حركة “بزاف” تحدد مهامها الوطنية

وقد استهل البيان: "في خضم التطورات السياسية الراهنة في بلادنا والنتائج المستقبلية لمآلات القضية الكردية المطروحة إلى جانب المسائل الكبرى على الصعد الوطنية والإقليمية والدولية، وعلى ضوء التحولات العميقة التي تشهدها المنطقة عموماً، وإزاء كل السيناريوهات المتوقعة كان لا بد لنا نحن في مشروع (إعادة بناء الحركة الوطنية الكردية السورية - بزاف) وبما نمثله في الجانبين القومي والوطني

عربي بوست
تم النشر: 2017/11/02 الساعة 05:16 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/11/02 الساعة 05:16 بتوقيت غرينتش

في بيان شامل هو الأول من نوعه منذ انبثاق "بزاف"، وهو التعبير الرمزي لمشروع "إعادة بناء الحركة الوطنية الكردية السورية" المطروح منذ عام 2012 بين أوساط الشباب ونخب المستقلين وجمهور واسع داخل سوريا وخارجها، وبينهم رموز قيادية تاريخية، هذا التوجه تحول تياراً سياسياً مكتملاً بعد طرح مشروع البرنامج بشقيه القومي والوطني، ونال تأييد ودعم وتواقيع الآلاف عندما تداولته وسائل الاتصال الاجتماعي، وحاز انتباه الأطراف الكردية بالداخل والخارج، وكذلك البعض من القوى الدولية المهتمة بالملف السوري وكرده، وكما هو معلوم فإن مشروع بزاف ينطلق من فرضية فشل الأحزاب الكردية السورية من المجلسين في حمل المشروع الوطني الكردي، وعلى أنه ضرورة كردية وسورية لسد الفراغ وإعادة التوازن.

وقد استهل البيان: "في خضم التطورات السياسية الراهنة في بلادنا والنتائج المستقبلية لمآلات القضية الكردية المطروحة إلى جانب المسائل الكبرى على الصعد الوطنية والإقليمية والدولية، وعلى ضوء التحولات العميقة التي تشهدها المنطقة عموماً، وإزاء كل السيناريوهات المتوقعة كان لا بد لنا نحن في مشروع (إعادة بناء الحركة الوطنية الكردية السورية – بزاف) وبما نمثله في الجانبين القومي والوطني، وما نحمله من مواقف ورؤى الغالبية من شعبنا من الوطنيين المستقلين والحراك الشبابي من النساء والرجال ومنظمات المجتمع المدني والشخصيات الاجتماعية، من وقفة شاملة لتوضيح توجهاتنا من جديد أمام الشعب السوري عامة والكرد على وجه الخصوص..".

ويتابع: أولاً – على صعيد المهام المطلوبة في تنظيم الطاقات واستكمال الخطوات اللازمة المرسومة في الوطن وكل أماكن تواجد الكرد السوريين، فإن اللقاءات التشاورية ما زالت جارية من أجل إنجاز كل الخطوات، وانتخاب لجان المتابعة، والتفرغ من دراسة ومناقشة مشروع البرنامج السياسي بشقيه القومي والوطني، وصولاً (عاجلاً أم آجلاً) إلى لجنة تحضيرية تمثيلية لكل اللجان المنتخبة للإعداد لعقد المؤتمر الوطني الكردي السوري الشامل.

ويضيف البيان: "ومن أجل التمهيد لتحقيق ما نصبو إليه في توحيد الصف الوطني الكردي السوري، وإزالة العراقيل أمام المؤتمر المنشود وبناء الثقة بين الفرقاء فقد بادرنا وللمرة الأولى بهذا الشكل إلى عقد لقاء بين كل من ممثلي (ب ي د، والمجلس الوطني الكردي وبزاف وآخرين) للتباحث والتشاور حول اتخاذ الموقف الموحد من استفتاء تقرير المصير بكردستان العراق، ومن أجل أن ينعكس ذلك إيجابياً على الساحة الكردية السورية راهناً ومستقبلاً…".

كما جاء في البيان: "الكل يعلم أن بزاف كمشروع ومنذ عام 2012 نشر مشروع برنامجه ورؤاه حول مختلف القضايا وبث النداءات ونال ثقة الآلاف عبر وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، وطرح العديد من المبادرات والمقترحات البناءة، وعقد العشرات من اللقاءات التشاورية في الوطن وجميع أماكن الشتات، وكان التوجه في البداية منصباً حول إصلاح (المجلس الوطني الكردي) الذي كنا نراه الأقرب إلى مشروعنا الوطني، وبعد فقدان الأمل من ترميمه ثم تعرضه إلى الفساد الداخلي والتراجع السياسي، ومن ثم الانفكاك والتمزق، رغم كل أوجه الدعم المادي والسياسي له من جانب قيادة الإقليم، استقر الرأي على أن يكون بزاف مشروعاً استراتيجياً مستقبلياً أساسياً قائماً ببرنامج سياسي، وإطاراً بعد استكمال خطوات بنائه، وخياراً لإعادة بناء حركتنا الوطنية، إلى جانب التعامل مع الخيارات الأخرى والمزيد من الانفتاح والتفاني، حرصاً على تحقيق الاتحاد والتلاقي بين الأطراف الوطنية الكردية، والتعاطي مع ما هو قائم، ومن ثم تغييره نحو الأفضل..".

