بعد أربعين سنة من المسيرة.. إلى أين المسير؟

وبعدها وجب علينا التساؤل عن مدى فاعلية كل الاستراتيجيات التي اتخذناها طيلة العقود الماضية،بل وأكثر من هذا الوقوف على عدد هائل من المشاريع الوهمية التي أطلقتها الحكومات المتعاقبة منذ فجر الاستقلال، وماذا عن مصير كل تلك الميزانيات الضخمة التي صرفت من أجلها؟

عربي بوست
تم النشر: 2017/11/28 الساعة 02:19 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/11/28 الساعة 02:19 بتوقيت غرينتش

في 5 نوفمبر/تشرين الثاني 1975 انطلقت مسيرة مغربية مشياً على الأقدام، انطلاقاً من مدينة طرفاية المغربية نحو بقية الأقاليم الجنوبية، انطلقت تلك الحشود المكونة من 350 ألف مغربي ومغربية حاملين رايات الوطن ومتسلّحين بالقرآن من أجل استرداد جزء غالٍ من أراضي الوطن.

بعد أكثر من أربعين سنة من المسيرة الخضراء، أصبح لدى كل مغربي منا الحق في التساؤل إلى أين المسير؟ سؤال فرضه زلزال سياسي كما سماه أصحابه وضرب ثلة من الوزراء والمسؤولين وأصحاب المقاعد الوثيرة.

والحقيقة التي يجب الاعتراف بها أنه إذا ما كان الزلزال رداً حقيقياً على ما وقع ولا يزال يقع في الحسيمة، فهو جواب جيد ولن ينقصه سوى الإفراج عن المعتقلين الشباب الذين اعتقلوا في أحداث الحسيمة؛ حتى يكون رداً كاملاً في محله.

وبعدها وجب علينا التساؤل عن مدى فاعلية كل الاستراتيجيات التي اتخذناها طيلة العقود الماضية،بل وأكثر من هذا الوقوف على عدد هائل من المشاريع الوهمية التي أطلقتها الحكومات المتعاقبة منذ فجر الاستقلال، وماذا عن مصير كل تلك الميزانيات الضخمة التي صرفت من أجلها؟

من استفاد طيلة العقود الماضية من ثروات المغرب وخيراته؟ وكيف ظهرت لنا سلسلة من العائلات كل واحدة منها أخطبوط كبير في حد ذاته في علاقات متشابكة من المصالح التي اغتنى منها أشخاص بعينهم وافتقر بها ملايين من المغاربة؟

مَن يحاسب كل جحافل المسؤولين السابقين الذين تحولوا بقدرة قادر من موظفين بسطاء وصغار إلى كبار ملاك الأراضي والعقارات في ظرف قياسي؟

ما الذي أنتج لنا ملايين من الأميين رغم كل ما صرف من بداية التسعينات إلى حدود الساعة؟ وأي منها من المخططات الاستراتيجية التي وضعناها قد وصل لهدفه؟ وأي منها فشل؟ ولماذا فشل؟

ما الذي جعل الاقتصاد منكمشاً وما زال ضعيفاً ولم يحقق المستوى المطلوب للتنمية؟ وما مصير كل الهبات والمنح الدولية التي تلقاها المغرب طيلة العقود الماضية؟

وكيف لدولة لم تخُض حرباً منذ ثلاثين سنة ولم تضربها كوارث طبيعية فتاكة ولم تشهد ثورات شعبية حقيقية ولا انقسامات سياسية وعرقية كبرى أن تفشل في تحقيق رتب متقدمة في التنمية أسوة بكوريا الجنوبية التي كنا معها في نفس مستوى التصنيف العالمي إلى وقت قريب؟

لماذا لم تستطِع الاستفادة من موقع جغرافي جعلك بعيداً عن أزمات الشرق الأوسط المتلاحقة وقريباً من قارة أوروبية بنت حضارة قوية ووضعت نفسها في مقدمة الأمم في كل مؤشرات التنمية؟ وطيلة هذه السنين لم يحدث ما يجعلك تستفيد من جيرانك في الشمال.

كلها أسئلة الحاضر والمستقبل والجميع يتحمل المسؤولية فيما وصلنا إليه، سواء كان من نخب وإعلام -على قلّتهما- لم يستحضروا واجبهم طوال السنوات الماضية في معركة التنوير والتوعية أو من أحزاب وسياسيين قبلوا بأدوار تافهة من أجل تجميل المنظر، في ديكور ما يسمى بالانتقال الديمقراطي السياسي أو من شعب غيَّب نفسه بنفسه، وجعل جل همّه هو الجلوس في المقاهي في انتظار سقوط المطر دونما تشكيل وعي جمعي حقيقي يكون الأساس فيه هو المطالبة بحقوقهم الدستورية المشروعة، أو من سلطة جمعت كل الصلاحيات بين يديها، فلم يعُد لأحد الحق في إبداء رأيه أو وجهة نظره، وصار الجميع من التابعين.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد