تعتبر الدبلوماسية بكل أنواعها، فناً للإقناع من أجل تحقيق أهداف سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية، فالدبلوماسية تنقسم بصفة عامة إلى قسمين: الدبلوماسية الرسمية التي هي من اختصاص رئيس الدولة ووزير الخارجية أو رئيس الحكومة، في حين يتمثل القسم الثاني في الدبلوماسية الموازية التي هي من اختصاص البرلمان والمجتمع المدني والأحزاب السياسية ووسائل الإعلام… بغض النظر عن أصنافها المتعددة كالدبلوماسية الثقافية والدبلوماسية الدفاعية والدبلوماسية الاقتصادية.
ففي عام 2003، ومع ظهور وسائل التواصل الاجتماعي "الفيسبوك"، وبعده في عام 2006 ظهر "تويتر"، أصبحنا نتحدث عن مفهوم جديد للدبلوماسية، وذلك مع تطور وسائل الاتصال ولا هي دبلوماسية "الفيسبوك" أو دبلوماسية "تويتر"؛ حيث أصبحت الحكومات ورجال السياسة يلجأون إلى هذه الوسائل الجديدة من أجل التعبير عن مواقفهم تجاه القضايا الدولية والوطنية، ومن بين الدول التي أصبحت تمارس ضغطها على دول العالم والدفاع عن سيادتها من أجل تحقيق أهداف اقتصادية واجتماعية.
نجد دول الخليج التي أصبحت تلجأ إلى دبلوماسية "تويتر" من أجل التفاوض وتحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي بالمنطقة وإرسال رسائل مشفرة إلى مَن يهمهم الأمر، بحيث ارتفعت نسبة استخدام هذا النوع من الدبلوماسية بشكل كبير في النصف الأخير من عام 2017، وذلك مع بزوغ الأزمة الخليجية إلى سطح الأزمات التي تعاني منها المنطقة بشكل خاص والعالم بشكل عام، بحيث أصبح تويتر عبارة عن طاولة للحوار والمفاوضات من أجل تحقيق مآرب سياسية واقتصادية بالمنطقة وتحقيق أهداف مشتركة، لكن الأمر أصبح أكثر تعقيداً.
ومن بين رؤساء الدول الذين نجدهم يتسابقون كل دقيقة إلى دبلوماسية تويتر من أجل التعبير عن مواقفهم تجاه القضايا الدولية نجد الرئيس الأميركي "دونالد ترامب"، الذي لم يعد يثق في الصحافة، كما قال في مجموعة من خطاباته؛ لذلك نجده أصبح يتسابق نحو تويتر من أجل تأجيج الوضع الدولي، أو من أجل تحقيق مآرب سياسية، والضغط على دول عبر تدويناته، وهذا ما شهدناه في تدويناته تجاه الاحتجاجات في إيران أو عندما أعلن عن القدس عاصمةً للكيان الصهيوني، وكذلك الحرب "التويترية" التي يشنها تجاه زعيم كوريا الشمالية، وسبق لـ"ترامب" أن قال: (لولا "تويتر" ربما ما كنت في البيت الأبيض).
ليس ترامب وحده الذي يلجأ إلى هذا النوع من الدبلوماسية، بل نجد مجموعة من رؤساء الدول، من بينهم "رجب أردوغان" و"فلاديمير بوتين"… يلجأون إلى تويتر، بحيث أصبحت دبلوماسية "تويتر" عبارة عن سلاح تلجأ إليه الحكومات من أجل التعبير على ما لا يقدرون على قوله مباشرةً.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.