قال مسؤولان أميركيان مطلعان، إن الرئيس الأميركي دونالد ترمب طالب في اتصال هاتفي مع العاهل السعودي الملك سلمان، هذا الشهر، بأن تنهي المملكة وشركاؤها العرب سريعاً نزاعاً مستمراً منذ نحو عام مع قطر، تسبَّب في انقسام حلفاء الولايات المتحدة بالمنطقة.
مهلة ونبرة قوية
تأتي هذه الأنباء في وقت تناولت فيه الصحف الأميركية أنباء عن أن الإدارة الأميركية تُسرع الخطى لحل الخلاف الدبلوماسي بين قطر وجيرانها الخليجيين، وأنَّها تشعر بقلقٍ متزايد من ميل الدوحة إلى فلك إيران السياسي والاقتصادي.
وذكر المسؤولان اللذان تم إطلاعهما على المحادثة، وطلبا عدم الكشف عن هويتيهما كي يتحدَّثا بحرية عن اتصالات دبلوماسية رفيعة المستوى، أن ترمب يريد تسوية الخلاف من أجل استعادة الوحدة بين دول الخليج العربية، وتوحيد الجبهة أمام إيران.
ووصف أحد المسؤولين نبرة ترمب في الاتصال الذي جرى، في الثاني من أبريل/نيسان مع الملك سلمان، بأنها كانت "قوية". ولم يتضح كيف ردَّ العاهل السعودي.
وقال المسؤول "ينصبُّ تركيز الرئيس دوماً على إيران وبرامجها النووية والصاروخية، التي تُهدِّد دولَ الخليج جميعاً، وكذلك إسرائيل، وأكد أن خصومة السعوديين والإماراتيين مع قطر لا منطق لها".
ولم ترد المتحدثة باسم البيت الأبيض والسفارة السعودية في واشنطن على طلب للتعليق.
وأكد مسؤول ثانٍ مطَّلع على الاتصال، أن ترمب أصرَّ على حلِّ الخلاف بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الست خلال 3 أسابيع، لأسباب من بينها قرار وشيك بشأن إيران.
وحدَّد ترمب مهلةً تنتهي في 12 مايو/أيار، لتلتزم القوى الأوروبية بتحسين الاتفاق النووي المبرم عام 2015 مع إيران، وإلا ستنسحب واشنطن منه.
وليس واضحاً إن كانت حملة الضغط على الخليج التي يشنها ترمب ستنجح. ولا توجد مؤشرات تذكر على تقارب بين قطر وجيرانها الخليجيين.
فالمؤشرات التي تصدر من التصريحات السياسية في الخليج لا توحي بأي نوع من التقارب على الأرض، فالاقتراح الأخير الذي كشفته السعودية بحفر قناة على طول الحدود السعودية-القطرية، ستحول قطر من شبه جزيرة إلى جزيرة كاملة، ويأتي في إطار التصعيد بين البلدين.
فهذا المشروع سيفصل قطر جغرافياً عن السعودية، وهي الدولة التي تشترك معها بحدود برية، والتي أغلقت تماماً بناء على التوجيهات الصادرة من القيادة السعودية، عقب اندلاع الأزمة الخليجية بشهر يونيو/حزيران 2017.
وفي نصٍّ مكتوب للمكالمة بين ترمب والملك سلمان أصدره البيت الأبيض، جاء أن الرئيس الأميركي "أكد أهمية حل النزاع الخليجي واستعادة وحدة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، للتصدي لنفوذ إيران الخبيث، وهزيمة الإرهابيين والمتطرفين".
لكنَّ النصَّ لم يتطرَّق إلى نبرة ترمب القوية، أو يتحدث عن مهلة أميركية لحل النزاع.
وبحث ترمب الخلاف في اتصال هاتفي، في السادس من أبريل/نيسان، مع ولي عهد أبوظبي الأمير محمد بن زايد، وفي اجتماع بالبيت الأبيض يوم الثلاثاء مع أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني.
ويمثل طلب الرئيس الأميركي التحرك سريعاً لإنهاء الخلاف تغيّراً، ففي بداية الأزمة انحاز علناً للسعودية والإمارات، وهو ما عقّد جهود وزير الخارجية آنذاك ركس تيلرسون للوساطة.
انتصار مهم لقطر
وقالت صحيفة New York Times، إن قطر سوف "تسجل انتصاراً مهماً، خلال زيارة الأمير تميم بن حمد آل ثاني إلى واشنطن، إذا ما أعلن الرئيس الأميركي أثناء اللقاء المرتقب، كما هو متوقع، أنَّه ينظر الآن إلى منافسي قطر باعتبارهم حجر عثرة في طريق إيجاد حلٍّ لنزاعٍ إقليمي مهم"، على حد قول الصحيفة.
وكانت الولايات المتحدة، قد وافقت الإثنين الماضي على بيع صواريخ موجَّهة بقيمة 300 مليون دولار إلى قطر، عشية لقاء الرئيس الأميركي دونالد ترمب المقرَّر مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
وينظر المحللون السياسيون إلى استقبال الرئيس الأميركي للأمير تميم في البيت الأبيض، على أنه تحوُّل في موقف الرئيس الأميركي، الذي وَصف قطر ذات يوم بأنَّها "راعية للإرهاب"، مقارنة بما قاله مسؤول بارز بالإدارة الأميركية، الإثنين 9 أبريل/نيسان، بأنَّه "تعاطفٌ مع معاناة الدوحة المستمرة، تحت الحصار الرباعي الذي تم فرضه، في يونيو/حزيران الماضي، وتقوده السعودية والإمارات"، بحسب تقرير سابق لـ The New York Times الأميركية.