ذكر تقرير لشركة توماس كوك للسياحة أن السياح البريطانيين قد عادوا للتوافد إلى مصر وتركيا في مجموعات حاشدة هذا العام، وبحسب ما نقلته صحيفة Independent البريطانية أمس الأحد 22 أبريل/نيسان 2018.
وارتفعت نسبة الحجوزات المتجهة إلى مصر لدى الشركة البريطانية العملاقة بنسبة تزيد 89% عن نظيرتها في عام 2017، فيما حجز عدد من السياح المتجهين إلى تركيا رحلات تزيد بنسبة 84% عن نظيرتها في العام الماضي.
وتعني الزيادة في أعداد السياح المتجهين إلى مصر أن عدد الزوار المتجهين إلى البحر الأحمر قد اقترب مما كان عليه في عام 2015، بحسب الأرقام التي أوردتها الشركة آنذاك.
وفي 31 أكتوبر/تشرين الأول من ذلك العام، تحطّمت طائرة سياحية روسية بعد وقت قصير من إقلاعها من مدينة شرم الشيخ المصرية المطلّة على البحر الأحمر، مما أسفر عن مقتل 224 راكباً، وأفراد طاقم الرحلة الجويّة.
ويُعتقد أنه وُضِعت قنبلة على متن الطائرة أثناء تواجدها على الأراضي المصرية، وبعد 5 أيام من ذلك الحادث المأساوي، منعت حكومة المملكة المتحدة الخطوط الجوية البريطانية من القيام برحلات تتجه من وإلى شرم الشيخ.
ولا يزال الحظر قائماً، على الرغم من إعلان الحكومة المصرية بأن المعايير الأمنية في مطاراتها قد أصبحت الآن تضاهي المستويات العالمية. وخلال العامين الماضيين، كانت توصيات السفر الصادرة عن وزارة الخارجية البريطانية تنص على أن "الحكومة البريطانية ستواصل العمل مع السلطات المصرية من أجل استئناف الرحلات الجوية المنتظمة بين المملكة المتحدة وشرم الشيخ".
وتابع نص البيان الصادر عن الموقع الرسمي للوزارة قائلاً "نحن نتواصل أيضاً مع شركات السياحة حتى يتمكنوا من استئناف تنظيم الرحلات والعطلات في شرم الشيخ بمجرد توافر الترتيبات الأمنية".
وبسبب استمرار الحظر، يبقى معظم السياح البريطانيين في مدينتيّ الغردقة ومرسى علم، على الشاطئ المقابل للبحر الأحمر.
وأشارت شركة توماس كوك إلى أن 51% من الحجوزات لمصر مخصصة للعائلات، أما بالنسبة لتركيا فتبلغ النسبة 61%.
وقالت الشركة إنه "من الواضح أن شهية البريطانيين لأشعة الشمس بسعر معقول تزيد من الإقبال على زيارة الأماكن المفضّلة مجدداً".
السياحة في تونس
وفي فبراير عام 2018، أصبحت توماس كوك أول شركة رحلات سياحية عملاقة في المملكة المتحدة تعود إلى تونس، التي قُتل فيها 30 سائحاً بريطانياً في هجوم إرهابي في يونيو/حزيران 2015.
وأشار بيتر فانكهاوزر، الرئيس التنفيذي لشركة توماس كوك، إلى أن 44% من الحجورات المتجهة إلى تونس هي من نصيب العائلات، وقال "بدأنا بعدد قليل من الفنادق القريبة من بلدة الحمّامات التي نثق أننا نستطيع فيها تقديم الجودة التي يتوقعها عملاؤنا".
وأضاف "لقد نفذت أول مجموعة من رحلاتنا، وكانت الحجوزات قويّة في الأشهر التالية لذلك، وخلال ذلك، اتبع التونسيون طريقتهم في إشعار عملائنا بالترحيب، مع التزامنا بترتيبات العودة لتلك الوجهة السياحية، ونتيجة لذلك، قمنا بزيادة جدول رحلاتنا الجوية المتجهة إلى تونس ليشمل 11 رحلة أسبوعياً في هذا الصيف".
وتُحذّر وزارة الخارجية البريطانية من أن "الإرهابيين مازالوا سيحاولون على الأرجح شن هجمات في تونس".
وقالت توماس كوك إن المخاوف الأمنية، إلى جانب انهيار شركات مثل مونارك، يغيران وجهة المسافرين من تفضيل الرحلات المستقلة إلى العطلات المُنظمة من قِبل شركات.
وقالت الشركة إن "حالة عدم الاستقرار السياسي القائمة، إلى جانب الفشل المؤسف الذي شهدته الشركات السياحية في السنوات الأخيرة قد أثّر بلا شك على قرار الناس بالتفكير مجدداً في كيفية قضاء عطلاتهم".
وتتبع شركة توماس كوك نهج أكبر منافسيها، شركة TUI، في إضافة أماكن مميزة للإقامة، وتخفيض تكاليف السفر، وأشارت الشركة إلى أن حجوزات السفر على درجة الخمس نجوم قد ارتفعت بنسبة 38%، وانخفضت الرحلات المستقلة في صيف 2018 بنسبة 9%.
وقالت الشركة "إذا كان المسافرون قلقين بشأن الاقتصاد، أو خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، أو أي كارثة مالية وشيكة، فإنهم يقومون بعمل جيد لإخفاء ذلك".
ويستمر الإقبال على حجز السفر عبر الهواتف المحمولة؛ حيث يتم إجراء 23% من حجز العطلات لدى توماس كوك عبر الإنترنت، بينما تشير الإحصائيات إلى أن حجز واحد من بين كل 5 حجوزات للسفر عبر خطوط توماس كوك الجويّة يتم عبر الهاتف المحمول.