في يوم الأربعاء الموافق 1 نوفمبر/تشرين الثاني، قتل ما لا يقل عن 26 شخصاً في غارة جوية على سوق مزدحمة في شمال اليمن. في هذا الصراع المكلف، يدفع المدنيون دائماً الثمن الأكبر وتزداد معاناتهم. يجب أن تكون معاناة المدنيين دوماً في مقدمة أفكارنا عندما ننظر إلى الوضع الراهن في اليمن.
يجب أن يتوقف سفك الدماء في اليمن فوراً. فمنذ مارس/آذار 2015، أفادت الأمم المتحدة بأن أكثر من 8.670 شخصاً قد قضوا جراء الغارات الجوية والقتال المستمر في الميدان؛ حيث إن ما يقرب من 60٪ من الضحايا في اليمن هم من المدنيين، وقد تعرض حوالي 50 ألف شخص للإصابة.
وقد أوجد الصراع في اليمن أكبر حالة طوارئ في مجال الأمن الغذائي في العالم؛ 17 مليون يمني يذهبون كل يوم إلى الفراش وهم جوعى، و7 ملايين يقفون على حافة المجاعة. هذا أمر غير مقبول ويتوجب على جميع الأطراف المعنية أن تكف عن القتال، وأن تفكر في الآثار الكارثية للصراع. لا يمكن أن نتجاهل حقيقة أن للمجتمع الدولي والجهات المانحة دوراً كبيراً في إنهاء هذه الكارثة التي هي من صنع الإنسان.
ومن بين السكان والبالغ عددهم نحو 27.5 مليون نسمة، يحتاج 20.7 مليون شخص الآن إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية؛ حيث تسبب نقص المياه النظيفة ومرافق الصرف الصحي في تفشي وباء الكوليرا، ما أدى إلى إصابة حوالي 884.000 شخص وقتل 2.184 آخرين.
وفي الأسبوع الماضي، حضرت اجتماعاً رفيع المستوى لتعزيز الاستجابة الإنسانية في اليمن، وهو مؤتمر حضره العديد من كبار مسؤولي الأمم المتحدة. سلطت تلك الندوات الضوء على ضرورة التعاون والتفاهم. وعلينا جميعاً أن نتحد معاً لمواجهة التحديات في توفير التمويل اللازم للتدخل الفاعل في الأزمة، والوصول إلى المدنيين الذين هم في أشد الحاجة إلينا، وتنفيذ مشاريعنا على أرض الواقع في اليمن.
ولا تزال المؤسسات الإنسانية والمنظمات غير الحكومية تكافح من أجل الوصول إلى السكان المهمشين في المناطق المحاصرة في اليمن. ولا تقل أهمية الوصول إلى تلك المناطق عن أهمية تحقيق التمويل اللازم. وأيضاً بدون التنسيق بين جميع الأطراف العاملة في الميدان ستستمر معاناة الشعب اليمني إلى ما لا نهاية.
ما زالت مؤسسة هيومان أبيل تقدم الإغاثة الإنسانية في اليمن منذ بداية الصراع في عام 2015. وقد وفرنا هذا العام وحده طروداً غذائية لـ 30.147 شخصاً، وأيضاً تم تزويد مستشفيات صنعاء والحديدة بـ 4500 سرير جديد، وحتى الآن تم توفير 900 حاضنة جديدة للرضع الخدج في صنعاء من خلال مشروع "ولد في الأزمة".
يواجه الشعب اليمني "تهديداً ثلاثياً" بسبب الاقتتال الدائر وبسبب الكوليرا وبسبب المجاعة. ويعتبر هذا الوضع كابوساً يستيقظ عليه الملايين من المدنيين العزل كل يوم. ونحن لا يمكننا أن نعتمد على الآخرين للاستجابة لمناشدات المدنيين الأكثر احتياجاً في اليمن.
ويجب علينا جميعاً أن نضع كامل خلافاتنا جانباً، وأن نجتمع معاً في خدمة المدنيين من منظور إنساني. بمزيد من التعاون والمحبة يمكننا مساعدة المهمشين وإنقاذ العديد من الأرواح الثمينة في اليمن.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.