أنظار العالم تتجه لإسبانيا مترقبة مصير الاستقلال.. سكان كتالونيا يصوتون على عودة القادة الانفصاليين إلى السلطة

عربي بوست
تم النشر: 2017/12/21 الساعة 05:43 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/12/21 الساعة 05:43 بتوقيت غرينتش

بدأ سكان كتالونيا، الخميس 21 ديسمبر/كانون الأول 2017، الإدلاء بأصواتهم في انتخابات محلية، يقرّرون خلالها ما إذا كان قادة الانفصال سيعودون إلى السلطة في الإقليم، بعد شهرين على إعلان استقلال أحادي الجانب، وُلد ميتاً، وأثار زلزالاً في إسبانيا.

وقال الخبير السياسي جوان بوتيلا في برشلونة "كل الأنظار تتجه لمعرفة ما إذا كانت العملية الانفصالية ستتواصل أم ستتوقف"، في هذه المنطقة الواقعة في شمال شرقي إسبانيا.

وكانت صفوف الانتظار طويلة حتى قبل فتح مكاتب الاقتراع عند الساعة 8,00 ت غ، حيث رغب عدد من الناخبين في الإدلاء بأصواتهم قبل التوجه إلى أعمالهم. وستغلق مكاتب الاقتراع أبوابها عند الساعة 19,00 ت غ، ويتوقع كل المحللين نسبة مشاركة قياسية.

انتخابات بعد الوصاية

وعنونت الصحافة الإسبانية، الخميس 21 ديسمبر/كانون الأول 2017، حول نحو مليون من المترددين الذين يشكلون خمس عدد الناخبين تقريباً، الذين يمكن أن يرجح خيارهم الكفة من جهة إلى أخرى.

وفاز الانفصاليون لأول مرة في 2015 بغالبية مقاعد البرلمان المحلي بحصولهم على 47,8% من الأصوات، في انتخابات شهدت نسبة مشاركة قياسية بلغت 74,95%.

ودعا رئيس الحكومة الإسبانية ماريانو راخوي إلى هذه الانتخابات، بعدما وضع الإقليم تحت وصاية مدريد، إثر إعلان البرلمان الإقليمي الاستقلال، الذي أثار قلقاً شديداً في أوروبا.

وتتخذ هذه الانتخابات شكل استفتاء، مع أو ضد الاستقلال. وقال صديقان يبلغان من العمر 16 و23 عاماً من بلدة فوغار دو لا سيلفا، على بعد 60 كلم من برشلونة "عائلتي ستصوت بنعم"، وقال الآخر "عائلتي ستصوت بلا".

وقام المحافظون الحاكمون حالياً في إسبانيا، وكذلك الليبراليون من حزب سيودادانوس وشركاؤهم الاشتراكيون بحملة تستنكر "الكابوس" أو "الجنون" الناجم عن النزعة الاستقلالية.

وشددوا على "الانقسام الاجتماعي" الذي خلّفته مسألة الاستقلال في المنطقة وعلى مغادرة أكثر من ثلاثة آلاف شركة قامت بنقل مقارّها إلى خارج كتالونيا.

ويراهن عدد من المحللين على حكومة يترأسها الاستقلاليون.

وبحسب استطلاعات الرأي فإن المعركة تدور للمرة الأولى بين الحزب الانفصالي اليساري برئاسة نائب الرئيس المقال أوريول خونكيراس الذي يقبع في السجن حالياً بتهمة "العصيان"، وحزب سيودادانوس.

كل الأوراق

ويلعب أبرز قائدين أقالتهما مدريد بكل أوراقهما في هذه الانتخابات، لكنهما مرشحان على لوائح منفصلة.

ويريد رئيس كتالونيا المقال كارليس بوتشيمون (يمين استقلالي) المقيم في المنفى في بروكسل استعادة منصبه عبر هذه الانتخابات، علماً أنه سيعتقل فور عودته إلى البلاد. ودعا الناخبين إلى التصويت له، معتبراً ذلك رداً على الحكومة الإسبانية التي يرأسها ماريانو راخوي.

وقال بوتشيمون "ما هو على المحك ليس من يفوز بالانتخابات، وإنما إذا كانت البلاد (كتالونيا) ستفوز أم راخوي".

وهو يقدم نفسه على أنه المرشّح الوحيد المناسب لقيادة الإقليم، محاولاً قطع الطريق على نائبه السابق أوريول خونكيراس، الذي يتطلّع حزبه اليساري الجمهوري لقيادة الإقليم للمرة الأولى منذ انتهاء الحرب الأهلية.

ولم يتمكن خونكيراس من القيام بحملة انتخابية، ويسمح له بعشرة اتصالات هاتفية أسبوعياً من سجنه، وقد وجّه رسائل إلى مناصريه.

وارتدى عدد من الناخبين قمصاناً صفراء كعلامة احتجاج على التوقيف الطويل لأربعة قادة انفصاليين.

تشاؤم

في أكتوبر/تشرين الأول، نظم الانفصاليون الحاكمون استفتاء محظوراً حول حق تقرير المصير، وشابته أعمال عنف مارستها الشرطة.

ورفض الاتحاد الأوروبي التدخل في قضية اعتبرها شأناً داخلياً.

وفي 27 أكتوبر/تشرين الأول، أعلن 70 نائباً كتالونياً من أصل 135 "جمهورية كتالونيا" من جانب واحد، لكن هذا الإعلان بقي حبراً على ورق.

ومنذ ذلك الحين تولت الحكومة المركزية السلطة في الإقليم، وأقالت حكومته وحلت برلمانه ودعت الى انتخابات.

ويفاخر حزب راخوي، الذي نال 8,5% فقط من الأصوات في انتخابات الإقليم عام 2015، بأنه "قضى" على النزعة الاستقلالية في كتالونيا.

وأشاد راخوي مساء الأربعاء، باستخدام مادة من الدستور في كتالونيا من أجل إعادة الأمن في المنطقة.

وقال "في كل مناطق إسبانيا أصبحت الحكومات تدرك الآن ما يحصل حين يقومون بما لا يمكننا القيام به".

علامات:
تحميل المزيد