هل سألت نفسك يوماً: لماذا لا تعيش الحيوانات المنوية طويلاً؟ وما هي الظروف التي تسهم في حيويتها حتى تؤدي مهمتها في الوصول إلى البويضة؛ ومن ثم تخصيبها؟
يتم تحديد حيوية الحيوانات المنوية من قِبل بعض المعايير الكيميائية الفيزيائية، من بينها درجة الحرارة المناسبة ودرجة الحموضة والرقم الهيدروجيني للبيئة.
يحتوي رأس الحيوانات المنوية على بلازما منوية، يجب أن تتراوح درجة حرارة بيئتها بين 37 و37.5 درجة مئوية، ويجب أن يكون هناك نسبة قلويات طفيفة، أي تتراوح درجة الحموضة ما بين 7 و7.5، ويجب أيضاً توافر نسبة السكر، بحسب الموقع الإيطالي Focus.it.
قد يسبب مرض الخصية المعلَّقة (وهو دخول إحدى الخصيتين في منطقة الحوض الذكري) العقم؛ لأن درجة الحرارة الداخلية للجسم البشري تعتبر غاية الارتفاع بالنسبة لبقاء الحيوانات المنوية.
وضعها بعد عملية القذف: تسيطر على المهبل البيئة الحمضية، خلال فترات عدم التبويض، وينخفض الرقم الهيدروجيني إلى أقل من 6؛ ومن ثم تستطيع الحيوانات المنوية العيش قليلاً، مجرد بضع دقائق.
أما في أيام الإباضة، عندما يوجد مخاط عنق الرحم، الذي لديه درجة حموضة مناسبة، تتمكن الحيوانات المنوية من البقاء على قيد الحياة بضع ساعات، من ساعتين إلى 16 ساعة. بعد اجتياز مخاط عنق الرحم، تنتشر في تعرجات الرحم، وبالأنابيب وفي التجويف البريتوني، وهنا أيضاً تتمكن من البقاء على قيد الحياة بضعة أيام.
يا له من مأزق حقيقي! إذا كان القذف بالخارج، أي في درجة حرارة الغرفة نفسها (نحو 15 ° C)، فإنها تظل على قيد الحياة نحو يوم أو يومين، ولكن ليست جميعها، تنخفض نسبتها على نحو متزايد مع مرور الوقت. وعلى أي حال، تتفاوت نسبتها حسب الشخص والعمر. تتمكن من العيش حتى 36 درجة مئوية بضع ساعات.
يمكن وضعها في درجة حرارة 4 درجات مئوية؛ من أجل حفظها يومين أو 3 أيام؛ أي درجة حرارة الثلاجة، ولكن لبقائها على قيد الحياة من الضروري إضافة بعض المواد الخاصة، في أثناء حفظها بالتبريد.
عند عملية الحفظ بالتبريد، يتم وضعها في أنبوب اختبار عند درجة حرارة سالب 196 درجة مئوية، في النيتروجين السائل، بالإضافة إلى بعض المواد الحافظة القوية، التي تسمح بحفظ الحيوانات المنوية سنوات وسنوات، ولفترة غير محددة، هذا ما تفعله "بنوك المنيّ" من أجل عمليات التلقيح الاصطناعي .