كيف تطورت الأحداث في السعودية خلال شهر؟

وفي اليوم نفسه، يظهر أمر غريب على تويتر؛ حين تداول مستخدموه على نطاق واسع فيديو يُظهر مجموعة من الشباب السعودي وهم يرقصون على إحدى الشيلات السعودية، في حين ظهرت مجموعة منهم على خشبة المسرح وهم يؤدون الصلاة، وكشف الفيديو عدم احترام الموجودين حرمة الصلاة، حيث استمروا في رقصهم على أنغام "الشيلة" دون أي اعتبار لحرمة الصلاة، في سابقة غريبة على المملكة.

عربي بوست
تم النشر: 2017/11/06 الساعة 09:18 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/11/06 الساعة 09:18 بتوقيت غرينتش

البداية كانت في 7 مايو/أيار 2016، حين تم إنشاء "الهيئة العامة للترفيه"، وهي هيئة تُعنى بكل ما يتعلق بنشاطات الترفيه، ومن ثم قضية حصار قطر، لكن حقيقة أنا أريد هنا أن أستعرض ما استطعت أن أرصده من تغيير سريع وهائل خلال شهر واحد فقط من حياة المملكة السعودية اليوم.

ربما أنه لأمر يدعونا لأن نذكره ما حيينا، وهو حين تمنى بنيامين نتنياهو للطائرات السعودية أن تتجه مباشرة إلى تل أبيب، وذلك عند استقباله الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، عقب زيارته التاريخية للسعودية وفور وصوله المطار بدولة الكيان، لقد شعر الجميع وقتها بأن خطباً ما يحدث، فلم يسبق أن صرح الصهاينة بتصريحات مستفزة بهذا الشكل الغريب والواضح والمباشر والصادم.

صبيحة اليوم التالي لتصريح نتنياهو الصادم، بدأت الصحافة الصهيونية بتسريب أخبار ومعلومات تفيد بأنه تمت اجتماعات سرية بين ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، ومسؤولين صهاينة بتل أبيب في أوقات مضت. الأمر الغريب هنا مرة أخرى، هو لماذا هذه التسريبات بالذات وفي هذا الوقت بالذات؟ هل أراد الصهاينة استباق الأحداث نحو العقل الباطن العربي للتشكيك فيما بعد في حسن نوايا التغييرات الجذرية السعودية، وإثارة مفهوم المؤامرة كالعادة في هذا العقل الباطن؟ ربما.

تمحور رصدي لتلك التغيرات خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، فعشية الثاني من الشهر، بدأت القناة الثقافية السعودية ببث الأغاني في سابقة تاريخية، وكانت السيدة أم كلثوم هي أول من غنى ثم تلتها السيدة فيروز.

في الثالث من الشهر، تم إغلاق محلات رجل الأعمال القطري "علي بن علي" للمجوهرات بجدة؛ بحجة عدم حصوله على التراخيص اللازمة لممارسة نشاطه التجاري بعد أعوام طويلة، وفي اليوم نفسه أكد حساب معتقلي الرأي اعتقال إعلامي و3 قضاة وعدد من الدعاة، حيث تم اعتقال الإعلامي مالك الأحمد في 19 سبتمبر/أيلول الماضي وتأكد اعتقاله في الثالث من الشهر، وهو إعلامي يقدم نقداً للبرامج والمسلسلات والأفلام، كما أكد الموقع اعتقال القاضي "حمد المرشد" والقاضي "عبد اللطيف العبد اللطيف" والقاضي "سلطان العتيبي"، وجلهم يعملون قضاة في المحكمة المتخصصة بالرياض.

كما أكد الموقع اعتقال الداعية "سعيد بن فروة" والشيخ "سامي الغيهب" الذي يعمل بوحدة مكافحة جرائم الابتزاز في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وفي اليوم نفسه امرأة سعودية تدخل الذاكرة العربية حين كانت تقود سيارة على طريق سفر بين جدة والرياض وتسببت في دهس ووفاة قريب لها يحمل الجنسية الأردنية عمره 13 سنة، وذلك بعد أن أعلنت المملكة في الشهر الماضي السماح للمرأة السعودية بقيادة السيارة، الأمر الذي سيصبح نافذاً في يونيو/حزيران 2018.

