من المقرر أن يبدأ مفتشون من منظمة حظر الأسلحة الكيماوية عملهم في دوما قرب العاصمة السورية السبت 14 أبريل/نيسان 2018. وبالإضافة إلى جمع العينات، سيبحثون عن أدلة أخرى تساعد في تحديد ما إذا كانت موادُّ سامة محظورة قد استُخدمت في هجوم السابع من أبريل/نيسان 2018. وليس من شأن بعثة تقصي الحقائق هذه أن تلقي باللائمة على أي طرف.
وفيما يلي، عرض لأهداف المفتشين والتحديات التي تقابلهم:
العينات
هناك أولوية قصوى تتمثل في جمع العينات، سواء البيئية مثل التربة، أو العضوية مثل الدم من الضحايا، أو من مكان الهجوم.
ويتم إرسال العينات إلى المعمل الرئيسي لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية في هولندا. ويجري تقسيم العينات بشكل عام إلى 4 أجزاء في بعض الحالات، ثم ترسَل إلى معامل وطنية مستقلة تعمل مع المنظمة.
والمفتشون مقيَّدون بمعايير صارمة تتطلب وجودهم عند أخذ العينات، ومن الضروري أن تبقى تلك العينات بحوزتهم. وفي الماضي، عمل مفتشو المنظمة مع طاقم طبي من منظمة الصحة العالمية، أخذوا العينات من الضحايا وقدَّموا الشهود. ويمكن أن تكون العينات العضوية دماً أو بولاً أو خلايا.
الأدلة
عندما تُؤخذ العينات البيئية من دوما سيكون قد مرَّ أسبوع على الهجوم المزعوم. وسيصعِّب هذا جمع أدلة أكثر مما يتيحه مسرح جريمة عادي تصل إليه السلطات غالباً في غضون ساعات. وسيعمل فريق منظمة حظر الأسلحة الكيماوية بأسرع ما يمكن لجمع أي عينات من غاز الكلور أو السارين وهما اللذان تأكد سابقاً استخدامهما في الحرب الأهلية السورية، وكذلك جمع عينات من أي مواد كيماوية سامة أخرى.
ويتطاير الكلور بسرعة فائقة، وفي بعض الحالات لا يتبقى له أثر بعد يوم. ويمكن العثور على مركبات كيماوية أخرى مثل السارين بعد أيام أو حتى أسابيع من استخدامها.
وسيبحث المفتشون أيضاً عن أدلة أخرى مثل شظايا أسطوانات الغاز أو الصواريخ أو القنابل وأماكن الضربات والحُفر التي أحدثتها، ويلتقطون صوراً وتسجيلات مصورة لها. وفي الغالب، تحتوي الوسائل المستخدمة في نقل الأشياء على آثار المواد الكيماوية.
الشهود
تحدَّث الشهود عن سماع أصوات سقوط البراميل المتفجرة من الجو. واستُخدمت تلك البراميل على نطاق واسع في الحرب السورية، ووثَّقت ذلك بعثةُ لتقصي الحقائق تابعة لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية. وتكوَّن بعضها من أسطوانات كلور وشحنة متفجرة. وإذا وُجدت هذه البراميل فيمكن أن تكون دليلاً على هجوم كيماوي.
وسيُجري الفريق مقابلات مع العاملين في الطوارئ والناجين والفرق الطبية التي عالجت الضحايا وغيرهم من الشهود؛ لتحديد ما إذا كانوا عانوا الأعراض المصاحبة للمواد الكيماوية. ويمكن أن يكون من تلك الأعراض الاختناق أو رغاوي الفم أو ضيق حدقة العين أو التشنجات أو التبول أو التغوط اللاإرادي.
المخاطر الأمنية
توقف القتال بين القوات السورية والمعارضة المسلحة في دوما، وهي مدينة بالغوطة الشرقية لدمشق، لكن المخاطر الأمنية لا تزال قائمة. وتعرَّض مفتشون مرتين لإطلاق النار بينما كانوا يحاولون دخول مواقع الأسلحة الكيماوية في سوريا.
في أغسطس/آب 2013، تعرضوا لإطلاق الرصاص من قناص قرب الغوطة الشرقية، حيث تعرض مئات لهجوم بغاز السارين.
وفي مايو/أيار 2014، أصابت متفجرات ونيران بنادق آلية قافلة سيارات تقل مفتشين، كانت في طريقها إلى مدينة كفر زيتا الواقعة بشمال محافظة حماة. وسقط المفتشون في قبضة المهاجمين فترة قصيرة، لكن لم تلحق بأي منهم إصابة خطيرة في الهجوم. ولم يتم التوصل إلى هوية الجناة.