسمي إن "الهجمات على المناطق السكنية والأهداف المدنية، وكذلك منع منظمات الإغاثة الدولية من ممارسة أنشطتها- تشكل انتهاكاً للمبادئ والقواعد الإنسانية".
وأوردت قناة "المسيرة"، التي يسيطر عليها المتمردون، أن هناك 20 قتيلاً و40 جريحاً في الغارة.
ونقلت القناة عن مدير مستشفى حجة، أن هناك 30 طفلاً بين جرحى الغارة، مشيراً إلى أن 3 من هؤلاء الأطفال خضعوا لعمليات بتر أطراف.
أما وكالة سبأ للأنباء، فقالت إن هناك 88 قتيلاً وجريحاً، بينهم نساء وأطفال، مندِّدة بـ"جريمة سعودية جديدة".
وهي ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها حفل زفاف باليمن لغارة. فقد قُتل 131 مدنياً في 28 سبتمبر/أيلول 2015، بغارات استهدفت حفل زفاف في مدينة المخا الساحلية (غرب اليمن).
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2016، قُتل 140 شخصاً في غارة استهدفت قاعة عزاء بصنعاء.
وبدأت السعودية على رأس التحالف العسكري عملياتها باليمن في مارس/آذار عام 2015؛ دعماً للسلطة المعترف بها دولياً، في مواجهة الحوثيين الذين سيطروا على العاصمة ومناطق أخرى.
وفي الأشهر الماضية، كثَّف الحوثيون هجماتهم الصاروخية على السعودية، بينها هجوم أطلقوا خلاله 7 صواريخ على المملكة في 26 مارس/آذار 2018، بالذكرى الثالثة لبدء حملة التحالف.
وتتهم السعودية إيران بدعم المتمردين بالسلاح، الأمر الذي تنفيه طهران.
صواريخ جديدة
واعترضت الدفاعات الجوية السعودية، الإثنين 23 أبريل/نيسان 2018، صاروخين باليستيين أطلقهما المتمردون اليمنيون باتجاه مدينة جازان (جنوب المملكة)، بحسب ما أوردته وسائل الإعلام.
ونقلت وكالة الانباء السعودية بياناً للتحالف العسكري، يؤكد أن "الصاروخين كانا باتجاه مدينة جازان وأُطلقا بطريقة مُتعمَّدة؛ لاستهداف المناطق المدنية والآهلة بالسكان، وقد تمكنت قوات الدفاع الجوي للتحالف من اعتراضهما".
وفي تطور منفصل، قُتل 5 جنود من القوات اليمنية المعترف بها دولياً وأصيب 19، في اندلاع مواجهات عنيفة مع جهاديين، بعد إطلاق حملة في تعز بجنوب غربي البلاد، الإثنين 23 أبريل/نيسان 2018، إثر مقتل موظف في اللجنة الدولية للصليب الأحمر، حسبما أفادت مصادر طبية.
ولم يتضح بعدُ وقوع خسائر في صفوف الجهاديين.
وتسيطر القوات الحكومية على الجزء الأكبر من تعز، في حين يسيطر المتمردون الحوثيون على مناطق عدة بمحيطها.
وكان ضابط الشرطة قال في وقت سابق، إن "محافظ تعز المعيَّن من قِبل الرئيس المدعوم من التحالف العربي، شكَّل أمس (الأحد) حملة من الوحدات الأمنية والعسكرية كافة (…) ضد مواقع تمركز الجماعات المتطرفة".
وأضاف أن "العملية بدأت الإثنين، واندلعت على أثرها اشتباكات عنيفة"، دون أن يتمكن من إعطاء حصيلة محددة بالضحايا.
وكان موظف لبناني في اللجنة الدولية للصليب الأحمر قُتل برصاص مجهولين، السبت 21 أبريل/نيسان 2018، في تعز.
وأدى النزاع في اليمن، منذ التدخل السعودي على رأس التحالف العسكري، إلى مقتل نحو 10 آلاف شخص، في ظل أزمة إنسانية، تعتبرها الأمم المتحدة من بين الأسوأ في العالم حالياً.