في اليوم نفسه، أُعلن أن المملكة تتجه نحو إيقاف حلقات تحفيظ القرآن الكريم وحصرها فقط بالحصص الدراسية في المدارس.

في الرابع من الشهر، الاحتفاء بتخريج أول سيدة سعودية كابتن بحرية، وفي اليوم نفسه بدا واضحاً -ربما- الفهم الخاطئ للقرارات المفاجئة والغريبة على المملكة، حين تحول "مقهى درة" في الرياض إلى مرقص، بعد أن قامت إدارة المقهى بتشغيل أغانٍ مصرية شعبية، وقام مرتادو المقهي من الرجال بالرقص فيما أحاطت بهم النساء. صبيحة هذا اليوم، سمحت المملكة للأجانب بشراء العقارات في المنطقة المركزية بالقرب من الحرم المكي، وسينطلق في اليوم التالي أضخم مزاد علني عقاري من نوعه في مكة بخصوص الخطوة التاريخية.

في اليوم نفسه وبتوقيت غريب، روبرت فيسك، الكاتب والصحفي البريطاني المخضرم المعروف، يكتب مقالاً يتحدث فيه عن أمراء أثرياء، بأنهم عند مرضهم كانوا يستقلون طائراتهم الخاصة ويذهبون إلى دولة الكيان الصهيوني للعلاج بأرقى مستشفياتها.

منتصف هذا اليوم، تمنح جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية السعودية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الدكتوراه الفخرية على خلفية أدواره السياسية وقراراته الأخيرة، وفي اليوم نفسه يكشف حساب ويكيليكس الخليج في تدوينة على حسابه في "تويتر" عن "قرارات حاسمة خلال الفترة القادمة؛ إلغاء هيئة كبار العلماء، إلغاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إلغاء حلقات تحفيظ القرآن".

في الخامس من الشهر، الأمير محمد بن سلمان يأمر بعدم ملاحقة من يفتحون محلاتهم التجارية وقت الصلاة، وظهيرة اليوم نفسه نساء سعوديات يطلقن هاشتاغ #مقاطعة_الزواج_من_الذكور، حيث اجتاح الهاشتاغ موقع تويتر منذ اللحظات الأولى لتدشينه؛ إذ اعتبره ناشطون دعوة صريحة لفتيات المملكة للمجاهرة بالمثلية الجنسية .

وكما لاحظنا، مرة أخرى وكالات أجنبية تنتقي الوقت المناسب لتصريحات لم يُفهم مغزاها للآن، فعشية الخامس من الشهر أيضاً، نشرت وكالة "سبوتنيك" الإخبارية الروسية خبراً مفاده أن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أعلن أن المملكة العربية السعودية ستقوم باستضافة فرقة الباليه المسرحي الروسي "البولشوي" الشهير، وذلك لأول مرة في تاريخها.

وفي اليوم نفسه، يظهر أمر غريب على تويتر؛ حين تداول مستخدموه على نطاق واسع فيديو يُظهر مجموعة من الشباب السعودي وهم يرقصون على إحدى الشيلات السعودية، في حين ظهرت مجموعة منهم على خشبة المسرح وهم يؤدون الصلاة، وكشف الفيديو عدم احترام الموجودين حرمة الصلاة، حيث استمروا في رقصهم على أنغام "الشيلة" دون أي اعتبار لحرمة الصلاة، في سابقة غريبة على المملكة.

في السادس من الشهر، كانت المملكة على موعد مع العنف حين هاجم مسلحون قصر السلام في جدة، وحدثت اشتباكات عنيفة أسفرت عن مقتل اثنين من الحرس الملكي ومصرع أحد المهاجمين، والقنصلية الأميركية في جدة تطالب الأميركيين بتوخي الحذر لدى سيرهم في المنطقة.

في السابع من الشهر، كانت المملكة مرة أخرى على موعد مع التصريحات الصهيونية الغريبة؛ حين أحرج المتحدث باسم جيش الاحتلال الصهيوني، أفيخاي أدرعي، قناة "العربية" التابعة للنظام، مما اضطر الأخيرة إلى حذف تغريدة على حسابها عبر "تويتر" ونشر الحساب الرسمي لـ"العربية": "مراسل العربية: إسرائيل تعلن اعتراض صاروخ أُطلق من قطاع غزة"، ورد أدرعي على التغريدة، قائلاً: "ولا أحد في إسرائيل أعلن ذلك، لا رسمياً ولا ضمنياً، باستثناء مجموعات الواتساب للشائعات".