وفي إشارة واضحة إلى سلوك الخيار البديل يتابع البيان: "ومن هذا المنطلق واحتراماً وتقديراً لجهود رئاسة الإقليم وعرفاناً بالجميل، ومن دون التخلي عن مشروع بزاف الأساسي طرحنا وجهة نظر على الأشقاء المعنيين بالملف الكردي السوري في إقليم كردستان تتضمن الآتي: المشاركة في مؤتمر (المجلس الوطني الكردي) القادم على أساس تشكيل لجنة تحضيرية للإعداد له من خمسة أعضاء، ثلاثة من المستقلين، واثنان من أحزاب المجلس، وتتخذ قرارات اللجنة حول الحضور والبرنامج السياسي، وانتخابات القيادة واللجان بالأغلبية، وقد استحسن الأشقاء مقترحنا واعتبروه حلاً مناسباً إلى جانب كونه، وكما نراه نحن، إنقاذاً لأزمة أحزاب المجلس المزمنة أصلاً ومدخلاً مستقبلياً لإعادة الثقة والتواصل والحوار بين كافة الأطراف، إلى جانب أن ترتيب البيت الكردي السوري سيشكل عمقاً آمناً ومضموناً لإقليم كردستان العراق، خصوصاً في مثل هذه الظروف الدقيقة والشديدة الخطورة..".

وحول خياره الوطني، أوضح البيان: "على الصعيد الوطني وبما أن نشطاء وأنصار بزاف يؤمنون بوحدة النضال الكردي العربي، وباعتبار القضية الكردية قضية سورية ديمقراطية والكرد جزءاً لا يتجزأ من حركة المعارضة الوطنية والثورة، وكانوا السباقين في مواجهة الاستبداد منذ عقود، وفي طرح حلول لأزمة الثورة والمعارضة، كما جاء في القسم الوطني من مشروع البرنامج السياسي، وفي بيانات وتصريحات عديدة، وخاصة في الدعوة إلى تشكيل اللجنة التحضيرية الممثلة لجميع المكونات والتيارات السياسية الوطنية للإعداد لعقد المؤتمر الوطني السوري الجامع من أجل مراجعة ما حصل خلال السنوات الست الماضية، ومساءلة من أخطأ وانحرف عن خط الثورة، والتوصل إلى برنامج توافقي وانتخاب مجلس سياسي – عسكري لمواجهة كافة التحديات، وفي هذا السياق ليس خافياً أننا في بزاف نتواصل باستمرار مع الديمقراطيين السوريين ومناضلي الثورة والمعارضة، ونتعاطى بانفتاح مع مختلف المشاريع التي تطرح بين الحين والآخر، ونتناقش مع الأصدقاء وبطرق مختلفة كل ما يطرح في الساحة السورية لمصلحة المراجعة وإعادة البناء والاتحاد الكردي العربي، وقطع الطريق على كل النزعات الشوفينية والانعزالية ومحاولات زرع الفتنة على أسس عنصرية بغيضة".

وفي لفتة هامة إلى مسألة وحدة الصف الكردي السوري، أوضح البيان: "وفي مثل هذه الظروف الخطيرة، وعلى ضوء التطورات في كردستان العراق، وفي سبيل دعم إرادة شعبه بقوة تقضي مصلحة الكرد السوريين كشعب وقضية وبأسرع وقت إلى وقفة تاريخية استثنائية إلى تحلي قواه الوطنية وتياراته السياسية بالشجاعة والإقدام ونكران الذات والمصالح الضيقة، وذلك بالشروع في الحوار بين كل مكوناته، وليس هناك بهذا المجال كبير وصغير، فالكل ضعفاء، والجميع بحاجة إلى بعضهم البعض، ونقترح هنا الاتفاق على تشكيل لجنة تحضيرية تمثل كافة الفعاليات للإعداد لمؤتمر قومي – وطني تصالحي إنقاذي داخل الوطن، والخروج بميثاق موحد وبرنامج مرحلي، وقيادة مشتركة لمواجهة تحديات واستحقاقات الحاضر والمستقبل، وليعتبر الجميع أن هذا المقترح بمثابة رسالة موجهة من بزاف إلى كل طرف على حدة".

وبخصوص القضية الكردية عموماً، جاء في البيان: "إن حل القضية الكردية بالمنطقة وبحسب إرادة الكرد الحرة ومبدأ حق تقرير المصير، وعلى أساس الحوار والتوافق، يصب في مصلحة جميع شعوب المنطقة، ويعزز التطور الوطني الطبيعي والتنمية والعملية الديمقراطية، وينزع من أيدي الأنظمة الاستبدادية الشوفينية سلاح الفرقة والانقسام، خاصة أن السمة العامة للحركة الوطنية الكردية من حيث المضمون والأهداف هي سلمية وديمقراطية وتسامحية، تتقبل الآخر المختلف، وتعترف بحقوق الأقوام والمكونات الأخرى، وتتمسك بالصداقة والعيش المشترك، وفي هذا السياق نهنئ شعب كردستان العراق على إنجاز استفتاء تقرير المصير بسلام ونجاح، وندعو قوى شعوب المنطقة والمجتمع الدولي إلى التضامن مع شعب كردستان، والوقوف إلى جانب الحق والعدل".

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد