حبيبة أكوجديم، نموذج للمرأة المغربية الناجحة، التي تملك فيضاً لا يكاد ينضب من المقومات والأفكار والأساليب المرنة القادرة على جعل الطامحين للتفوق والنجاح يدركون غاياتهم، سواء أكانوا ذكوراً أو إناثاً، هي أيقونة من أيقونات التغيير، حملت على عاتقها المساهمة في النهوض بأوضاع الفن من خلال مُجاراة واحتكاك عالم كتابة السيناريو والسيناريست، وهو ليْس باستطاعة الكثيرين، والالتئام مع نخبة من الكتاب المبدعين في المجال يبدو إنجازاً في حد ذاته.
هي مكافآت جنتها الأيقونة الأكاديرية حبيبة أكوجديم، والتي أرسَت أُسساً متينة لمسيرةٍ مُحترمة عِمادها الاجتهاد والتفاني والإيمان بالنفس، تكلّلت في آخر المطاف بنَجاح مُنقطع النظير.
بداية الحِكاية وفصولها الأولى، يكتنفها الشغف والإصرار ومُطاردة الأحلام حد تحقيقها، كانت حبيبة، البالغة من العمر 48 عاماً، يافعة تفني ما تملك من وقتٍ في الشعر، ومُغازلته، ومُداعبته في دروب مدينة الانبعاث، حتَّى عَقَدَت العزم على كبْسِ زرِّ الشُّهرة، وقرّرت الإعلان عن نفسها من طرف كبير الشعراء، الشاعر فارس الدبيان والشاعر والأديب والسيناريست العراقي عمر العمار، فضلاً عن فضل الأساتذة: السيناريست عبدالله المناني والحسين مورابح، اللذين يعتبران مدرسة شربت منها الموهبة الأكاديرية، جرعات طويلة النفس في كتابة أبجديات السيناريو، ولم يكن يخْطُر بِبال أكوجديم أن مشاركتها في أحد البرامج التي تعنى بالشعر بالإذاعة الجهوية بأكادير، سيلْفِت إليها الأضواء، ويُصوِّب إليها أنظأر المتتبعين، بعدما استأثرت قراءاتها الشعرية لها على المباشر جحافل من المستمعين، تصُبُّ معظمها في خانة الانبهار والإشادة بما تختزنه الموهبة حبيبة أكوجديم، وسنها آنذاك لا يتجاوز 12 ربيعاً، من وَمَضات شعرية جديرة بالتشجيع، توالت بعد ذلك المشاركات، وأخذت دائرة الإعجاب ورُقعة الشّعبية تتسَّعان؛ لتجد الكاتبة موطئ قدمِ ضمن المشهد الشعري في مدينة الانبعاث وجهة سوس ماسة وكذا المغرب.
حبيبة أكوجديم.. امرأة حديدية حملت مشعل العمل الجمعوي من أمها
العمل الجمعوي إحدى السمات البارزة في مسار أكوجديم، حيث انخرطت في عدة جمعيات، جمعية الإشعاع التربوي، نجاح سوس لمسرح الطفل، نجاح سوس للتيكواندو، نجاح سوس لكمال الأجسام والايروبيك، جمعية مونتاس للثقافة والفن، الهيئة المغربية لحقوق الإنسان، جمعية المرأة للتنمية، جمعية ايزوران أكادير، جمعية التنمية والتعاون، جمعية اسافن نتكوري للشعر والإبداع، زخم جمعوي توج بتأسيس مولود جمعوي، تحت مسمى "جمعية تاوادا للتنمية والتواصل بأكادير"، والتي تشغل رئيسة لها، استطاعت أن تبصم على العديد من الأنشطة سنوياً، لعل أبرزها، ملتقى الثقافات، الذي يعتبر من أهم الملتقيات على الصعيد الوطني، ويعد رهاناً وضعته الجمعية من خلال الانفتاح على الثقافات الأخرى وتبادل الثقافات مع الآخر والرفع من أبناء الجهة وإبرازهم من خلال أعمالهم أو بصمتهم داخل المدينة والجهة، ثقافياً وسياسياً وحقوقياً ورياضياً وإعلامياً، ويعد أيضاً ملتقى لإبداعات نون النسوة، إيماناً من الجمعية بدور إبداع النسوة.
طموح أم عفاف وأسامة، لم يتوقف عند هذا الحد، بل تخطى الحدود الجغرافية للبلاد؛ إذ هجرت لفرنسا من أجل التكوين في مجال مساعدة اجتماعية، داخل مركز لإعادة الإدماج المراهقين بين 16 و24 سنة، مساعٍ توجت بتكريم شرفي بمدينة مولوز الفرنسية من طرف جمعية أمازيغية وفرنسية سنة 2017، كما حصلت على وشاح ضيف شرف متميز من عمدة مولوز، حبيبة أكوجديم آمنت بكفاءتها، فكانت خير نصير للسلام، في خطوة تأمين حقوق المرأة التمثيلية في الحياة السياسية والإدارات العامة؛ إذ عيّنت ضمن سفراء العالم للسلام، من طرف منظمة الحزب الديمقراطي الجمهوري.
وبذلك، تبقى حبيبة أكوجديم، بتجربتها وكفاءتها ومسارها النضالي، سطراً مهماً في حياة المرأة المكافحة والمناضلة، سطراً لا يمحى ورسماً لا يندثر، كيف لا وهي التي أثبتت قدرتها على تحقيق التميز والعطاء والمساهمة في تطوير المجتمع، وأضحت أيقونة من أيقونات التغيير؟! حيث حملت على عاتقها المساهمة في النهوض بالشأن الثقافي والفني بمدينة الانبعاث، وجهة سوس ماسة عامة.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.