وفي اليوم نفسه، نشرت صحيفة "معاريف" الصهيونية العبريّة، تقريراً يشير إلى أنّ العشرات من كبار الضباط السابقين، وعدداً كبيراً من كبار المسؤولين السابقين في جهازي "الشاباك" و"الموساد" ينشطون، بالتنسيق مع الأجهزة الأمنيّة الصهيونية، في عدد من دول الخليج، التي لها علاقات جيّدة مع الولايات المتحدة، وذلك ضمن شركاتٍ أجنبيّةٍ مختصةٍ بالمجال الأمنيّ.

ولفت التقرير، الذي استند إلى مصادر أمنيّة رسميّة في تل أبيب، إلى أنّ الصهاينة يقومون بنشاطاتٍ أمنيّةٍ واسعة النطاق، تصل قيمتها إلى عشرات ملايين الدولارات، وتتركّز في تقديم إرشادات بشأن تفعيل أنظمة أسلحة متطورة، وعتاد استخباراتي، وتدريب المحليين على العمل على حماية الحدود وعلى إحباط عمليات، مثل احتجاز رهائن أو انقلابات أو محاولات لاحتلال أهداف استراتيجية، مثل المنشآت النفطية.

كما يتناول التقرير عدداً من الأسماء البارزة في الأجهزة الأمنية الصهيونية والتي تأخذ دوراً بهذا المجال، مثل الجنرال المُتقاعد غيورا آيلاند الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي، والجنرال دورون ألموغ، القائد السابق للمنطقة الجنوبيّة في جيش الاحتلال. بالإضافة إلى عدد من الشركات التي تعمل تحت إشراف وزارة الأمن الصهيونية مثل "رفائيل- السلطة لتطوير الوسائل القتالية"، وكذلك شركة الصناعات الجوية.

وكتبت الصحيفة أنّ الشركة الدولية "AGT" السويسريّة، التي أسسها ويُديرها رجل الأعمال اليهودي- الأميركيّ، ماتي كوخافي، فازت بعقد تصل قيمته إلى مئات ملايين الدولارات لبناء مشروع تابع للأمن الداخليّ في إحدى إمارات الخليج.

ومن ناحية أخرى، كشف مُحلل الشؤون الاستراتيجيّة في صحيفة "معاريف" الصهيونية، يوسي ميلمان، النقاب عن العلاقات الأمنيّة بين دولة الكيان الصهيوني ودولة خليجية ذات وزن في المنطقة، والتي تخضع لإجراءاتٍ خاصّةٍ من قِبل الرقابة العسكرية؛ إذ يُمنع كشف أيّ من تفاصيلها للعلن، الأمر الذي من شأنه حماية صادرات الكيان الصهيوني الأمنية إلى هذه الدولة الخليجية، كما لفت في الوقت عينه إلى أنّ الرقابة العسكريّة تمنع منعًا باتّاً نشر معلوماتٍ عن مناوراتٍ عسكريّةٍ يُجريها جيش الإحتلال الصهيوني مع جيوشٍ عربيّةٍ خليجية وغير خليجية لا تُقيم علاقاتٍ دبوماسيّة مع دولة الكيان الصهيوني.

في يوم السابع من الشهر نفسه، وكأن أحداً أراد ذلك، تداول نشطاء على نطاق واسع مقطع فيديو من مؤتمر صحفي، تهرّب خلاله السفير السعودي لدى الأمم المتحدة، عبد الله المعلمي، من سؤال وُجِّه له عن الانتهاكات التي تمارسها دولة الكيان الصهيوني بحق الأطفال الفلسطينيين. المعلمي بدا أنه لم يكن يتوقع سؤالاً مماثلاً، وظهر أول ردود الفال من أحد الجالسين في المؤتمر، والذي نصح السفير بأن الأفضل له أن ينسحب وينهي المؤتمر فوراً.

