ترامب يبلغ زعماء عرباً نيته نقل السفارة إلى القدس.. وواشنطن تطالب مواطنيها بتجنب زيارة القدس والضفة الغربية

عربي بوست
تم النشر: 2017/12/05 الساعة 14:59 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/12/05 الساعة 14:59 بتوقيت غرينتش

أبلغ الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم الثلاثاء 5 ديسمبر/كانون الأول 2017 بعضاً من زعماء العرب نيته المضي قدماً في نقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس، فيما دعت واشنطن مواطنيها بتجنب زيارة القدس القديمة والضفة الغربية.

وقال نبيل أبو ردينة المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أبلغ عباس اليوم الثلاثاء بأنه ينوي نقل السفارة الأميركية إلى القدس وذلك وسط موجة غضب بالشرق الأوسط ضد أي قرار أميركي أحادي بشأن المدينة التاريخية.

كان مسؤولون أميركيون كبار قالوا إن ترامب سيعلن غداً الأربعاء على الأرجح الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل بينما سيؤجل نقل السفارة من تل أبيب لمدة ستة أشهر رغم توقعات بأنه سيصدر أوامر لمساعديه بالبدء في التخطيط لمثل هذه الخطوة على الفور. لكن المسؤولين قالوا إنه لم يتخذ قراراً نهائياً بعد.

سياسة أميركا تتراجع

وتصديق واشنطن على زعم إسرائيل بأحقيتها بكل المدينة كعاصمة لها سيقضي على سياسة تنتهجها الولايات المتحدة منذ عشرات السنين والقائلة بأن وضع القدس يجب أن يحدد من خلال المفاوضات مع الفلسطينيين الذين يريدون القدس الشرقية عاصمة لبلدهم في المستقبل.

ولا يعترف المجتمع الدولي بسيادة إسرائيل على كل القدس.

وانضم عباس إلى الأصوات الرافضة للإجراء الأميركي المحتمل القائلة بأنه سيفجر اضطرابات.

وقال أبو ردينة "تلقى الرئيس محمود عباس اتصالاً هاتفياً من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، حيث أطلع الرئيس، على نيته نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس".

ولم يذكر المتحدث في بيان بهذا الشأن عما إذا كان ترامب تطرق إلى توقيت اتخاذ مثل هذه الخطوة.

وأضاف أبو ردينة قائلاً إن عباس "حذر من خطورة تداعيات مثل هذا القرار على عملية السلام والأمن والاستقرار في المنطقة والعالم".

وقال الديوان الملكي الأردني إن ترامب اتصل هاتفياً بالملك عبد الله الثاني اليوم الثلاثاء لإبلاغه نيته المضي قدما في قرار نقل السفارة الأميركية في إسرائيل إلى القدس.

ونقل الديوان الملكي عن العاهل الأردني إبلاغه ترامب بأن هذا القرار "سيكون له انعكاسات خطيرة على الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط وسيقوض جهود الإدارة الأميركية لاستئناف العملية السلمية ويؤجج مشاعر المسلمين والمسيحيين".

وقال إسرائيل كاتس وزير المخابرات الإسرائيلي الذي قابل مسؤولين أميركيين في واشنطن الأسبوع الماضي في تصريح لراديو الجيش الإسرائيلي "انطباعي هو أن الرئيس سيعترف بالقدس العاصمة الأبدية للشعب اليهودي على مدار ثلاثة آلاف عام عاصمة لإسرائيل".

وعندما سئل هل تستعد إسرائيل لموجة عنف إذا اعترف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل قال "نحن مستعدون لكل خيار. أي شيء كهذا يمكن أن ينشب دوماً. إذا قاد أبو مازن (عباس) (الأمور) في هذا الاتجاه إذاً فإنه سيقترف خطأً كبيراً".

تركيا تهدد

وهددت تركيا اليوم الثلاثاء بقطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل إذا أعلن ترامب اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل.

