توفي، الإثنين 5 فبراير/شباط 2018، المجاهد مصطفى بن عودة، أحد أعضاء مجموعة 22 التي خططت لتفجير الثورة الجزائرية (1954-1962) ضد الاستعمار الفرنسي.
وذكرت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية أن عمار بن عودة، تُوفي بأحد مستشفيات بروكسل في بلجيكا، عن عمر ناهز 93 عاماً، إثر معاناته مرضاً عضالاً.
ووُلد عمار بن عودة، واسمه الحقيقي "مصطفى بن عودة "، في 27 سبتمبر/أيلول 1925، بمحافظة عنابة (شرق البلاد).
وبن عودة، هو أحد قدماء المحاربين وعقيد سابق في جيش التحرير الوطني (1954-1962)، كما يعد عضواً في "مجموعة 22" التي اجتمعت بحي المدنية (الجزائر العاصمة) بتاريخ 25 يوليو/تموز 1954، وخططت لتفجير الثورة التحريرية.
وبوفاة المجاهد عمار بن عودة، يكون قد بقي مجاهد واحد فقط من أعضاء "مجموعة 22" على قيد الحياة، وهو عبد القادر عمودي.
وكان بن عودة أحد أعضاء الوفد الجزائري الذي أدار مفاوضات إيفيان (20 مايو/أيار 1961-18 مارس/آذار 1962) مع فرنسا والتي أفضت إلى استقلال البلاد في 5 يوليو/تموز 1962.
وانخرط بن عودة في الحركة الكشفية الجزائرية في الثلاثينيات عبر فوج "منى" وكان يعمل بسرية ضد الاستعمار، إلى أن أُلقي عليه القبض سنة 1944. وصدر بحقه حكم بالسجن سنتين وغرامة مالية قدرها 60 ألف فرنك فرنسي أنذاك.
وبعد خروجه من السجن، واصل نضاله إلى أن أعلن في سنة 1947 تأسيس المنظمة الخاصة (تنظيم شبه عسكري لدعم الثورة) التي عُيّن فيها مسؤولاً عن قطاع عنابة (شرق البلاد).
وألقت فرنسا القبض عليه مرّة ثانية سنة 1950، إثر ما يُعرف بـ"عملية تبسة"، ليُسجن مدة 13 شهراً بعنابة ما بين 1950 إلى غاية 1951، لكنه تمكن من الفرار رفقة بعض رفاقه، منهم زيغود يوسف وسليمان بركات.
وإلى جانب كل من الراحلَين ديدوش مراد وزيغود يوسف، شارك مصطفى بن عودة في التخطيط لاندلاع الثورة التحريرية خلال اجتماع الـ22 التاريخي الذي عُقد في 25 يوليو/تموز 1954 وترأسه مصطفى بن بولعيد (أحد قادة الثورة الجزائرية 1917-1956).
وانبثق عن الاجتماع قرار إعلان الثورة وتعيين مجموعة مصغرة للقيام بالتحضيرات النهائية. كما ساهم في كتابة بيان أول نوفمبر/تشرين الثاني 1954 الذي أعلن فيه رسمياً عن تفجير الثورة.
وتقلّد بن عودة بعد الاستقلال منصب ملحق عسكري في القاهرة بمصر، وباريس ثم تونس، ليُعيّن سفيراً لدى ليبيا سنة 1979، كما عُيِّن رئيساً لمجلس الاستحقاق الوطني إبان عهد الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد (1979-1992).