دائماً اليوم نفسه، وفي خضم المجازر التي يتعرض لها مسلمو الروهينغا بأراكان، وفي خطوة رأى محللون أنها تستهدف مكانة المملكة- اتهمّت حسابات سعودية، عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، مقيماً روهينغياً، بالوقوف خلف حادثة الاعتداء على قصر السلام بجدة، وقال ناشطون سعوديون إن منفذ الهجوم له سوابق، وهو من الجالية البورمية، دون ذكر أي مصدر لهذه المعلومة، ووصل مستوى تحريض بعض الناشطين إلى مطالبة الحكومة بطرد المقيمين الروهينغيين، إضافة إلى اتهامهم بمحاولة استغلال الأحداث السياسية لتنفيذ أجندات معادية للمملكة.

تلا تلك الأحداث مباشرة وفي اليوم نفسه، أن قامت السفارة الأميركية بتحذير رعاياها في السعودية، بعد تقارير عن إحباط محاولة مسلحين اقتحام قصر الملك في جدة.

في العاشر من الشهر، السعودية تعلن على لسان وزير خارجيتها، عادل الجبير، فصل آلاف الأئمة من مساجدهم.

في اليوم نفسه، مجدداً، السعودية على موعد مع التصريحات الصهيونية الغريبة ذات التوقيت القذر، حيث ذكرت وسائل إعلام صهيونية، من خلال إعلان منتدى "السياسة الإسرائيلية"، الذي يتّخذ من نيويورك مقراً له، أن الرئيس الأسبق للاستخبارات السعودية الأمير تركي الفيصل والكاتب السعودي نواف العبيد، سيشاركان في أعمال المنتدى. وكان المنتدى أعلن عقد مؤتمر بعنوان "أمن الشرق الأوسط"، في 22 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، بمشاركة "الفيصل"، و"العبيد"، إلى جانب جنرالات صهاينة متقاعدين، وفي مُقدّمتهم رئيس الموساد الأسبق "إفراييم هاليفي".

خلال اليوم نفسه، دعوة المغنية المصرية شيرين عبد الوهاب لتحيي حفلاً غنائياً، سيذهب ريعه لعلاج الأطفال من مرضى السرطان بالمملكة من خلال جمعية "سند".

في الرابع عشر من الشهر، كانت المملكة على موعد مع تقرير صحافة عالمية، عندما دخلت نجلاء عبد الرحمن وصديقتها أحد المقاهي المميزة في الرياض، الأسبوع الماضي، رصدتا شيئاً غير اعتيادي بالمرة في ركنٍ هادئ من المقهى غير التقليدي، فتقول نجلاء وفق تقرير لصحيفة Financial Times البريطانية: "رأينا شاباً وفتاة من الواضح أنَّهما في موعد غرامي. كان واضحاً أنه لا توجد صلة زوجية بينهما. هذا المشهد لم أره هنا من قب!ل".

في السابع عشر من الشهر، تُكذّب صحيفة "الشروق" المصرية الصحف السعودية حين نشرت، واستناداً إلى بيان من مكتب المطربة شيرين، أن الأخيرة قررت الاعتذار عن إحياء حفل جمعية "سند"، حيث "استشعرت الريبة، واحتراماً لجمهورها السعودي". خبر "الشروق" يتناقض وما نُشر في الصحف السعودية في الخامس عشر من الشهر، من أن هيئة الترفيه هي التي ألغت الحفل؛ لعدم حصول جمعية "سند" على ترخيص إقامة الحفل.

في الثامن عشر من الشهر، أصدر العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، أمراً ملكياً بإنشاء "مجمّع خادم الحرمين للحديث النبوي الشريف"، يهدف الى محاربة التطرف والنصوص المزيفة في الحديث.

في التاسع عشر من الشهر، سارع كُتاب السعودية إلى الهجوم على تصّرف رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم، بعد طرده وفد إسرائيل خلال الاجتماع الـ137 لاتحادات البرلمانات الدولي، ووصف الكاتب السعودي أحمد الفراج، مثلاً، حديث "مرزوق الغانم" بأنه صُراخ، حيث نشر تدوينة عبر حسابه بموقع التواصل الإجتماعي "تويتر"، قال فيها: "أحترم السيد مرزوق الغانم، وقد صدمني صراخه ولغته هنا، والتي تليق بعبد الباري عطوان لا ببرلماني محترم: يا الله الخيرة".

