أُقيل النائب الأوروبي البولندي القومي ريشار تشارنيتسكي، الأربعاء 7 فبراير/شباط 2018، من منصب نائب رئيس البرلمان الأوروبي، بعدما شتم نائبة أخرى شبَّهها بمتعاونة مع النظام النازي لكشف اليهود.
فقد قرر النواب الأوروبيون الذين عقدوا جلسة عامة في ستراسبورغ، بـ447 صوتاً في مقابل 196 صوتاً، أن يُنهوا قبل الأوان مهام نائب الرئيس تشارنيتسكي؛ بسبب "خطأ فادح" في إجراءٍ غير مسبوق بالبرلمان، لم يؤخذ فيه امتناع 30 نائباً عن التصويت في الاعتبار.
لكن تشارنيتسكي بقي نائباً في البرلمان.
وشبَّه هذا النائب، من حزب القانون والعدالة القومي المحافظ الذي يتولى الحكم في بولندا، على مدوَّنة مواطِنته روزا تون (يمين)، بالمتعاونين البولنديين مع النازيين خلال الحرب العالمية الثانية، الذين كانوا يسلِّمونهم يهوداً في مقابل المال، مستخدماً كلمة عامية مهينة باللغة البولندية (شمالكوفنيك).
ورفض تشارنيتسكي، (55 عاماً)، الاعتذار خلال مقابلة إذاعية.
وكان رؤساء 4 مجموعات سياسية في البرلمان (اليمين، والاشتراكيون الديمقراطيون، والليبراليون، والخضر) كتبوا في يناير/كانون الثاني 2018 لرئيسه، أنطونيو تاجاني؛ "للتنديد بتصريح غير مقبول ومنحط"، وطلب "عقوبات نموذجية" عن "هذا الموقف المؤسف".
وقالت روزا تون، التي كانت انتقدت على شبكة التلفزيون "أرتي" السياسة القومية للحكومة البولندية الحالية، لوكالة الصحافة الفرنسية: "إنه لأمر جيد أن يكون عدد كبير من الناس قد صُدموا. لا يمكن التساهل مع هذا الأمر".
من جهته، صرح تشارنيتسكي لمحطات تلفزيون بولندية بأنه سيواصل "الدفاع عن مصالح بلده" وانتقاد النواب الأوروبيين المعارضين "الذين يَجْرون إلى وسائل الإعلام الأجنبية وهم يحملون اتهامات مهينة" تستهدف بلدهم.
ورداً على سؤال لشبكة "بولسات"، قالت تون إن تشارنيتسكي "بدَّد الفرصة" التي يمثلها لبولندا شغْل منصب نائب رئيس البرلمان الأوروبي. ورفضت ما ذكره عن "الاتهامات المهينة".
وقالت: "يجب التحقق في القاموس مما تعنيه هذه العبارة، وعدم الخلط بينها وبين تبادل الآراء المهمة في السياسة الأوروبية".
ولم تؤثر القضية على ولاية تشارنيتسكي في البرلمان الأوروبي، وبات يتعين اختيار نائب رئيس جديد من مجموعته السياسية (المحافظون).
ويضم البرلمان الأوروبي 14 نائب رئيس.