أصبحت كلمة "سجن" كلمة بسيطة جداً؛ لما نسمعه من قصص وحكايات حدثت مع معتقلين في المسالخ البشرية بسوريا، من تعذيب للرجال واغتصاب النساء، حيث تتناوب مجموعة من الرجال على اغتصاب امرأة، والضابط يختار لنفسه المرأة التي تعجبه!
لا وجود لأي تهم واضحة؛ منذ بدء الثورة السورية التي قامت لتغيير نظام الأسد والاعتقالات مستمرة، بداية الثورة كانت التهم الموجهة للمتظاهرين السلميين هي "عراعير"، اسم أطلقته ميليشيات الأسد؛ لماذا هذه التهمة؟ وماذا تعني هذه التهمة؟
كان اللقب لشيخ سوري اسمه عدنان العرعور، معارِض لنظام الأسد، ولديه برنامج يذاع كل خميس، يتكلم عن النظام السوري وعن الثورة السورية، فأصبحت التهمة الموجهة للمتظاهرين هي "عراعير" بمجرد اعتقال متظاهرين ضد نظام الأسد وزجّهم في المعتقلات.. ما هي التهمة الموجهة لهم؟ "عراعير"، دون محاكمة ولا وجود لمحاكم الآن في سوريا!
حقيقةً، لأول مرة أسمع أن التهم تُوجه للمعتقل باسم شخص مثل "عراعير" نسبةً إلى معارض بارز، يَظهر بشكل دائم على وسائل الإعلام! إنهم جنود الأسد كما عرفناهم واعتدنا حماقتهم.. فلا جديد!
كثيرون ما زالوا داخل معتقلات الأسد ويقدَّر عدد المعتقلين بمئات الآلاف، ذاقوا شتى أنواع التعذيب، مثلما سمعنا من الذين خرجوا من المعتقلات وتكلموا عن المأساة التي عاشوها والتعذيب، من صعق بالكهرباء إلى "الشبح"، فيتم تعليق المعتقل من يديه ويبقى واقفاً على أصابع قدميه، التي تلامس الأرض، أو العكس يُعلّق من قدميه ويبقى رأسه بالأسفل وقدماه فوق، مقيدتان بالسلاسل، مع الضرب بالعصي وشتمهم والدته وأخته، ويبقى المعتقل على هذه الحالة ساعات أو ربما أكثر من يوم، وبعدها لا يُعلم ما سيكون مصيره.
لا يعرف الليل من النهار؛ لأن غالبية معتقلات النظام تحت الأرض، هل سيبقى سجيناً أم سيموت من شدة التعذيب كما مات مَن قبله العديد من الرجال والنساء والأطفال!
في آخر تقرير رأيته عن المعتقلين في سوريا، قبل شهور، لمنظمة العفو الدولية، التي "تناضل" من أجل عالم يتمتع فيه الجميع بحقوق الإنسان، أن الحكومة السورية قتلت نحو 13 ألف سجين، في إعدامات جماعية. وأكدت المنظمة في تقريرها، أن هؤلاء الأشخاص قُتلوا في الفترة بين عامي 2011 و2015 دون إجراءات قانونية بسجن صيدنايا سيئ السمعة، القريب من العاصمة السورية دمشق. وأوضحت المنظمة أن أغلب الذين تم إعدامهم مدنيون.
وقالت المنظمة في تقريرها: "إن الحكومة السورية تتعمد إضافة إلى ذلك، احتجاز السجناء في ظروف غير إنسانية، وتعذيبهم، واغتصابهم، أو حرمانهم من الغذاء والماء والرعاية الصحية، وإن النظام السوري قتلهم من خلال (سياسة الإبادة) التي ينتهجها".
إذا كانت المنظمات الإنسانية لا تحرك ساكناً، فالعفو منكم -إخواني في السجون- فلا عدالة في هذا العالم، وهذه المنظمات مُسيسة ولا تقل خطورةً عن نظام الأسد، وتناضل لتُرضي أسيادها (من تعمل تحت إمرتهم)، لا تناضل من أجل الإنسان كما يُذكر، ولا تعرف معنى الإنسانية أصلاً.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.