وفي اليوم نفسه، سارع الصهياينة لاستغلال موقف الكُتاب السعوديين الغريب لصالحهم، حين صرح مسؤول صهيوني -لم تذكره صحافتهم صراحة- كاشفاً عن زيارة سرية أجراها ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، إلى تل أبيب في وقت مضى.

في الثاني والعشرين من الشهر، قال المقرئ السعودي الشهير عادل الكلباني، إمام المسجد الحرام سابقاً، إن "دور السينما قادمة إلى السعودية، ولن يطول الزمن في انتظارها"، وأضاف الكلباني، خلال حضوره ندوة ثقافية في مركز أبو عجرم، إن "السينما أفضل من المقاهي للشباب؛ لأنها ستكون تحت نظر ومتابعة الدولة".

في اليوم نفسه، صدر عن المملكة ما كان ينتظره كل مواطن عربي يخاف على السعودية وعلى أوطان العرب من المحيط الخليج رغم تأخر ذلك كثيراً، تاركاً الملعب فارغاً أمام الصهاينة؛ حين نفى مصدر مسؤول بوزارة الخارجية السعودية ما تداولته وسائل الإعلام الصهيونية والعالمية عن زيارة أحد المسؤولين الكبار في المملكة لدولة الكيان سراً.

دائماً، في اليوم نفسه وعشية النفي السعودي الأخير، صرحت وسائل إعلام صهيونية بأن رئيس أركان جيش الاحتلال، "غادي أيزنكوت"، يشارك في اجتماع لقادة هيئة الأركان الكبير والدولي بواشنطن، الذي يشارك فيه أيضاً رؤساء أركان جيوش دول عربيّة ليست لديها علاقات دبلوماسيّة مع دولة الكيان، على رأسها السعودية، فيما شارك أيضاً رؤساء أركان جيوش كل من الأردن ومصر والإمارات، كله حسب الصحافة الصهيونية التي تقف على قدم وساق فيما يخص التصريحات السعودية النافية.

في الثالث والعشرين من الشهر، يدخل حتى الشارع الصهيوني في مضمار الحرب الإعلامية المعلنة من جانب واحد على العقل الباطن والوجدان العربيَّين، حين كشف الناشط اليهودي "جيفري ستيرن" عن مشاركة رئيس الاستخبارات السعودية السابق، الأمير تركي الفيصل، في لقاء عُقد بنيويورك، جنباً إلى جنب مع مسؤول الاستخبارات الصهيوني السابق "إفريم هيلفي"، ونقل ستيرن في تغريدته على تويتر عن الفيصل قوله: "إنه بأموال اليهود وعقول العرب، كل شيء يمكن تحقيقه".

في اليوم نفسه، منعت السلطات السعودية أسرة الداعية المعتقل الدكتور سلمان العودة من السفر، بحسب ما أكده نجله عبد الله.

في الرابع والعشرين من الشهر، وليّ العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، يفتتح مبادرة مستقبل الاستثمار، التي يستضيفها صندوق الاستثمارات العامة في الرياض، وخلال المؤتمر تعهد ولي العهد بالعمل على إعادة "الإسلام المعتدل" إلى البلاد. كما وأعلن ولي العهد مشروع المملكة الجديد "نيوم-N E O M" كجزء من خطة رؤية المملكة 2030، على مساحة جغرافية قدرها 26 ألفاً و500 كم مربع تشمل جزيرتي تيران وصنافير، باسثمارات من دعم المملكة تبلغ نصف تريليون دولار (500 مليار). وسيشتمل المشروع على أراضٍ داخل الحدود المصرية والأردنية، حيث سيكون أول منطقة خاصة ممتدة بين ثلاث دول.

الجدير بالذكر هنا أن هذا المشروع جاء في الإطار الزمني لظهور ما يسمى المدن الحدودية "المدن التي يخطط لإقامتها على الأشرطة الحدودية" والمدن والعواصم الإدارية الجديدة في المنطقة العربية، وخاصة في البلدان المحيطة بدولة الكيان الصهيوني.

