غادر قائد فصيل جيش الإسلام عصام بويضاني الغوطة الشرقية، الأربعاء 11 أبريل/نيسان 2018، وسلَّم مقاتلوه كافة أسلحتهم الثقيلة، بموجب اتفاق إجلاء من مدينة دوما أعلنت عنه دمشق، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الخميس.
وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية "معظم قيادات جيش الإسلام، وبينهم عصام بويضاني، من الصف الأول غادرت دوما فجر الأربعاء، ووصلت إلى الشمال السوري مساء"، مشيراً إلى أن مقاتلي الفصيل المعارض "سلَّموا كافة أسلحتهم الثقيلة، وبينها مدرعات ودبابات وراجمات صواريخ، إلى الشرطة العسكرية الروسية الأربعاء أيضاً".
الأسد يرفع العلم على دوما
إلى ذلك أعلنت وزارة الدفاع الروسية، الخميس 12 أبريل/نيسان 2018، أنه تم رفع العلم السوري في مدينة دوما، قرب دمشق، ما اعتبرته مؤشراً على أن القوات الحكومية سيطرت على الغوطة الشرقية بالكامل.
لكن لم يصدر أي تأكيد بعد من قبل النظام السوري بشأن السيطرة على دوما، التي كانت آخر جيب للفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية.
وقال رئيس "المركز الروسي للمصالحة بين الأطراف المتحاربة في سوريا" الجنرال يوري يفتوشينكو، وفق وكالة "إنترفاكس"، "وقع اليوم حدث هام للغاية في تاريخ سوريا، حيث رُفع علم النظام فوق مبنى في مدينة دوما، ما يعد مؤشراً على السيطرة عليها، وبالنتيجة على الغوطة الشرقية كاملة".
وبثَّ التلفزيون الروسي مشاهدَ تُظهر العلم السوري معلقاً على مبنى لم يتم تحديده، فيما بدت حشود تلوّح بالأعلام السورية، وسط أبنية تحمل آثار القصف.
وأفادت وزارة الدفاع الروسية الخميس كذلك، أن شرطتها العسكرية بدأت بتسيير دوريات في دوما غداة الإعلان عن خطة الانتشار.
ونقلت وكالة "ريا نوفوستي" عن بيان لوزارة الدفاع، أنه "من اليوم، تعمل وحدات الشرطة العسكرية التابعة للقوات المسلحة الروسية في مدينة دوما. إنهم ضامن للحفاظ على القانون والانضباط في المدينة".
وذكر الجيش الروسي أن الوضع في دوما يعود إلى طبيعته، فيما تم اجلاء 166644 شخصاً من المدينة عبر ممر إنساني.
وانتشرت الشرطة العسكرية الروسية داخل دوما هذا الأسبوع، في إطار اتفاق مع جيش الإسلام الذي سيطر عليها لسنوات.
والأحد الماضي، توصَّلت الدفاع الروسية لاتفاق مع فصيل "جيش الإسلام"، الذي ينتشر في دوما بالغوطة الشرقية، قرب العاصمة دمشق، يقضي "بوقف إطلاق النار واستئناف انسحاب المسلحين وعائلاتهم من المدينة، وعددهم 40 ألفاً، إلى مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة شمالي سوريا".
جاء ذلك غداة مقتل 78 مدنياً على الأقل وإصابة المئات، جراء هجوم كيميائي للنظام السوري على دوما، آخر منطقة تخضع للمعارضة في الغوطة الشرقية بريف دمشق، حسب مصدر طبي.
استمرار عمليات الإجلاء
وبدأت عمليات الإجلاء من دوما، في 2 أبريل/نيسان الجاري، وتم إجلاء حوالي 5 آلاف مدني منها إلى شمالي البلاد.
ووصلت مدينة الباب، بمحافظة حلب، شمالي سوريا، امس الأربعاء، القافلة الـ18 لمهجري الغوطة الشرقية.
والقافلة هي السادسة لمهجري مدينة دوما، والـ18 لمهجّري مختلف المدن والبلدات المجاورة.
وتتألف القافلة من 85 حافلة، على متنها 3 آلاف و860 شخصاً من قوات المعارضة وأسرهم، وهناك مصابون جراء الهجوم الكيميائي الأخير.
ومن بين المهجّرين بحسب الأناضول 1021 امرأة، و1500 طفل، وقافلتهم وصلت الباب بسلام، رفقة 3 سيارات إسعاف.
ومن المزمع أن يتم إيواء هذه الدفعة في مركز مؤقت بمدينة أعزاز، إلى الشمال الغربي من الباب، ضمن منطقة درع الفرات أيضاً.