انطلقت الانتخابات الأحد 8 أبريل/نيسان 2018 في المجر، حيثُ يسعى رئيس الوزراء فيكتور أوربان للفوز بفترة ولاية ثالثة على التوالي.
وبعد حملة انتخابية ركَّزت حصراً على التهديد الذي يُشكِّله المهاجرون، من المتوقع أن يفوز حزب فيديز الذي ينتمي إليه أوربان بأغلبيةٍ في البرلمان، بحسب تقرير نشرته صحيفة The Guardian البريطانية.
لكنَّ الجهود المتأخرة للتنسيق بين صفوف المعارضة إلى جانب سلسلةٍ من فضائح الفساد المحيطة بالحكومة منحت خصوم أوربان بصيص أمل.
سطع نجم أوربان في أواخر الثمانينيات كشابٍ ليبرالي ينادي بانسحاب القوات السوفيتية من المجر، تحول على مدار السنوات إلى قوميّ يمينيّ. وتولَّى رئاسة الوزراء لولايةٍ واحدة بين عامي 1998 و2002، ثُمَّ انضم إلى المعارضة لثماني سنوات إلى أن فاز حزبه فيديز بأغلبية الثلثين في البرلمان عامي 2010 و2014.
معاداة اللاجئين لاكتساب للأصوات
وأصبح خطاب أوربان بشأن اللجوء حاداً على نحوٍ متزايد منذ أزمة اللاجئين ومعظمهم من السوريين في 2015. حيث أقامت حكومته سوراً بطول حدود البلاد الجنوبية لمنع المهاجرين من اجتيازها، وادَّعى رئيس الوزراء أنَّه يحارب مؤامرة تهدف إلى تدمير المجر يقودها الملياردير المجري-الأميركي جورج سوروس.
وقال أوربان في آخر خطابات حملته الانتخابية أول أمس الجمعة 6 أبريل/نيسان: "سيتحدد يوم الأحد مستقبل المجر لعقودٍ مقبلة بصورةٍ يتعذَّر إصلاحها. إذا انخفضت الضرائب، وإذا فتحوا الحدود، وإذا دخل المهاجرون البلاد، لن يكون هناك سبيلٌ للتراجع".
تشير استطلاعات الرأي إلى وجود عددٍ أكبر من الأشخاص الذين يدعمون إجراء تغيير في الحكومة، مقارنةً بنظرائهم الراغبين في ولايةٍ جديدة لأوربان، لكنَّ النظام الانتخابي المجري قد يمنح أكبر الأحزاب أغلبيةً برلمانية قوية حتى لو لم يفز بأغلبية مطلقة من الأصوات.
ويقول المحللون إنَّه برغم ظهور عددٍ من فضائح الفساد التي تورط فيها مسؤولون كبار بحزب فيديز، فإنَّ الخطاب المعادي للهجرة نجح إلى حدٍ كبير في تعزيز قاعدة الناخبين الأساسية للحزب.
يُضاف إلى ذلك عددٌ من التغييرات التي أُدخِلت على النظام الانتخابي في السنوات الأخيرة، والتي على الأرجح ستفيد معظمها حزب فيديز، إلى جانب المعارضة المفتتة التي عانت لتشكيل جبهةٍ موحدة ضد أوربان.
معارضة ليبرالية هشة
يُعَد حزب جوبيك أقوى قوة معارضة في البلاد، وهو حزبٌ يميني متطرف أعاد في السنوات الأخيرة الترويج لنفسه باعتباره قوةً ضد الفساد تنتمي إلى يمين الوسط. وبينما انتقل أوربان أكثر باتجاه اليمين، انتقل حزب جوبيك باتجاه الوسط، ولو أنَّ معظم حملته الانتخابية لا تزال تُركِّز على مناهضة الهجرة ومناهضة الاتحاد الأوروبي.
وتتألَّف المعارضة الليبرالية من عددٍ من الأحزاب الأصغر، التي شاركت في محادثاتٍ تهدف إلى التعاون في ما بينها بهدف تعظيم فرصها. لكن هذه الأحزاب -مع وجود بعض الاستثناءات- عجزت عن الاتفاق على إستراتيجيةٍ لسحب مرشحيها من أجل تقديم مرشح ليبرالي واحد في الانتخابات.
وقدَّمت بعض مجموعات المواطنين نصائح تتعلَّق بالتصويت التكتيكي، وأرشدوا الناخبين الراغبين في انتخاب أي مرشح آخر بخلاف أوربان إلى أفضل الخيارات المتاحة في كل دائرة انتخابية.
وترغب المعارضة على الأقل في حرمان حزب فيديز من أغلبية الثلثين، التي تسمح له بإجراء تعديلاتٍ على الدستور. وأقصى آمالها هو أن تُمكِّن نسبة إقبال كبيرة في الانتخابات من تجريد أوربان تماماً من الأغلبية التي يتمتع بها، لكن سيظل فيديز أكبر الأحزاب، وحينها ستبدأ مرحلة فوضوية من مفاوضات تشكيل ائتلافٍ حكومي.