في اليوم نفسه وخلال المؤتمر الاقتصادي، مؤسِّس شركة سوفت بنك اليابانية، "ماسا يوشي"، يدخل ذاكرة العرب ووجدانهم؛ حين صرح قائلاً: "السعودية لديها مكة عظيمة، وسنصنع مكّتين إضافيتين". أثار ذلك التصريح دهشة كبيرة لدى المجتمِعين والحضور، فتدخّل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، محاولاً إيضاح ما حصل، حيث قال: "مكة أصبحت مثالاً لنقاط الجذب، وماسا يوشي يقصد نقاط جذب جديدة".

خلال المؤتمر ذاته، في الرابع والعشرين من الشهر، خطوة تاريخية تُحفر أيضاً في الوجدان العربي، "لدينا إعلان لك يا صوفيا…لقد وصلنا خبر للتو…ستكونين أول روبوت في العالم يحصل على الجنسية" تردُّ صوفيا والابتسامة على وجهها: "إنها خطوة تاريخية، أنا فخورة بذلك"، فصوفيا هي أول روبوت يحصل على الجنسية السعودية، في سابقة تاريخية وعالمية شغلت مواقع التواصل ونشرات الأخبار لأيام.

دائماً في اليوم نفسه، أعلنت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تشكيل لجنتين في رئاسة الهيئة، وظيفتهما مقابلة المتقدمين على الوظائف المعلنة مؤخراً، بهدف التأكد من سلامة المتقدم من التأثر أو التعاطف بأي شكل من الأشكال مع الجماعات أو الأحزاب الدينية كجماعة الإخوان المسلمين.

في الخامس والعشرين من الشهر، وكما تعودنا، هناك محطة للصحافة العالمية عما يحدث بالمملكة، حين نشرت صحيفة الإندبندنت البريطانية، على موقعها، مقطع فيديو حصلت عليه من مؤسسة أبحاث التراث الإسلامي ومقرها لندن، يُظهر نموذجاً مصغراً عن بناء سقف قابل للفتح والإغلاق فوق الكعبة المشرفة، الأمر الذي قد يثير جدلاً واسعاً في العالم الإسلامي فيما لو بوشر فعلاً في تنفيذ المشروع.

في اليوم نفسه، قال ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، في تصريح لـ"رويترز"، في مقابلة أجرتها معه مساءً، إن المدينة العملاقة "نيوم-N E O M"، البالغة قيمتها 500 مليار دولار، ستُطرح في الأسواق المالية العالمية إلى جانب شركة النفط العملاقة "أرامكو السعودية"، في إطار مساعي المملكة لتنويع موارد اقتصادها وتقليص اعتماده على النفط، هذا الإعلان المفاجئ هو الحلقة الأحدث والأكثر استثنائية في سلسلة من برامج الخصخصة السعودية للحظة، حسب محللين.

في السادس والعشرين من الشهر، نشر "مجتهد"، المغرد السعودي الشهير على تويتر، تغريدةً من حساب "معتقلي الرأي"، قال فيها إن الإعلامي السعودي أحمد الشقيري واحدٌ من كثيرين طالهم قرار المنع من السفر خارج المملكة.

في السابع والعشرين من الشهر، هيئة كبار العلماء بالسعودية تتهم الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الذي يرأسه القرضاوي، بأنه سبب الفتن في الدول العربية والإسلامية.

في التاسع والعشرين من الشهر، السعودية تعلن رسمياً السماح للنساء بالدخول إلى الملاعب، بحسب ما أعلنته هيئة الرياضة السعودية، وحدد رئيس الهيئة بداية عام 2018 موعداً لبدء السماح للعائلات بأفرادها بالكامل بدخول الملاعب.

في الحادي والثلاثين من الشهر، تلقت الشركات العاملة في مجال السياحة الدينية بالبلدان المختلفة إشعارات من المتعاملين السعوديين، تؤكد إضافة 2000 ريال (500 دولار) رسوماً على تأشيرة دخول المعتمرين الذين سبق أن أدوا العمرة أو الحج.

في اليوم نفسه، وهو الأخير من أكتوبر/تشرين الأول 2017 الذي رصدنا خلاله تلك الأحداث الكثيرة والمتتالية والهائلة في حجمها، مُنع الداعية السعودي محمد العريفي وقائمة ضمت 26 شخصية سعودية بارزة، من السفر خارج المملكة.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد