رسالة مفتوحة الى ” المجلس الوطني الكردي “

نحن نهنئ السيد الملا على رئاسته الجديدة ونرى أن تكون فاتحة عهد جديد تتميز بمراجعة بالعمق لما سبق بما فيه من أخطاء واعتراف بالإخفاقات وإعادة نظر في الكثير من المفاهيم والسياسات بالانفتاح أولاً على المحيط الكردي، وصيانة البيت الداخلي وسلوك درب الإنقاذ الكفيل بتحقيق تحول جذري نحو إعادة بناء حركتنا الوطنية الكردية والتمسك بالمشروع القومي - الوطني.

عربي بوست
تم النشر: 2017/12/22 الساعة 01:28 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/12/22 الساعة 01:28 بتوقيت غرينتش

علمنا من وسائل الإعلام ومن تسريبات متفرقة عن تنصيب السيد سعود الملا رئيساً للمجلس إلى جانب رئاسته للحزب الديمقراطي الكردستاني – سوريا، بدلاً من السيد إبراهيم برو، وكان المفترض أن يعقد المجلس مؤتمره الدوري الاعتيادي وبصورة علنية كما في المرات السابقة، إن تعذر في الوطن ففي إقليم كردستان العراق، كما هو متبع عادة في مناسبات المجلس منذ تشكّله، ولكننا مثل غيرنا من الكرد السوريين لسنا على اطلاع كامل بما يجري داخل هذا المجلس المحكوم بالأحزاب الذي لا يشذ عن القاعدة العامة لأساليب وممارسات السيستم الحزبوي المتسم بالغموض والمواربة وليس الجماهيري المفتوح، وما إن كان الإجراء الأخير خضع للمعايير التنظيمية المشروعة أم لا؟ أو أن ما تم في القامشلي كان بعلم ومعرفة سلطة الأمر الواقع وسلطة النظام أم لا؟ إننا وبالرغم من كل التساؤلات نحترم خيارات الآخرين حتى لو اختلفنا معهم سياسياً.

نحن نهنئ السيد الملا على رئاسته الجديدة ونرى أن تكون فاتحة عهد جديد تتميز بمراجعة بالعمق لما سبق بما فيه من أخطاء واعتراف بالإخفاقات وإعادة نظر في الكثير من المفاهيم والسياسات بالانفتاح أولاً على المحيط الكردي، وصيانة البيت الداخلي وسلوك درب الإنقاذ الكفيل بتحقيق تحول جذري نحو إعادة بناء حركتنا الوطنية الكردية والتمسك بالمشروع القومي – الوطني.

هناك الكثير من المواقف والرؤى تجمعنا مع أعداد لا يستهان بها من الإخوة من أعضاء المجلس (وليس مع جميعهم حيث هناك مَن يراهن على بقاء النظام ومؤسساته وبعض رموزه)، وخصوصاً في مجال الوقوف إلى جانب الثورة السورية والمعارضة الجذرية والإيمان بضرورة التغيير الديمقراطي وإسقاط نظام الاستبداد، بالإضافة إلى التقارب في الموقف وليس التطابق الكامل من إقليم كردستان العراق؛ حيث نرى ضرورة التنسيق والعمل المشترك على أسس واضحة ومفيدة، وألا نتحول إلى أعباء إضافية على عاتق الأشقاء بما يصون الشخصية الوطنية الكردية السورية المستقلة، مع انحيازنا الكامل والمعروف منذ عقود لنهج الزعيم الكبير مصطفى بارزاني.

المقترح:
أولاً: كل تلك الحقائق السالفة الذكر تشكل أسباباً مشروعة وشروطاً موضوعية لطرح مقترحنا التالي على الإخوة في المجلس، الذي يجب أن يأخذ بعين الاعتبار أنه فشل في تحقيق برنامجه وتعهداته، وأخفق في توحيد الساحة الكردية، وفي القيام بدور إيجابي حول تحقيق إنجازات للقضية الكردية، والتفاعل مع الشريك العربي السوري والقوى الديمقراطية السورية، وعجز عن الحفاظ على الحد الأدنى من احتواء الوطنيين المستقلين والشباب ومنظمات المجتمع المدني، كما لم يسلك الطريق السليم في إرساء العلاقات القومية، ولم ينجح في بلورة وصياغة وحمل المشروع القومي، كل ذلك يشكل سبباً جوهرياً للتنازل عن التشبث بوحدانية القرار، وقبول الشراكة العادلة بأرجحية كفة الكتلة التاريخية من الوطنيين المستقلين، ما يصب في مصلحة الشعب والوطن.

ثانياً: الاتفاق على تشكيل لجنة تحضيرية من سبعة أعضاء، ثلاثة مستقلين من بزاف وأطراف مستقلة أخرى، واثنان من المجلس، وقراراتها حسب أغلبية الأصوات.

ثانياً: تشرف اللجنة التحضيرية على عقد مؤتمر استثنائي إنقاذي تحت اسم (المجلس الوطني الكردي) في مكان مناسب من ستين مشاركاً أو أكثر أو أقل، وتقوم وحسب الأغلبية في التصويت بتحديد أسماء الحضور على ألا يكون الطابع الحزبي غالباً، وفور انعقاده سيكون الاجتماع سيد نفسه يرسم ما يراه مناسباً بما في ذلك اسم المؤتمر وشعاراته.

ثالثاً: الهدف من المؤتمر هو إجراء مراجعة عامة، وبحث الوضعين الكردي والسوري بكل تفاصيلهما والخروج بنتائج سياسية واضحة حول خيارات المستقبل حول الشأن الكردي، ومسألة وحدة أو اتحاد الحركة الكردية والمؤتمر القومي وإمكانية التواصل والشراكة مع "ب ي د" وتالياً التوصل إلى صياغة موحدة للمشروع القومي والوطني الكردي السوري وسقف المطالب الكردية والنظام السياسي والإداري المناسب للحل العادل والدائم للقضية الكردية.

رابعاً: بحث ومناقشة كل المآلات السورية والمواقف الإقليمية والدولية ودور المحتلين الروس والإيرانيين والأتراك وكافة الميليشيات المذهبية والحالة الراهنة التي تعيشها سوريا وآفاق مستقبل الحلول السلمية ومسارات (جنيف وأستانة وسوتشي)، ومسألة السلم والحرب والإعمار والخروج بمواقف موضوعية لمصلحة بلادنا وشعبنا وقضايانا.

خامساً: إيلاء الأهمية القصوى لفعاليات المجتمع المدني وجمعيات الصداقة بين الكرد والعرب والشعوب والمكونات الأخرى، من أجل ترسيخ ثقافة العيش المشترك والوئام وحق تقرير مصير الشعوب وحقوق الإنسان والتضامن، بعد أن قام نظام الاستبداد وقوى الشر والظلامية من جماعات الإرهاب والإسلام السياسي والطائفية بزرع مفاهيم العنصرية والشوفينية والتناحر القومي والديني والمذهبي.

سادساً: إرساء قواعد مبدئية ثابتة بشأن العلاقات القومية على أسس سليمة ومدروسة على قاعدة الاحترام المتبادل، والتعاون والتنسيق، وصيانة الشخصية الوطنية لكل طرف، وعدم التدخل بشؤون البعض الآخر.

ونحن على ثقة كاملة بأن الأشقاء في إقليم كردستان العراق سيكونون عوناً وسنداً لمقترحنا هذا.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد