أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الإثنين 8 يناير/كانون الثاني 2018 أنه يجرى حالياً إنشاء محطة كبرى لمعالجة مياه الصرف تجنباً لأزمة قد تطرأ في المستقبل، في إشارة إلى احتمال تأثير سد النهضة في إثيوبيا على حصة مصر من مياه نهر النيل.
وفي تصريحات بثها التلفزيون الرسمي، قال السيسي أثناء افتتاحه مشروعات طرق وإسكان أنه يجري حالياً إنشاء "أكبر محطة لمعالجة مياه الصرف والتحلية"، مضيفاً "نحن نقوم بما يتعين علينا عمله حتى نتمكن من حل مشكلة محتملة" قد تطرأ مع احتمال انخفاض حصة مصر من مياه النيل أثناء فترة ملء خزان سد النهضة.
وتتخوّف القاهرة من تأثير سلبي محتمل لـ"سد النهضة" على تدفق حصتها السنوية من مياه نهر النيل (55.5 مليار متر مكعب)، مصدر المياه الرئيسي في مصر.
فيما يقول الجانب الإثيوبي إن السد سيمثل نفعاً له، خاصة في مجال توليد الطاقة الكهربائية، ولن يمثل ضرراً على دولتي مصب النيل؛ السودان ومصر.
ولم يحدد الرئيس المصري حجم المحطة أو كمية المياه التي ستوفرها ولكنه قال "ليس ممكناً أن نسمح بمشكلة مياه في مصر. لابد أن يتم تأمين المياه للكل".
وتابع "لكي نستفيد من المياه بشكل كبير، نقوم بعمل محطة، نحن مدركون (لكل الاحتمالات)وجاهزون" لمواجهتها.
وأعربت مصر في كانون الأول/ديسمبر الماضي عن "قلقها البالغ من التعثر الذي يواجه المسار الفني المتمثل في أعمال اللجنة الفنية الثلاثية" المتعلقة بسد النهضة والتي تضم القاهرة والخرطوم وأديس أبابا.
وحذر وزير الخارجية المصري سامح شكري خلال زيارة قام بها إلى إثيوبيا في 26 كانون الأول/ديسمبر الماضي، بأن هذا الأمر "من شأنه أن يعطل بشكل مقلق استكمال الدراسات المطلوبة عن تأثير السد على دولتي المصب في الإطار الزمني المنصوص عليه في اتفاق المبادئ".
كما اقترح شكري "وجود طرف ثالث له رأي محايد وفاصل يشارك في أعمال اللجنة الفنية الثلاثية يتمثل في البنك الدولي".
وفشلت اللجنة الفنية الثلاثية المشتركة لسد النهضة، التي تجتمع في القاهرة والخرطوم وأديس أبابا، في التوصل لاتفاق بخصوص نتائج تقرير مبدئي قدمته شركتان فرنسيتان في أيار/مايو الفائت حول التبعات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية للسد على مصر والسودان.
وفي آذار/مارس 2015 ، وقع زعماء الدول الثلاث اتفاق مبادئ يلزمهم بالتوصل إلى توافق من خلال التعاون في ما يتعلق بالسد.
ومن المتوقع أن يصبح السد الذي تقدر كلفته بنحو 5 مليارات دولار، ويتم تشييده على النيل الأزرق أكبر سد لتوليد الطاقة الكهربائية في إفريقيا.
ويلتقي النيل الأزرق الذي ينبع الجزء الأكبر من مياهه في إثيوبيا مع النيل الأبيض في الخرطوم ليشكلا النيل الذي يعبر السودان ومصر قبل أن يصب في البحر المتوسط.