وقال مسؤولون أميركيون بارزون لرويترز إن بعض المسؤولين بوزارة الخارجية الأميركية يشعرون بقلق بالغ كذلك وحذرت السلطة الفلسطينية والسعودية وجامعة الدول العربية كذلك من أن مثل هذه الخطوة ستكون لها تداعيات كبيرة على المنطقة.

وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في اجتماع برلماني لحزبه الحاكم العدالة والتنمية "أيها السيد ترامب، القدس خط أحمر بالنسبة للمسلمين".

وأضاف ".. قد يصل الأمر إلى حد قطع العلاقات التركية مع إسرائيل. وأنا أحذر الولايات المتحدة ألا تتخذ هذه الخطوة التي ستعمق المشكلات في المنطقة".

مخاوف من ردود فعل

يرفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حتى الآن التكهن بما قد يقوله ترامب.

لكن إسرائيل كاتس لجأ إلى تويتر لانتقاد التهديد التركي وليؤكد موقف إسرائيل من المدينة القديمة، وهي واحدة من حجرات عثر عديدة تقف على مدى سنوات طويلة في طريق محادثات السلام مع الفلسطينيين.

وكتب كاتس يقول "نحن لا نتلقى الأوامر أو التهديدات من الرئيس التركي".

وقال مسؤولان أميركيان طلبا عدم الكشف عن هويتهما إن الأنباء عن اعتزام الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل أثارت معارضة داخل مكتب شؤون الشرق الأدنى بوزارة الخارجية الأميركية المعني بالتعامل مع المنطقة.

وقال أحدهما "مسؤولون كبار من المكتب وعدد من السفراء من المنطقة أبدوا قلقهم العميق من القيام بذلك". وأضاف أن المخاوف تتركز على "الأمن".

وأحالت وزارة الخارجية الأسئلة إلى البيت الأبيض. ولم يرد البيت الأبيض على طلب التعليق.

وقال مسؤول رابع إن التقدير الذي اتفقت عليه أجهزة المخابرات بشان الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل هو أن ذلك يهدد بإثارة رد فعل قوي ضد إسرائيل وربما أيضاً ضد المصالح الأميركية في الشرق الأوسط.

وقد تخرج جهود السلام الإسرائيلية-الفلسطينية عن مسارها تحت قيادة صهر ترامب ومستشاره جاريد كوشنر.

وقالت فيدريكا موجيريني مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي اليوم الثلاثاء إن "أي تصرف من شأنه تقويض" جهود السلام الرامية لإقامة دولتين منفصلتين للإسرائيليين والفلسطينيين "يجب تفاديه تماماً".

وقالت "يتعين إيجاد سبيل من خلال المفاوضات لحل مسألة وضع القدس كعاصمة مستقبلية للدولتين" مؤكدة على دعم الاتحاد الأوروبي لجهود كسر جمود محادثات السلام.

وجددت الجامعة العربية والسعودية تحذيرات سابقة عقب بيانات من فرنسا والأردن في الفترة الأخيرة.

واحتلت إسرائيل القدس الشرقية في حرب عام 1967 وضمتها لاحقاً في خطوة لم تحط باعتراف دولي

تحذيرات من زيارة القدس

وأمرت الولايات المتحدة موظفيها الرسميين الثلاثاء بتجنب زيارة مدينة القدس القديمة والضفة الغربية بعد دعوات للتظاهر ووسط تنامي التكهنات المحيطة بقرار مرتقب للرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن نقل سفارة واشنطن في إسرائيل إلى القدس.

وأفادت توجيهات صادرة عن وزارة الخارجية الأميركية "مع الدعوات الواسعة للخروج في تظاهرات من 6 كانون الأول/ديسمبر في القدس والضفة الغربية، لا يسمح للموظفين الحكوميين الأميركيين وأفراد عائلاتهم حتى إشعار آخر السفر بشكل شخصي إلى مدينة القدس القديمة والضفة الغربية".

وأضافت أن "السفر الرسمي للموظفين الحكوميين الأميركيين في مدينة القدس القديمة والضفة الغربية مسموح به فقط للضرورة ووسط إجراءات أمنية إضافية".

علامات:
تحميل المزيد