قدمت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي اعتذاراً شخصياً الثلاثاء 17 أبريل/نيسان 2018 إلى زعماء دول الكاريبي بعد أن هددت حكومتها بترحيل مواطني تلك الدول الذين جاءوا إلى بريطانيا في خمسينيات وستينيات القرن الماضي.
وفي اجتماع في مقر الحكومة قالت ماي لممثلي الدول الكاريبية الـ12 الأعضاء في الكومنولث بأنها تأخذ هؤلاء المهاجرين "على محمل الجد".
وقالت في الاجتماع الذي تم ترتيبه على عجل "أود أن أعتذر لكم اليوم، لأننا آسفون حقاً لأي قلق تسببنا به".
وأضافت "أريد أن أزيل أي انطباع بأن حكومتي تقوم بحملة من أي نوع على مواطني الكومنولث خاصة من دول الكاريبي".
وواجهت الحكومة غضباً لمعاملتها للأشخاص الذين جاءوا إلى بريطانيا بين الأعوام 1948 عندما وصلت أول مجموعة من المهاجرين من الهند الغربية، وحتى مطلع السبعينيات.
وتمت دعوة هؤلاء وأهاليهم للمساعدة في إعادة بناء بريطانيا بعد الحرب العالمية الثانية، وأصبح العديد منهم بريطانيين بشكل قانوني، فقد ولدوا بينما كانت بلادهم لا تزال مستعمرة، وتم منحهم تصريحاً مفتوحاً للبقاء في البلاد.
ولكن الذين لم يرتبوا أوراقهم يعاملون الآن على أنهم غير قانونيين، وهو ما يحد من إمكانية حصولهم على الوظائف والرعاية الصحية ويعرضهم للطرد إذا لم يقدموا دليلاً على معيشتهم في بريطانيا.
وتسببت هذه المسألة بحرج كبير للحكومة لتزامنها مع اجتماع قادة حكومات دول الكومنولث ال53 في لندن.
ووقع أكثر من 140 عضواً في البرلمان رسالة موجهة لرئيسة الوزراء تيريزا ماي تدعوها لحل مشكلة غريبة من نوعها تتمثل في أن العديد من الأشخاص الذين وصلوا إلى بريطانيا وهم أطفال بين عامي 1948 و 1971 يحرمون من الخدمات الصحية وفرص العمل وفي بعض الأحيان يُهددون بالترحيل.
وقالت في رد للبرلمان "لا أريد لأي من مواطني الكومنولث الذي قدموا إلى هنا بشكل مشروع أن يتأثروا بهذا الشكل وفي الحقيقة فإن بعض الأساليب التي جرت معاملتهم بها كانت خاطئة ومروعة وأنا آسفة".
وأضافت "ولهذا السبب سأنشئ قطاعاً جديداً في وزارتي لضمان أن يكون لدينا أسلوب جديد لتنظيم هذا الوضع".