قدَّم موظفان في البيت الأبيض على التوالي، استقالتهما هذا الأسبوع، نتيجة اتهامات بالعنف الأسري، في فضيحة جديدة تثير تساؤلات عن قرارات الرئيس دونالد ترامب، وتلطِّخ الدائرة المقربة منه، وخصوصاً كبير الموظفين جون كيلي ومساعِدته هوب هيكس.
واستقال كاتب الخطابات في البيت الأبيض ديفيد سورنسن، نافياً اتهامات زوجته له بالعنف الأسري، وذلك بعد ساعات على توجيه انتقادات لترامب؛ لتمنِّيه لسكرتير موظفي البيت الأبيض، روب بورتر، "مسيرة رائعة"، عقب استقالته، وسط اتهامات مماثلة.
وبورتر الذي ينفي اتهامات زوجتيه السابقتين؛ إحداهما نشرت صورة لها وحول عينها كدمة، عمل في قلب البيت الأبيض خلال السنة الأولى من إدارة ترامب، رغم عدم حصوله على تصريح أمني كامل.
واستقال من منصبه الأربعاء 7 فبراير/شباط 2018، بعد أن أصبحت الاتهامات علنية.
وترامب، المتهم بدوره، بمضايقات أو اعتداءات جنسية من قِبل أكثر من 20 امرأة، أجَّج الفضيحة بعد أن أشاد ببورتر، وقال إن أمامه مستقبلاً مشرقاً.
ولم يأتِ ترامب على ذكر الزوجتين السابقتين أو المزاعم عن العنف الأسري.
وقال ترامب في المكتب البيضاوي: "بالتأكيد، نتمنى له الخير، وهو يمر بمرحلة عصيبة".
وأضاف: "لقد قام بعمل جيد جداً عندما كان في البيت الأبيض، ونتمنى له مسيرة رائعة".
وتابع: "كما تعلمون على الأرجح، قال إنه بريء، وأعتقد أن عليكم أن تتذكروا ذلك".
واستدعى ذلك توبيخاً من ديمقراطيين، مثل العضوة في مجلس الشيوخ نيديا فيلاسكيز، التي هاجمت "ثقافة كراهية النساء" في البيت الأبيض.
بدوره، أشاد كبير موظفي البيت الأبيض، جون كيلي، الذي كان على علم بالاتهامات، بسلوك بورتر في البيت الأبيض، مؤكداً أن "كل شخص له حق الدفاع عن سمعته".
أما المساعدة هوب هيكس، أكثر المقربين من ترامب على الأرجح، فقد ساعدت في صياغة الرد على الفضيحة بصفتها مديرة الاتصال، رغم ارتباطها بعلاقة غرامية مع بورتر.
وقال نائب المتحدث باسم البيت الأبيض راج شاه، إن البيت الأبيض لم يكن يعلم حتى ساعة متأخرة من الخميس 8 فبراير/شباط 2018، بالاتهامات ضد سورنسن.
وقال شاه: "واجهنا الموظف على الفور، نفى المزاعم واستقال اليوم".
وقالت زوجة سورنسن السابقة، جيسيكا كوربت، لصحيفة "واشنطن بوست"، إنه خلال فترة زواجهما قاد السيارة فوق قدمها، وأطفأ سيجارة في يدها، ودفعها على حائط، وأمسكها من شعرها، لكنها لم تبلّغ عن تلك الحوادث؛ نظراً إلى علاقة زوجها آنذاك بأجهزة تطبيق القانون.
وفيما لم يتطلب منصب سورنسن، ككاتب خطابات لمجلس الجودة البيئية، تصريحاً أمنياً، قالت كوربت إنها وصفت سلوكه لمكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) في أثناء تحقُّق المكتب من خلفية سورنسن في الخريف.
مقلق
قالت النائبة الديمقراطية آن ماكلين كاستر إن "بقاء روب بورتر في موقع يتمتع بنفوذ، أمر يبعث على القلق… حتى بعد كشف الأنباء عن العنف الأسري -على ما يبدو- بين كبار موظفي ترامب".
ووجَّه كوري ليواندوسكي، المقرب من ترامب والمدير السابق لحملته، والذي كان سابقاً على علاقة غرامية بهيكس، اللوم إلى كيلي، الجنرال السابق في مشاة البحرية الأميركية.
وقال ليواندوسكي لشبكة "فوكس نيوز": "الجنرال موجود هناك لتطبيق السياسات والعمليات والإجراءات. وفي هذه الحالة، لم تنفع تلك، ويتعين أن نعرف السبب".
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن ترامب "والعديد" من موظفي البيت الأبيض، انزعجوا من دعم كيلي لبورتر وإصراره -على نحو كاذب- على أنه سعى بشدةٍ لطرده بعد تكشُّف اتهامات العنف الأسري.
"القيام بعمل أفضل"
انتُخب ترامب رئيساً بعد حملة وعد فيها بجلب "أفضل الأشخاص" معه؛ "لتجفيف المستنقع" في واشنطن.
وفي الحقيقة، بذل ترامب جهوداً كبيرة لإحضار موظفين من مستويات رفيعة، فيما نأى العديد من المحترفين وأصحاب الخبرة بأنفسهم.
وقال شاه للصحفيين: "كان بمقدور الكثير منا القيام بعمل أفضل"، وذلك في تعبير نادر عن الأسف من البيت الأبيض منذ وصول ترامب.
ورفض شاه الخوض في التفاصيل حول كيف ومتى أصبح كيلي على معرفة بالمزاعم، أو حول دور هيكس في صياغة رد البيت الأبيض.
وحتى الساعات القليلة التي سبقت مغادرة سورنسن منصبه، كان البيت الأبيض يشيد به ويصفه بأنه موظف متميز ومتكامل.
وقالت المتحدثة سارة ساندرز: "روب بورتر كان فعالاً في دوره كسكرتير للموظفين. ولدى الرئيس وكبير الموظفين ثقة تامة بقدراته وأدائه".
وفي مقابلة مع شبكة "سي إن إن"، سردت زوجة بورتر السابقة، جينيفر ويلوبي، تفاصيل حول عن مزاعم العنف الأسري، وقالت إنها خلال زواجها كانت تعيش "في خوف دائم… لعدم معرفتي ما يمكن أن أفعله لتفجير الوضع".
وتهز إدارة ترامب فضائح ومغادرة موظفين.
ويعتبر بورتر من موظفي البيت الأبيض النادرين الذين كانوا يعرفون واشنطن جيداً. وكان يحظى باحترام كبير، ويعد جيداً في عمله.