تعود النواة الأولى التي تشكلت من خلالها العلاقات المغربية – القطرية إلى ما يقارب 45 سنة، أي منذ حصول قطر على استقلالها من بريطانيا في عام 1971، وقد توّجت هذه العلاقة بجعل قطر من أكبر المستثمرين الأجانب بالمملكة المغربية، وقد زاد في تعزيز هذه العلاقة مجموعة من الزيارات الرسمية، لحكام الدولتين، والتي تم من خلالها إبرام مجموعة من الاتفاقيات التي تصبو كلها إلى توطيد هذه العلاقة.
وتطمح قطر إلى تعزيز حضورها بالقارة الإفريقية، انطلاقاً من المغرب باعتباره بلداً واعداً ومنفتحاً على دول القارة؛ نظراً لموقعه الجغرافي، وقد وقّع المغرب وقطر مجموعة من الاتفاقيات تهدف كلها إلى تطوير العلاقات الثنائية، سواء على المستوى الاقتصادي أو الأمني أو الثقافي، ومن بين أهم الاتفاقيات الموقَّعة بين البلدين، نجد اتفاقاً إعلامياً بين دولة قطر والمملكة المغربية عام 1981، واتفاقاً بين دولة قطر والمملكة المغربية بشأن النقل الجوي عام 1987، وفي عام 2003 تم توقيع بروتوكول للتعاون في المجال الإداري بين المملكة المغربية ودولة قطر، كما تم في عام 2011 عقد شراكة لإنشاء هيئة مشتركة قطرية – مغربية للاستثمار، فالاتفاقيات الموقَّعة بين البلدين اهتمت بكل المجالات.
التعاون الاقتصادي:
هذه الاتفاقيات الموقَّعة بين البلدين كلها ساهمت كما قلت من قبل في جعل قطر من أول المستثمرين الأجانب بالمغرب، فمن الناحية الاقتصادية، فما بين 2005 و2011، شهدت المبادلات التجارية بين قطر والمغرب تطوراً كبيراً جداً؛ حيث انتقل الحجم الإجمالي للصادرات من المغرب إلى قطر من 17,6 مليون درهم، إلى 43 مليون درهم في حدود عام 2011، وفي السنوات الموالية تم التوقيع على مجموعة من الاتفاقيات التي تهم المجال الاقتصادي، إذ تم في عام 2013 التوقيع على اتفاقية تتعلق بتجنب الازدواج الضريبي.
التعاون الأمني:
قام المغرب بتوقيع مجموعة من الاتفاقيات مع ثلة من الدول فيما يخص المجال الأمني، ومن بينها قطر؛ إذ تم بتاريخ 11 مارس/آذار من عام 2014 التوقيع بمدينة الرباط المغربية على اتفاقية تهدف إلى تطوير وتعزيز العلاقات المغربية – القطرية وتبادل المعلومات والخبرات الأمنية والتقنية، بهدف مكافحة الجريمة والإرهاب، لكن التعاون الأمني يبقى جد ضعيف ليس بين قطر فقط، وإنما بين كل دول مجلس التعاون الخليجي.
المغرب وحصار قطر:
بعد أن أعلنت مجموعة من الدول محاصرة قطر من كل الاتجاهات، وجد المغرب نفسه في موقف حرج، ومحاصر من كل الاتجاهات هو كذلك، ونظراً للشراكة الاستراتيجية التي تربط المغرب بدول مجلس التعاون الخليجي، اختارت المملكة المغربية موقفاً وسطاً ودعت إلى دعم الاستقرار في منطقة الخليج من أجل الحفاظ على مجلس التعاون الخليجي متماسكاً.
وبعد عدة أشهر قام الملك محمد السادس بزيارة إلى كل من الإمارات العربية المتحدة وقطر، ومن خلال هذه الزيارة تم التأكيد من جديد على الروابط التاريخية والشراكة الاستراتيجية التي تربط المغرب بكل دول المنطقة.
فالصراعات الخليجية تعود على المغرب بخسارة اقتصادية؛ لذلك اختار المغرب موقفاً وسطاً حفاظاً على شركائه الاستراتيجيين.
ما يجب الإشارة اليه هنا هو أن المغرب دائماً يقف موقفاً وسطاً في كل الأزمات التي عرفتها دول الخليج، وهذا ما وقع في حرب الخليج الثانية، وكذلك مشاركته في التحالف العربي في اليمن، فمشاركته كانت ضعيفة، وذلك حفاظاً على شركائه الاقتصاديين.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.